وزارة الصحة توجه تحذيراتها للمواطنين بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتعبئ مهنييها للتعامل مع تبعاتها
حذر البروفسور أحمد عزيز بوصفيحة، الاختصاصي في أمراض الأطفال، من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها بلادنا خلال هذه الأيام على المواطنين، وخاصة المسنين والحوامل والرضع والأطفال، الذين يكونون عرضة للإصابة بالحمى، التي يمكن الحديث عنها متى تجاوزت حرارة الجسم درجة38 فما فوق، وفقا لما تؤكده الأبحاث الطبية والعلمية المتطورة، في الوقت الذي كان شائعا الحديث عن الحمى حين تتجاوز درجة حرارة الجسم 37 درجة مئوية ونصف. وأكّد المسؤول عن وحدة المناعة السريرية بمستشفى الهاروشي بالدارالبيضاء أنه يجب إيلاء عناية خاصة للرضع، مبرزا أن الرضيع الذي يقل عمره عن 3 أشهر وارتفعت حرارة جسمه لتصل إلى 38 درجة فما فوق، يتعيّن التعامل مع وضعه الصحي بأهمية بالغة، خاصة وأن المضادات الذاتية التي يتوفر عليها في هذه السن هي تلك التي تخص والدته والتي يستفيد منها عن طريق الرضاعة الطبيعية، منبها في الوقت نفسه إلى ارتفاع درجات الحرارة عند الأطفال إلى غاية 3 سنوات، وإلى عدد من العوارض الصحية من قبيل الإسهال، التهاب الأذن، التهاب الرئة والسعال، وكذا التهاب اللوزتين، التي تكون بدورها، خلال هذه الفترة، عاملا للإصابة بالحمى، مشيرا إلى أنه في هذه الحالات يجب وصف الدواء بشكل منهجي وتتبع الحالة الصحية للطفل للوقوف على مدى استجابة الجسم للدواء، ويتعين أن تنخفض درجات الحرارة في ظرف 24
أو 48 ساعة على أقصى تقدير، وإلا تطلب الأمر تغيير الدواء.
من جهته أكد الدكتور مصطفى الودغيري، اختصاصي الطب الباطني وطب الشيخوخة، على أهمية الانتباه للتداعيات المحتملة لارتفاع الحرارة على المسنين، مؤكدا على ضرورة الحرص على تمكينهم من شرب الماء بصفة مستمرة، بالنظر إلى أن عددا منهم يفتقد لرغبة الشرب مما يعرض أجسامهم للاجتفاف، بالإضافة إلى تفادي تعريضهم للشمس خاصة في ساعات الذروة، التي يكون لها ضرر بالغ على صحتهم. بالمقابل دعت البروفسور زهير كوثر، الاختصاصية في الأمراض الجلدية والتناسلية، إلى الانتباه للتداعيات السلبية التي يكون جلد الجسم عرضة لها بعد التعرض لأشعة الشمس، خاصة خلال هذه الفترة التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة وتعرف فيها الشواطئ والمسابح إقبالا كبيرا، مشددة على أن هناك تأثيرات تكون على المدى القريب كما هو الشأن بالنسبة لاحمرار الجلد والحروق التي تطاله بفعل ما يعرف بـ «ضربة شمس»، وظهور بقع سوداء في الوجه بالخصوص وكذلك جفاف البشرة، مبرزة أن أشعة الشمس تتسبب في انتشار الطفيليات التي تؤدي إلى الإصابة بالبهق وإلى تداعيات على مستوى أصابع الرجلين والأظافر، فضلا عن الفيروسات التي تكون نتيجة لنقص في مناعة الجسم ومن بينها ظهور ما يعرف بـ «herpes» على مستوى الفم. وأضافت البروفسور زهير أن تداعيات التعرض السلبي لأشعة الشمس على المستوى البعيد تتمثل في ظهور التجاعيد في الأماكن المعرضة للشمس كالوجه والعنق والكفين، خصوصا حين تكون البشرة ذات لون أبيض، بينما يكمن الخطر الأكبر في الإصابة بسرطان الجلد والذي تتعدد أنواعه.
درجات الحرارة التي تشهدها بلادنا تواصل ارتفاعها، وفقا لما أكدته مصالح الأرصاد الجوية، التي سبق وأن نبّهت إلى أن معدلات الطقس الحار المصحوبة بظاهرة «الشرقي»، ستعرف تصاعدا انطلاقا من يوم الجمعة 6 يوليوز وإلى غاية يوم غد الثلاثاء 10 يوليوز 2018، وذلك بمعظم المناطق الداخلية لشمال ووسط المملكة، خاصة المناطق الداخلية لسوس، وسهول تادلة، والحوز والرحامنة والشياظمة، وهضاب الفوسفاط وسايس، والمناطق الداخلية للغرب واللوكوس والشاوية وعبدة، بالإضافة إلى المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية للمملكة.
ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات تتراوح مابين 28 درجة كمعدل أدنى و 48 كمعدل أقصى، من منطقة لأخرى، دفع وزارة الصحة إلى التفاعل مع هذا المعطى المناخي تفاديا لأية مضاعفات وخيمة على صحة المواطنين، لاسيّما وأن الكثير من الأشخاص تطالهم تداعياته، خصوصا الأطفال الصغار والحوامل والمسنين. ودعت الوزارة المواطنين، خاصة الفئات الأخيرة وكذا المصابين بأمراض مزمنة، إلى أخذ الاحتياطات الضرورية، كما هو الحال بالنسبة لشرب المياه بشكل كافٍ لتفادي اجتفاف الجسم، وتفادي القيام بأنشطة بدنية خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة، خاصة مابين الساعة 11 صباحا والثامنة مساء، مع ضرورة اللجوء إلى أقرب مؤسسة صحية في حالة ظهور أحد أعراض ارتفاع درجات حرارة الجسم والإصابة بالحمى، وكذا إذا ما ظهر شحوب على الجسم، والإحساس بتشنجات على مستوى الأطراف وعضلات البطن، أو الشعور بعطش شديد أو فقدان للوزن، أوصداع في الرأس وغثيان، خصوصا عندما تصل هذه الأعراض إلى درجة فقدان الوعي.
وشدّدت وزارة الصحة على كونها اتخذت جملة من الإجراءات والتدابير الاستعجالية للتفاعل مع التبعات الصحية المحتملة لهذا التغير المناخي، مبرزة في بلاغ لها، أنها عملت على تفعيل نظام المداومة بالمؤسسات الصحية في المناطق التي ستعرف ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، كما أنها قامت بتعبئة مهنيي الصحة من أطباء وممرضين، وكذا سيارات الإسعاف، بالإضافة إلى توفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لتقديم العلاجات.