الزركشة الأولى من معلقة الهوى

 

نيرون قلبي الذي أشرق فأحرق …

دخول النار

أخرج من واديك واهوى
من علاك إلى أسفلك العميق؛
واركع إلى قدمي الحبيب طوى
كيما تشعل نارك المقدسة فأنت كالغريب؛
أسلك يا هذا عبورك إلى أفقك البريق …
أخرجي يديك من لوحة غرامي
وضعي كفك على ذراع تتيمي المحرم؛
دعينا ندخل النار ولو قليلا
لا تفكري سيدتي طويلا .

الإله

هل تتذكرين الذي كان
وقد حان أوان فراقي ؟

ليلة صعدت إليك شديد البأس،
حيث كنت تجدلين ظفائر اليأس
كنا في أول الطريق؛
وكنت حبيبي وصديقي
كنت خليلي
وغربة غليلي،
كنت أنا على السبيل الطويل
وكنت أنت طفلة تلهو بلا تعب؛
تهديني مرة كل الشغب
هداياك كلها حبيبتي لي
كانت مقدمة على أطباق من صخب،
وجنات تجري من تحتها حبات لؤلو ومرجان…
وولدان تدور بكاسات من زمرد ثمالتها من تيهان…
هل تتذكرين كم من مرات طرت بي إلى نجوم بعيدة ؟
حيث وجدت الله هناك عند النهر يتفرد .
وألبستيني عند البرزخ تيجانا من غار وأضواء جديدة؛
حيث وجدت الله ومحمد .
حيث وجدت أبانا الذي في السموات وعيسى،
حيث وجدت موسى لوحده عند الجبل يتعبد .
وصادفت بوذا عند الشجرة الأخيرة…
يتنازل عن ملكه وحده كيما يتجدد ويتمجد.

حيث وجدت هناك ألا شعبا مختارا غيرك .

روما

وهناك في روما وما تبقى من رماد،
على صخرة بطرس تغزل النار نشيد الأنشاد،
وتلقي بالورد القزحي
على نيرون وقيصر
وما تبقى من جيوش إرام ذات العماد ؛
وبلقيس تحمل عرش سليمان
على ريش الهيكل؛
وتحكي لمرمر هدهدها الذي كان
كيف أن الإله في بعض الأحيان
يحضر قادرا قبل رمش القلب
نبض من تسلط على البوح بالحب .
وكيف أن الله يستظل بكلام الشعراء،
كي يحتفل على الأرض الأنبياء،
وكيف نحلم بمن رفعت ثوب الحياء
عن ساقي مشيتها حينما تبدى لها الزجاج كالماء،
ورأى المكلل بالتاج بعين الولي
شعر الساق نافرا حتى علاه،
بعد أن تكلم ٱصف بن برخيا
وأرهق برؤياه من كان النبي
ولما قضت من حلت كحرون الخيل حولا عند النبي
رأى عند أخير المساء
فواكه غيه على محراب الصبي
فولت بعدها إلى السماء .

بابل

همست لي كما كويل
أنه خطر ان تغامر
بما أن الروتين قاتل
فعاجل بالرحيل قامر
غامر
بادر
وكفكف عين محمد بمعبد عيسى
عساك هناك في روما ترسى
وأنه عليك ألا تأسى
على إله ذات لقاء احتسى
كأس «من يجمعه لله لا يفرقه من ينسى»
فاجتمعا معا كغزاة بابل
كي نحرر دانيال من زنزانة نبوخذ نصر
ونشق بعصا بيزنطة بحر مصر الأحمر
فلا طائل
من نبض قلب دق
دون أن يحبا
ويشربا
من عين غيرة تغالي وتعالي حتى تتعذبا
وتشك وتخون وتروح وتعود حتى تطربا
فلا خير في حب ما أناخ عزيز عشق حتى يغضبا
ويخفض من فرطه كرها جناح ذل ويعتبا
ويقبل الأقدام معتذرا من تحت والأنفاس مقطعة ويتقلبا
والحبيب متمنع ممتنع حتى تطلبا
ويفيض عليك ما به أم من رحمتها كانت الباب .
فلا طائل من نبض قلب دق
دون أن يشق
بحر العصيان
بعصا الهجران
ويذوق البين ويجربا


الكاتب : محمد الوحداني

  

بتاريخ : 27/01/2023