الزميل عبد الحفيظ المنور يناقش أطروحة الدكتوراه حول «التواصل السياسي

حصل الزميل الصحفي عبد الحفيظ المنور، رئيس التحرير بالقناة الثانية على شهادة الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق بالمحمدية التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بعد توفقه في أطروحته حول موضوع «التواصل السياسي الحزبي بالمغرب» تحت إشراف الدكتور محمد المودن أحد خبراء القانون العام والعلوم السياسية بالمغرب. وقد تناولت الاطروحة التواصل السياسي عند حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة خلال الفترة ما بين 2011 و2021 من خلال التركيز على عقد من الزمن لتتبع عملية تواصل الحزبين.
وقد خلص الباحث الى أن حزب العدالة والتنمية وظف الدين في الخطاب السياسي «للسيطرة» على الجماهير، وقد ارتبط هذا التوظيف بأهداف سياسوية، من خلال تغليف الخطاب السياسي بمعجم ديني، تجلى في استخدام القرءان الكريم والأحاديث النبوية وقصص التراث، لإظهار تفرده عن الأحزاب الأخرى، ولتأكيد الصور التي يصنعها لدى الجماهير عن خصومه السياسيين، وهي صور «الآخر المخالف»، «الآخر العلماني»، «الأخر ذي الأفكار المعادية للدين الإسلامي»، وغيرها.. وهي تتطابق مع ما ذهب إليه الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي في الاستراتيجيات العشر للسيطرة على الجماهير، خاصة ما يرتبط بمخاطبة العاطفة بدل العقل. وهي،  برأي الباحث، استراتيجية مضبوطة، لم يجد قادة الحزب أي عناء في تنفيذها، بالنظر لتكوينهم الديني وتدرجهم في العمل الحركي الدعوي.
أما حزب الأصالة والمعاصرة فيرى الباحث أنه بنى جزءا كبيرا من خطابه كرد فعل على خطاب العدالة والتنمية، وقد تأكدت تصريحات زعماء الحزب التي تقول بأن الأصالة والمعاصرة جاء لمحاصرة المد الإسلاموي وفرملة حزب العدالة والتنمية. كما كان الخطاب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ينطلق مما يمكن اعتباره هفوات وأخطاء لقياديي العدالة والتنمية، خاصة ما يرتبط بالتدبير العمومي، وكذا القضايا الأخلاقية. كما أن حزب الأصالة والمعاصرة ذي المرجعية الحداثية ما فتئ يعمل على المحاججة بنفس خطاب العدالة والتنمية في مسألة الدين، كما أنه يسقط في التناقض في بعض الأحيان، فخطابه يذهب أحيانا إلى علمانية الدولة، على الرغم من وعيه باستحالة ذلك.
كما توقفت الأطروحة عند وصول هذا الصراع بين الحزبين إلى مرحلة من التردي الخارج عن الضوابط الأخلاقية، وهو ما نبه إليه ملك البلاد في العديد من الخطب ومنها خطاب افتتاح البرلمان بتاريخ 9 أكتوبر 2015، حينا انتقد جلالته مزايدات الأحزاب السياسية المغرب قائلا:» الصورة التي تبقى في ذهن عدد من المواطنين، هي الصراعات والمزايدات بين الاغلبية والمعارضة، داخل البرلمان أحيانا، وفي بعض التجمعات الحزبية وحتى في وسائل الإعلام. وقد سبق لي أن قلت لكم، من هذا المنبر، بأن الخطاب السياسي لا يرقى دائما إلى مستوى ما يتطلع إليه المواطن. وهنا أنبه إلى أن التوجه نحو الصراعات الهامشية يكون دائما على حساب القضايا الملحة والانشغالات الحقيقية للمواطنين».
وتكتسي الأطروحة أهمية كبيرة بكونها جاءت غنية بكل ما يرتبط بالتواصل السياسي عموما وبالحزبي على وجه الخصوص، في ظل ندرة المراجع في هذا المجال.
ويذكر أن عبد الحفيظ المنور تلقى تكوينا أكاديميا يجمع بين الإعلام والحقوق، فهو خريج المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط بسلكيه العادي والعالي كما تابع تكوينه بكلية الحقوق بمراكش والرباط.
وقد التحق بالقناة الثانية سنة 2006 وتدرج فيها مهنيا إلى أن حصل على منصب رئيس التحرير.
وبالموازاة مع ذلك، يعمل أستاذا زائرا بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط منذ 2017 مشرفا على مادة التلفزيون، وعلى مواد الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية بالإجازة المهنية بكلية الحقوق بالمحمدية وبعدد من الجامعات المغربية.


بتاريخ : 15/07/2023