اتشحت المستشفيات العمومية بالسواد، انطلاقا من أول أمس الاثنين فاتح أبريل 2019، تفعيلا للخطوة الاحتجاجية الجديدة التي أعلنت عنها النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، إذ استبدل الأطباء وزراتهم البيضاء بأخرى سوداء، في إشارة إلى الوضع القاتم الذي باتت تعيشه هذه الفئة من مهنيي الصحة، التي ترافع من أجل ملف مطلبي منذ 3 سنوات، على رأسه تمكين الأطباء من الرقم الاستدلالي 509 بكامل تعويضاته، وإضافة درجتين فوق درجة خارج الإطار، وكذا تحسين ظروف اشتغال العاملين في القطاع الصحي العمومي بما يضمن ولوجا جيدا للمواطنين للعلاج، إلى جانب نقاط أخرى، لم تجد أي واحدة منها طريقها إلى التفعيل.
الدكتور عبد الله منتظر العلوي، الكاتب العام الوطني، أكّد في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أنه رغم المسيرات والوقفات وكل الأشكال الاحتجاجية التي نهجتها النقابة في دفاعها عن الملف المطلبي للأطباء الذي يحضر فيه همّ خدمة المريض المغربي كذلك، فإن وزارة الصحة ومعها كافة القطاعات المعنية لم تحرّك ساكنا، وتكتفي بمتابعة الوضع في صمت، في غياب تفاعل جدي لإيجاد حلول وتنزيل إجراءات تستجيب لانتظارات المهنيين والمواطنين على حدّ سواء. وأشار الدكتور العلوي، إلى أن أطباء القطاع العام سيواصلون مسارهم النضالي، رغم الاقتطاعات المجحفة، ورغم التضييق والتجاهل، لإيمانهم بعدالة ملفهم المطلبي، منبها إلى أن النقطة المتعلقة بالاستقالات الجماعية هي ليست مجرد خطوة عابرة، بل هي إلى جانب المسيرات والوقفات تعتبر رسائل تنبيه لاتخاذ التدابير الكفيلة بتفادي انهيار المنظومة الصحية، مؤكدا أن المستشفيات العمومية تعاني من ندرة الموارد البشرية، وقلة التجهيزات البيوطبية، ومشاكل التعقيم ونقص الأدوية، وهو ما ينعكس سلبا على نوعية الخدمات المقدمة لمرتفقي المؤسسات الصحية، ويكون له وقع مباشر كذلك على المهنيين العاملين بها، الأمر الذي يدفع المئات من الأطر الطبية، لتقديم استقالاتهم هروبا من دخول المنظومة الصحية حالة الانهيار .
وجدّدت النقابة مساندتها للطلبة الأطباء في نضالهم تحت لواء تنسيقيتهم الوطنية ضد خوصصة الجامعة العمومية، وأكدت على تشبثها بالخطوات النضالية التي سطرتها المتمثلة في فرض الشروط العلمية للممارسة الطبية وشروط التعقيم داخل المؤسسات الصحية والمركبات الجراحية مع استثناء الحالات المستعجلة فقط، ومواصلة جمع لوائح الاستقالات الجماعية بكل الجهات، إلى جانب الاستمرار في مقاطعة حملة الصحة المدرسية، وإضراب الأختام الطبية و حمل الشارة 509، ومقاطعة التشريح الطبي، وكذا مقاطعة القوافل الطبية وغيرها، وأعلنت عن انطلاق المرحلة الأولى لإضراب المستعجلات بحمل شارة “مضرب 509” بجميع أقسام المستعجلات، وإعلان الحداد الدائم لطبيب القطاع العام بارتداء البذلة السوداء بداية من فاتح ابريل 2019، على جانب خوض إضراب وطني لمدة 48 ساعة يومي 29 و 30 أبريل 2019 ،باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات، وأشكال احتجاجية أخرى.
السواد يعوض البياض في المستشفيات العمومية
الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 03/04/2019