السيارات القديمة بالمغرب، تحف ترمز لزمن مضى

 

إبان الفترة اﻹستعمارية بالمغرب، وإلى حدود السنوات اﻷولى من عهد اﻹستقلال (الخمسينيات، الستينيات ومطلع السبعينيات،) كان هناك نوع من السيارات القديمة وأغلبها من صنع أمريكي وأوربي (فرنسا بنسبة كبيرة) كان يشاهدها مغاربة اﻷجيا الماضية وهي تجوب شوارع المدن المغربية و القرى. والسيارات في القديم كانت قليلة ( النصف اﻷول من القرن 20 ) وقليل من الناس هم الدين كانوا يملكونها ، وخاصة اﻷثرياء واﻷعيان ورجال السلطة بمختلف مستوياتهم.
هذه السيارات كانت تتميز بالمثانة والقوة، من الواقي من الصدمات (بارشوك ) إلى الصندوق الخلفي،  اﻹطار والهيكل، حديد سميك.
السيارات محور هذا الموضوع، كان أكبر عدد منها يحمل لوحة رقمية كتب عليها المغرب والرقم الذي يرمز للمدينة المنتمية إليها السيارة، والتي بيعت بها، والرقم التسلسلي لعدد المبيعات، وعندما يبلغ العدد 9999،  يتم منح المدينة رقما جديد من طرف إدارة تسجيل السيارات التابعة سابقا لوزارة أﻷشغال العمومية و المو اصلات، فعلى سبيل المثال هذه أرقام بعض المدن،  فاس 37 ثم 61، مراكش 29- 54، وجدة 16- 53، أكادير 22- 51، تطوان 31 – 63، طنجة 33  – 57،، وهكذا إلى أن عمدت اﻹدارة الوصية ومنذ سنين إلى تخصيص ترقيم بشكل مغاير للسابق.
هذه السيارات وكذلك الحافلات والشاحنات ومختلف اﻵليات القديمة ، بدأت منذ أعوام تختفي وتسير نحو اﻹنقراض، وأخذ عددها يتقلص بشكل كبير، اللهم العدد القليل جدا الذي لازال جزء يسير منه يستعمل، واﻵخر من هذه العربات تشاهد راسية في مكانها، مما يدفع المهتمين وهواة هذا النوع العتيق من اﻵليات يلقون عليها نظرات فيها الحنين للزمن الجميل، ومنهم من يلتقط لها ومعها صورا تذكارية،  وهناك البعض من مالكيها الذين فضلوا اﻹحتفاظ بها نظرا لطابعها اﻷصيل.
اﻵن ظهر جيل جديد من السيارات بمواصفات جديدة ، لتبقى العتيقة عبارة عن تحف ترمز لزمن مضى.


الكاتب :  الخميسات،  أورارى  علي

  

بتاريخ : 11/08/2018