بناء المعنى والمبنى
العتبة الأولى :
على امتداد 143 صفحة يسافر بنا الشاعر عبد السلام مرون في ديوانه « العابر في الماء» الذي يبدأ بإهداء وكلمة للأستاذ الناقد يحيى بن الوليد، ثم نص فوضوي للكاتب الألماني الشهير»ألفريد دوبلن». ويتضمن الديوان ما يناهز 127 نصاً شعرياً موزعاً بين نصوص طويلة وقصيرة وشذرية ..
– العتبة الثانية :
من النادر أن نصادف ديواناً ثرياً من حيث المضمونُ كما هو حال ديوان « العابر في الماء».. فالقضايا التي حظِيتْ باهتمام الشاعر متنوعة، حيث توزعت بين ما هو ذاتي واجتماعي وسياسي وفلسفي وجمالي .. وكشفت لنا عن رؤى الشاعر للعالم والأشياء .. وسنعمل في هذه القراءة على مقاربة المُتاح من عالم الشاعر والقضايا الأكثر حضورا في تجربته الشعرية ..
تتميز النصوص الشعرية بالتفاوت في ما يخص حجم القصيدة التي تطول وتقصر وفقاً لطبيعة تجربة الشاعر، والرسالة الذي يودُّ تبليغها للمتلقي، والأسلوب الذي اختاره ليحوّل من خلاله التجربة التي عاشها أو عايشها إلى تجربة شعرية، وبالتالي هناك نصوص تتراوح بين ثلاثين سطراً وسطر واحد ، وسأتناول في هذا الباب جوانب فنية ساهمتْ في تشكيل وبناء المضمون ..
أولا ، بناء المعنى :
القضايا المهيمنة في الديوان :
أشرنا سابقًا إلى كثرة وتنوّع مضامين الديوان، ولأن المقام لا يسمح لنا بجردها كلها اخترنا أكثرها حضوراً وتميزاً ، وصنفناها وفق التراتبية التالية :
أ – قصائد ذات بعد ذاتي مرتبطة بالشاعر وأسرته (مقعد الروح – مداهمة – غوص – الفلسفة تأتي عند المساء – تصوف .. )
ب – قصائد تكشف عن علاقة الشاعر بالشعر والزمان والمكان والحب والحياة والموت والحلم والفلسفة والأدب والطبيعة والفكر والوطن والثورة والنضال والحرية.. (كلمات – حكمة – صداقة – هُنَّ عرَق .. )
ج – نصوص تبرز رؤية الشاعر لذاته وواقعه السياسي والإنساني وما يتعلق كذلك بالقيم .. (قرار الوردة – كأنك ترى – إنذار .. )
ح – نصوص يعبر فيها الشاعر عن العزلة والاغتراب والمعاناة والألم والتيه .. (كُنْ صباحاً – بعض من رَذاذ – شُرود – المُونْ .. )
وتجدر الإشارة أن هذا التميز بين المواضيع نسبي إلى حد كبير، ذلك أنها تتداخل في جل التجارب الشعرية للشاعر ..
ومن القضايا اللافتة في الديوان نذكر :
1– العلاقة بين الشاعر والشعر ..
إن العلاقة بين الشاعر والشعر يحكمها التواصل والتواشج ، ويتمثل ذلك في تنوع المعجم المرتبط بالشعر وحضوره في العديد من القصائد .. ومن مفردات هذا الحقل نذكر : الشعر والروي (7 مرات) والقصيدة (12 مرة) والكلمات (8 مرات) والحروف (7 مرات) وغيرها من المفردات ..
في الشعر تتحقق ذات الشاعر، يشعره بوجوده الحقيقي ، يبعث فيه الإحساس بالامتلاء والانتشاء والزهو إلى حد الثُّمالة .. في حضرة الشاعر يتلاشى الواقع ليفسح المجال للحلم .. يقول :
كلما انغرستُ في حدَقَـتَـيْـك
أيتها القصيدة
خِلْـتُـني وإيَّاكِ
نتـمايلُ
مثل ذلك اليَخْت أو أكثر .. (الديوان – قصيدة اليخت. ص 30)
وفي موضع آخر يقول الشاعر كاشفاً عن طريقته في كتابة الشعر والتي تتسم بالتروّي والتأمل والصبر في انتظار اكتمال القصيدة ونضجها ، يقول :
أنتِ تعرفين أن العسل الذي على شفتيْـكِ
لم يحِنْ جَـنْيُه بعدُ
فأيُّ رقص تبتـغيه معاولُك
أيتها القصيدة .. ؟ الديوان. قطاف. ص 43)
2 – العلاقة بين الشاعر وذاته
تتلون العلاقة بين الشاعر وذاته بألوان النفس والحالات المرتبطة بالمكان والزمان -وبرؤاه وأحلامه ونظرته للحياة ..
عندما يُستَفـزُّ الشاعر ويُدفع إلى أقصى حالات الغضب والثورة على حكمته وهدوء أعصابه، يفقد صوابه، ويتحول إلى شخص عنيف وقاسٍ ومدمّر يقول :
سأعلن عليكم الحديد
سأتأمَّلكم بالمقلوب
أكثر فأكثر
سأحدّق فيكم
بالعين الخضراء
سأزعجكم من الوجهة التي لا تعلمون. (الديوان- نبوءة رجل حديدي-ص 59)
وفي عزلته وأثناء تأملاته الصوفية يخوض صراعاً آخر بينه وبين ذاته، صراع تؤطره ثنائية الوحدة والتعدد والاختلاف والائتلاف، ليكتشف في آخر المطاف حقيقته الغائبة، يقول :
كنت أراني في وقت واحد وفي جانبي الأوْحد،
الآن تعددت رؤاي واكتشفت ما كان خفياً في الروح
روحي أنا (الديوان – ص 71)
هذا السر أو الأسرار التي يكتشَّفُها تدفعه إلى الاحتفاء بالعزلة والوحدة على عادة الشعراء الرومانسيين فيدعو لمعانقة الطبيعة والاستمتاع بها في الساعات الأولى من انبثاق النور من الظلمة، يقول :
ما أروع أن تأنس بوحدتك في الهُنيهات الأولى من الصباح
بينما الناس نِيامْ .. (الديوان)
3 – علاقة الشاعر بالمكان
يتجاوز المكان الحد الجغرافي والوصفي إلى ما يسميه باشلار : «سمات المأوى التي تبلغ حدًّا من البساطة، ومن التجذر العميق في اللاوعي يجعلها تستعاد بمجرد ذكرها أكثر مما تُستعاد من خلال الوصف الدقيق لها « .
كثيرة هي الأمكنة الواردة في الديوان كالسماء والبحر والحديقة .. لكننا سنركز في هذه المقاربة على الأماكن المحددة بأسمائها الجغرافية المعلومة .. ولا شك أن حضورها في التجربة الشعرية يدل على أنها وثيقة الصلة بحياة الشاعر باعتبارها مصدر إلهام وما تحمله من ذكريات وأشجان، وسنعمل على تحديد بعضٍ منها وإبراز دلالاتها في سياق التجربة الشعرية للشاعر ..
المكان باعتباره عنواناً النص : الدلالات والإيحاءات
( الدار البيضاء -كازا نيكرا – شساعة المعاناة اليومية – الاختناق – الضجيج – الزحمة – الضياع – الثورة – التغيير ..
أصيلة (الجنينة) المُونْ – الشقات الأربع – البحر – شساعة الحلم – الجمال – السعادة – البهاء ..
القصيبة – الطفولة – البراءة – الجمال – الدفء – الحنين – الشعر – الفرح..
الوادي الكبير – GUADALQUIBIR – غرناطة – اشبيلية – لا أربعاء ولا جمعة – الحنين – الشوق – الافتقاد – الحلم ..
هذه الأماكن وما يرتبط بها في ذات الشاعر، أسهمتْ في تعميق وإغناء النص دلالياً، وشكَّلتْ إلى حد بعيد هُوية الشاعر بكل أبعادها الوجدانية والروحية والفكرية ..
ومن النماذج الدالة اخترنا نصاً يستحضر فيه الشاعر مدينتيْ الدار البيضاء وأصيلة .. يقول :
حين يشتدُّ علي صخب البيضاء
وتضيق بي كلُّ الزوايا
أستحثُّ روحي الهائمة
ثم أنشُد المدى..
وفي تلك الجنينة المُنقَّط أبيضُها
بالماء الأزرق
أشعر بقلبي شاسعاً
وأستريح .. (الديوان – شساعة. – ص 23)
بين مدينة الدار البيضاء ومدينة أصيلة التي ينعتها بالجنينة بَوْنٌ شاسعٌ في قلب الشاعر .. فالجسد حاضر بمدينة الدار البيضاء المترعة بالضجيج والصخب ، ولكن الروح تتطلع دوماً إلى مدينة أصيلا الواعدة بالحلم والسعادة الغامرة ..
أغلب الأمكنة التي ذُكرت في الديوان واقعية ومرتبطة بحياة الشاعر، ذالك أن المكان هو امتداد لذات الشاعر بحمولاتها العاطفية والنفسية والفكرية والروحية وبتجربته الوجودية ككل ..
وحظِيَ الوطن بأهمية خاصة في تجربة الشاعر إذْ يقول:
الوطن ليس حكوماتٍ
وسياسات ريـعْ
الوطن قصيدةْ .. (الديوان – وطن الدهشة ص 53)
يرسم الشاعر صورته الخاصة للوطن تغاير الصورة المؤسساتية والخدماتية التي يؤديها ، بل يقرنه بالشعر بكل ما تحمله كلمة شعر من دلالات وإيحاءات ..
ثانيا: بناء المبنى
هناك جوانب شكلية وفنية بارزة في الديوان:
أولا : اللغة
يرى أحمد سعيد أدونيس أن الشعر ليست له قواعد وقوانين ثابتة « لأنه يتغير بتغير العصر والظروف والشاعر .. كما أن التقليد والتعقيد ينقضان مع طبيعة اللغة الشعرية فهذه اللغة بما هي الإنسان في تفجيره واندفاعه واختلافه تظل في توهج وتجدد وتغايُر وتظل في حركية وتفجر مستمر جراء الحالة الشعورية المسيطرة عليه ..» *
سَنتعرَّف طبيعة العلاقة التي يُقيمها الشاعر مع اللغة من خلال الحقل المعجمي الذي هيمنت فيه مفردات بعينها منها مفردات : الماء (19 مرة) والمطر (11 مرة) وما يرتبط بهما كالجداول والبحر .. وتدل في سياق التجربة الشعرية على الحياة والتجدد والبحث والتحول فتعكس لنا رؤية الشاعر المتفائلة للوجود ، والمحتفية بالحياة ..
ويُفصح المعجم المرتبط بذات الشاعر على ميولاته الرومانسية والصوفية مثل مفردة الروح (25 مرة) القلب (12 مرة) .. في المقابل تندر المفردات التي تحيل على ما هو مادي من ذات الشاعر مثل مفردة الرأس (مرتين) والجسد (5 مرات)… ويفسر لنا الشاعر هذا التوجه نحو ما هو روحي بقوله :
وكمْ من الأجساد مُهيأة للقدِّ
لكن الروح فيها لا تُقدّ.. (الديوان- امتناع ص. -112)
ثانياً : الأعلام
عادة ما توظف أسماء الأعلام في الشعر باعتبارها أداة تعبيرية محملة بدوافع سياسية ونفسية وفنية وثقافية.. وقد تكون مجرد حلية وزينة تقوم بوظيفة جمالية أو استعراض لا غير ..
ومن اللافت للانتباه في الديوان كثرة أسماء الأعلام وهي موزعة على مختلف الثقافات والبلدان والاتجاهات الفكرية والفنية .. منهم الشعراء والفلاسفة والسياسيون والمبدعون .. ومِن ثَمَّ ، توظيف هذه الأسماء لما تحمله من رموز ودلالات عمقت تجربة الشاعر وأفصحت عن رؤيته ومواقفه وتوجهاته الفكرية والثقافية والوجدانية والنفسية ..
ومن الأعلام الواردة في الديوان نذكر :
الاسم كعنوان للقصيدة ودلالاته في سياق التجربة الشعرية ..
هيجل ( الفلسفة تأتي عند المساء ) الماضي الجميل – التأمل – التوحد مع الطبيعة – متعة الفكر..
الحسن والأم رحمة ( والدا الشاعر ) – تصوف – الخير – المحبة – العطاء الافتقاد
المهدي بن بركة ( سياسي مغربي مغتال ) التضحية – النضال – الأمل المفقود – الحلم الضائع ..
عزيز الوديع ( كاتب مغربي ومعتقل سياسي ) الرمز – الشوق – المعلم والأستاذ – الحنين ..
أنسي الحاج ( شاعر لبناني ) الحب – المعلم – المثال – النموذج ..
تشايكوفسكي ( من أين أبدأ مرة أخرى؟) القلق – البحيرة – الامتلاء – الفراغ ..
عبدالفتاح كيليطو ( من أين أبدأ مرة أخرى ؟ ) – الإبداع – القلق – العطاء ..
فيكتور خارا (مغني شيلي مغتال) الماضي الجميل – النضال – الحب – الثورة – التضحية
لويس أراغون ( شاعر فرنسي ) – الحب – الثورة – الجمال ..
تشي جيفارا ( ثوري كوني ) المبدأ – التضحية – الإنسانية – الحرية ..
ليلى علوي (مصورة فرنسية من أصول مغربية اغتيلت ) الحزن – الافتقاد – التضحية – الزرقطوني الدار البيضاء الثورة – النضال – التضحية – الحرية ..
هند ويوسف ( ولدا الشاعر ): السلام – الفرح – الأمل – الحلم – الحب – الامتداد – التجدد – الأرض ..
المهدي المنجرة ( مفكر مغربي مستقبلي ) الخذلان – المعرفة – الحاضر والمستقبل .. )
بيتهوفن نوتة الفن – الجمال – الحب ..
لقد نجح الشاعر إلى حد بعيد في إعادة إنتاج مواقفه السياسية والاجتماعية والثقافية، وربط تجربته الشعرية بموروثه الثقافي والحضاري المحلي والعربي والعالمي، وأعاد إنتاج أسماء هؤلاء الأعلام في سياق تجربته الخاصة فحولها إلى رموز تحمل في طياتها الاستمرار والحرية والخلاص والسلام الروحي والمحبة والافتقاد والحنين ..
ثالثا : التناص
عرَّف محمد مفتاح التناص «باعتباره نصوصا جديدة تنفي مضامين النصوص السابقة، وتؤسس مضامين جديدة خاصة بها يستخلصها مؤول بقراءة إبداعية مستكشفة وغير قائمة على استقراء أو استنباط .. «
بناء عليه، ساهم التناص في إغناء الجانب الدلالي والجمالي في الديوان ، فاستدعى الشاعر نصوصا شعرية تنتمي إلى عصور قديمة وحديثة وثقافات مختلفة عربية وغربية كشعر الحطيئة ومحمود درويش وهولدرين وأحمد مطر وغيرهم .. ووظفها في سياقات تجربته الشعرية بهدف إقامة نوع من العلاقة الحوارية والتفاعلية بينها .. ومن هذه التناصات :
2/1 – استحضار الحطيئة في قصيدتين: «أنام مستيقظاً إلى جانب القمر» و «الحديقة الثورية». يقول الشاعر:
متشبتٌ بأريج المطر
معتَّق بشذى الكلمات
طافحٌ
مثلما «زغب الحواصل»
حين أُملأ بالحب والشجر. (الديوان. أنام مستيقظاً .. ص- 31)
يحيلنا على قول الحطيئة وهو يستعطف الخليفة عمر بن الخطاب :
ماذا تقول لأفراخ بذي مَرخ زغَب الحواصل لا ماء ولا شجرُ ..
2/2- يقول الشاعر عبد السلام مرون :
يجب الذي يجبُ
يجب النفاذ
إلى روح الماء
إلى روح الفكرة (الديوان.- قرار الوردة ص 15)
يقول درويش في قصيدتة «القصيدة التي لا تنتهي» :
يجب الذي يجب ..
يجب الذهاب إلى اليسار
يجب التوغل في اليمين
يجب التمترس في الوسط ..
2/3 – وتقاطعا مع أحمد مطر يقول الشاعر :
صرخاتٌ ناشزاتٌ كالدخان متعاليات
كأنها نُتوءات لكلمات هرِمات
شتَّان بينها وبين سنبلات مائلات إلى الأسفل تواضعاً
فكيف لا يَغارُ القمر .. ؟ (الديوان. -تواضع ص 50)
يقول أحمد مطر:
ملء السنابل تنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهن شوامخ
رابعاً : القصيدة الومضة
الشذرة شعر تأملي يتميز بالتكثيف والاقتضاب والاختزال ، ويقوم على الانزياح والمفارقة وبلاغة التشظي ..
أما من الناحية الشكلية فهو عبارة عن مقاطع قصيرة في شكل حِكم وخلاصات واستنتاجات تعبر عن علاقة الشاعر بذاته وواقعه وبفنه ..
وتستلزم قصيدة الشذرة أو الومضة جهدا معرفياً كبيراً حتى تخرج إلى النور في صورة مفتوحة على تأويلات وقراءات متعددة لا متناهية .. وقد وُفّقَ الشاعر إلى حدّ بعيد في شذراته مضموناً وشكلاً .. وليأخذ القارئ نظرة عن أسلوب الشاعر في بناء الشذرة اخترنا بعضاً منها ..
يقول مشيراً إلى أهمية الأسلوب والتعبير في عملية التواصل ويقدمه على المضمون :
التعاسةُ أبلغ وأجملُ الحكايات
إذا رُويتْ بأسلوب جيِّد .. (الديوان – بلاغة ص 67)
وفي شذرة «العابر» :
أنا العابر
في الماء
والحجر والكلمات (ديوان العابر – ص55)
تتجسَّد ذات الشاعر في ثلاثة عناصر طبيعية ، وكل عنصر له رمزيته الخاصة : فالماء يمثل الحياة في ازدهارها وتجددها واستمرارها .. الحجر هو الصلابة والقوة والثبات والتحمل والخلود .. أما الكلمات فهي الوعاء الحامل للفكر والشعور والوعي … وللكلمات القدرة على البقاء والتمدد والسفر في الزمان والمكان …
إن الجوهر الجامع لمفردات الماء والحجر والكلمات هو الدوام والاستمرار .. وكأن الشاعر يهمس لنا : «وجدت لأبقى إلى الأبد» ..
على سبيل الختام :
آمل من هذه الورقة أن أكون قد أضأت جانباً من تجربة الشاعر عبد السلام مرون من خلال ديوانه « العابر في الماء « وفتحت شهية القراء ليكتشفوا بأنفسهم هذه التجربة التي تحمل في طياتها بصمتها الخاصة والاستفادة منها والاستمتاع بها ..