تستعد مدينة العرائش لاحتضان الدورة الخامسة  للمنتدى الدولي للمدن العتيقة أيام 27 و 28 و 29 أبريل 2017 تحت شعار «التراث المستدام: التمويل والحكامة».
وأوضح مشيج القرقري، مدير المنتدى الدولي للمدن العتيقة ونائب رئيس جماعة العرائش، في ندوة صحفية انعقدت يوم الجمعة الماضي بالرباط، أن تنظيم هذا المنتدى يهدف بالأساس إلى ترسيخ الطابع التنموي المستدام والتأكيد على أولوية الحكامة الرشيدة والبحث عن وسائل كفيلة لتمويل المشاريع ذات الصلة بالتراث.
وأضاف القرقري الذي عرض برنامج هذا المنتدى، أن هذا اللقاء الدولي سيشكل فرصة سانحة للنقاش لتشجيع الخواص والأبناك لتمويل مشاريع مربحة تمكن هذه المآثر لتصبح مواقع منتجة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.  كما أبرز القرقري دور المجتمع المدني إلى جانب المؤسسات، سواء العمومية منها أو الخاصة، في تثمين التراث والمحافظة عليه، ثم كيفية تحويل هذا التراث الذي تزخر به مدن جهة الشمال إلى ثروة لامادية تساهم في خلق مناصب شغل وفرص عمل وتنمية مستدامة.
ومن جانبه، شدد محمد السفياني، رئيس الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث، أن الهدف من تأسيس هذه الشبكة هو أن تنخرط الجماعات الترابية بجهة طنجة تطوان الحسيمة في عملية المحافظة على التراث، سواء كان تراثا ماديا أو لا ماديا، وجعله مصدر ثروة حقيقية بالجماعات الترابية، مساهما في التنمية المستدامة.
وأبرز السفياني الذي يتحمل مسؤولية رئيس جماعة شفشاون، أن الغاية من تنظيم هذه المنتديات الدولية  المتعلقة بالمدن العتيقة، تقاسم الخبرات وتبادل التجارب وربط الحاضر بالماضي والانفتاح على ما يجري في العالم والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.
ومن جهته، تحدث رئيس المجلس الإقليمي للعرائش عن تجربة الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث، هذه التجربة التي وصفها بالرائدة على المستوى الوطني والدولي والتي لها إنجازات وإصدارات ومكاسب على مستوى الجهة.
وسجل بنفس المناسبة أن المنتديات الدولية التي نظمتها الشبكة بالتعاون مع مؤسسات شريكة، شكلت فضاءات مفتوحة للحوار من أجل التنمية والنقاش المشترك حول المشاريع بين المنتخبين والمسؤولين الرسميين بالجهة.
ويتضمن برنامج المنتدى الدولي للمدن العتيقة الدورة الخامسة الذي سيتواصل على مدى ثلاثة أيام، عروضا وجلسات حول «التراث التمويل والتثمين»  يؤطرها مختصون وتقنيون وخبراء وباحثون في المجال كما ستقدم أيضا شهادات من قبل مسؤولين ورؤساء الجماعات.
كما سيشهد المنتدى أيضا جلسة عامة حول «التراث المستدام والحكامة» سيشارك فيها مختصون وتقنيون وخبراء وباحثون، بالإضافة إلى جلسة ثالثة تتعلق ب  «دور المجتمع المدني في تثمين التراث»،  وستقدم أيضا تجارب بعض المدن المغربية والأوروبية والإفريقية والعربية مع مشاركة مجموعة من الجمعيات الفاعلة في مجال التراث والمحافظة على المدن العتيقة على الصعيد المحلي والوطني، بالإضافة إلى أن المنتدى سيعرف تنظيم أنشطة موازية تتمثل في تنظيم معرض للصناعات التقليدية ومرسم للأطفال وجداريات لتزيين أحياء المدينة العتيقة وكرنفال احتفالي ودوري في كرة القدم المصغرة ومعرض لصور المدن العتيقة والمعالم التاريخية وأنشطة متنوعة أخرى.
يذكر أن هذا المنتدى الدولي للمدن العتيقة بمدينة العرائش ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس من طرف الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث والمجلس الإقليمي للعرائش وجماعة العرائش، بشراكة مع ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة والجمعية المغربية لرؤساء الجماعات المحلية وشركاء آخرين دوليين ووطنيين.
وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث تأسست سنة 2011 كجمعية للمجتمع المدني مكونة من رؤساء ومسؤولي الجماعات الترابية بجهة طنجة تطوان الحسيمة ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة والمديرية الجهوية للثقافة بتنسيق مع الجامعة الأيبيرية الإفريقية للمدن المحصنة وكذا مدن اسبانية وبرتغالية عديدة.