سيناريو الإكسبرس: دجنبر 2025 قد يكون موعد انفجار الحرب الجزائرية – المغربية

هجوم جزائري على وجدة بالمدرعات، وسقوط 30 قتيلا من الجيش الجزائري

تشققات في الجسد العسكري الحاكم في الجزائر، وباريس تخلي رعاياها

الغلبة للمغرب، والجزائر ستغرق في شر أعمالها وفوضى ما بعد الحرب!

 

استنادا إلى مؤلف «السيناريوهات الأكثر قتامة للجيش الفرنسي.. لكي نفهم التهديدات التي تنتظرنا» للكاتبة «ألكسندرا سافانا»، تتخيل الكاتبة في هذا المؤلف (الصادر في 16 من ماي الحالي) 11 سيناريو كارثي، المتمثل في مواجهات حربية عسكرية (مباشرة وغير مباشرة)، قد يقع فيه الجيش الفرنسي على الصعيد العسكري العالمي. وتخصص في نفس المؤلف، جزءا حول ما يمكن أن يقع ما بين الجارتين المغرب والجزائر.

 

ترى الكاتبة «ألكسندرا سافانا»، أن تاريخ دجنبر 2025، سيكون موعد انفجار فقاعة الحرب الجزائرية – المغربية. وتردف (بحسب توقعها) أن جميع أنظمة مرفأ «تولون»: «سوف تكون في حالة تأهب، بعد انطلاق صاروخ باليستي روسي صوب القاعدة، قبل أن يتم التخلص منه من قبل نظام ردع الصواريخ المتواجد في المنطقة المتوسطية، والذي سوف يمنع تدمير القاعدة من قبله (الآن)، غير أن الجرة لن تسلم دائما».
وتستفيض: «على الرغم من أن هذا الصاروخ هو روسي المنشأ والإطلاق، غير أن إرساله لا يعني بالضرورة أن باريس تعيش خلافا مع موسكو (في ما يبدو أنه قرصة أذن روسية)، حيث أن الأمر بإطلاقه قادم من منشأة قريبة إلى حد ما، على الضفة الأخرى من المنطقة المتوسطية، وتحديدا من نقطة ما في الجزائر. إن التصعيد الأول، لم يكن في الأساس بين باريس والجزائر، حيث أن الأصل فيه يعود إلى مناوشات قائمة في منطقة الصحراء (المتنازع عليها)، التي أنتجت علاقة متوترة جدا وقطيعة دبلوماسية مستمرة بين الرباط والجزائر منذ صيف سنة 2022، وبدورها تؤجج المشاحنات بين البلدين أكثر وأكثر.

«إن الجارين المغاربيين قد وصلا معا إلى حد من التدهور في العلاقات الدبلوماسية (أو غيرها) بلغ حد القطيعة في العديد من المجالات التي لا يمكن تجاهلها»، على حد قول الدبلوماسي «كزافييه دريانكورت» والسفير السابق لفرنسا في الجزائر ما بين 2008 – 2012 و ما بين 2017 – 2020 (…).
تعقب الكاتبة توقعها: «في 17 من غشت (يوافق مع يوم الأحد من سنة 2025)، قد تعمل المدرعات الجزائرية على الولوج الى مدينة «فجيج» المحصورة ما بين المغرب والجزائر – موطن للمشاحنات والتوترات بين البلدين – هناك، سيقوم قادة الجيش الجزائري بمنع مزارعي التمور المغاربة من المرور بقطع طريقهم، والذين يتخذون هذا المسار للوصول إلى واحاتهم. بخلاف الأزمات السابقة، فإن هذه المنطقة الحدودية تعتبر مغلقة بشكل رسمي منذ سنة 1994 – إلا في وجه حاملي جواز المرور من المزارعين الذي يسمح لهم بالمرور بها – إذ سوف يستغل الجيش الجزائري هذه النقطة ليباغت الجميع دون سابق إنذار (..).
بتاريخ 22 من غشت (يوافق يوم الاثنين من سنة 2025)، سوف تتسلل فرقة من 35 جنديا جزائريا إلى الأراضي المغربية مع بزوغ فجر هذا اليوم، مما سينتج عنه تبادل للرصاص على طول المنطقة الحدودية ويخلف حصيلة ثقيلة من 3 قتلى و 11 مصابا من الجنود المغاربة، و 4 قتلى و 18 مصابا من الجنود الجزائريين. بحلول منتصف نفس اليوم، وعلى الرغم من وطأة المناقشات الدبلوماسية التي وضعت لنفسها مستقرا بغية الخفض من حدة التوتر بين القوتين الإقليميين، إلا ان التصعيد لا يزال قائما حيث ستدين «الرباط» ما تصفه ب»التدخل غير المقبول» الذي «يهدد وحدة أراضيها» (…) من هنا ستدخل الجزائر في حرب رسمية ضد المغرب (…).
في فرنسا، يراقب المسؤولون الوضعية غير المستقرة والمشتتة في الضفة المتوسطية المقابلة بكثير من التخوف والقلق مخافة انتقال هذه الوضعية إلى الأراضي الفرنسية. «كانت السلطات المغربية، نشيطة للغاية على الأراضي الفرنسية في نقل وتبادل الرسائل في الآونة الأخيرة» – كما أشار لهذا «ايلي تينينبوم» مدير «مركز الدراسات الأمنية» التابع ل»المؤسسة الفرنسية للعلاقات الدولية» (Ifri) – والذي لا يستثني،أن عوائل من كلا البلدين لهم مقرات إقامة، وأطفالا يدرسون هنا، قد تكون لهم بصمة (بشكل مباشر أو غير مباشر) في أحداث ستقع في فرنسا (…)».
وتتابع الكاتبة «ألكسندرا سافانا»: «بعد حوالي 10 أيام من الأحداث السابقة، سوف تتحول الأزمة من كونها بسيطة إلى دموية بين البلدين، غير أنها قد تنتهي بسرعة كما بدأت. قد تشهد عاصمة المنطقة الشرقية أي مدينة «وجدة» المغربية الحدودية، ولوج مجموعة من المدرعات الجزائرية بالقرب من محيطها، غير أن هذه المحاولة العسكرية الجزائرية ستشهد إخفاقا مدويا، لتمكن الجيش المغربي من تدمير أكثر من 15 مدرعة حربية جزائرية ومعها سوف يسقط قرابة 30 قتيلا من الجيش الجزائري، بخلاف خسائر الرباط التي ستكون قليلة جدا (…).
من المتوقع أن يعقب هذا الصخب الحربي، الإعلان عن «وقف لإطلاق النار» ما بين البلدين بوساطة مصرية، والذي سيلقي شيئا من الراحة الجماعية قصيرة الأمد. من بين نتائج هذه الهزيمة المدوية على الجزائريين، أن تصبح المنظومة العسكرية الجزائرية هشة وسهلة الانكسار، حيث يرى «ايلي تينينبوم» أنه: «بعد خلاصة كهذه، لهذه الحرب، فإن نظاما عسكريا كالذي تشهده الجزائر اليوم سيكون محظوظا إن استطاع الاستمرار في تولي منصبه ومهامه كما يفعل اليوم، لأن الخطر الأبرز عليه سيكون في تحوله إلى نظام متشكك ومرتاب إلى أبعد الحدود». إن الهشاشة التي ستعرفها المنظومة العسكرية الجزائرية (بعد هزيمة كهذه) سوف تلقي بظلالها على الفرق (أو الفصائل) السياسية المعادية في فرنسا، والتي سيصب النظام الجزائري جل غضبه ومساعيه للقضاء عليها بغية توحيد الأمة الجزائرية وسد الشروخ بها (…).
في تاريخ 16 من نونبر (يوافق يوم الاثنين من سنة 2025)، سوف يتهم الرئيس الجزائري (أيا كان) فرنسا بممارستها «أفعالا كيدية» وسوف يؤكد قدرته على «حماية الوطن». في اليوم الموالي (الثلاثاء 17 نونبر 2025) ستنطلق صواريخ من طراز «اسكندر» – زودت بها موسكو الجزائر – لتضرب نقاط في البحر الأبيض المتوسط، في إطار تمرين عسكري «مرتجل» و»غير متوقع» (…) نتيجة لتخوفها من عدم الاستقرار في الجزائر، والذي نتج عنه – كما يبدو – تشققات وشروخ عديدة أصابت جسده الحاكم، وسوف تسعى باريس إلى تنظيم عملية إخلاء لرعاياها هناك.
في توقعه لما قد يحدث، يقول الدبلوماسي «كزافييه دريانكورت» إن: «قرابة 80 ألف شخص من الجالية الفرنسية متموقعون في الجزائر، غير أن المشكل الحقيقي يكمن في كون 78 ألفا من أصل 80 ألفا من المعنيين بهذه العملية يحملون جنسية مزدوجة فرنسية – جزائرية. وعليه، فهم يعتبرون مواطنين جزائريين في المقام الأول من قبل السلطات الجزائرية، مما يضيف صعوبات أخرى، نتيجة لرغبة ذوي الجنسية المزدوجة في مغادرة البلاد غير المستقرة بسرعة» (…).
ونتيجة لما يراه إعادة العمل لما يبدو عليه الأمر أنه هجمة سياسية تهدده، وخلافا لما قد يصدر من لدن السلطات الجزائرية الحاكمة، سوف يعمل الجزء الأكثر راديكالية من المجلس العسكري الجزائري، على وضع يده على ما يمكن له السيطرة عليه من المعدات العسكرية الجزائرية، مما سيؤدي لأن يصل أحدهما إلى هدفه. على مدى عدة أيام مقبلة، سوف يستمر نشر المشاهد المحزنة والصادمة لحاملة الطائرات المروحية الفرنسية (PHA) – (ربما تقصد الكاتبة إحدى الحاملات من طراز PHA Mistral 199 فخر الصناعة العسكرية الفرنسية) – التي يصيبها التلف على طول ساحل العاصمة الجزائر ويقفز طاقمها إلى البحر خوفا من الغرق، وسوف تتناقل صورها شاشات التلفاز حول العالم، بالرغم من كون عملية الإجلاء كانت ناجحة في المجمل، إلا أنها خلفت وفاة 4 عسكريين فرنسيين (…).
خلال حفل التكريم العسكري للجنود القتلى خلال هذه الأحداث، سيأتي على مسامع «ايمانويل ماكرون» خبر ضرب صاروخ ثان من نوع «اسكندر» أطلقه المجلس العسكري الجزائري الراديكالي للقاعدة العسكرية في «تولون». (…) يعتقد «ايلي تينينبوم» أنه: «ومنه، فاليوم، سوف تكون صدمة حدث مشابه صعبة التخيل. غير أنه في إطار انهيار كامل، كيف ستكون النتيجة التي تسبقها فوبيا تحرك فرنسي ضد مجلس عسكري جزائري يتسم بالراديكالية يصعب التحكم فيه؟»، ويبقى السؤال عن نسخة متماثلة من هذا الحدث شائكا جدا.
(…) في الأخير، وفي أقصى تقدير، سيتم تنفيذ عملية خاصة على أعلى مستوى من السرية والكتمان، رفقة عدد من الجنود الجزائريين الأوفياء للسلطة على الأراضي الجزائرية، بغية القضاء على المسؤولين عن كل ما سبق. سوف تتوجه مقاتلتان من نوع «رافال إم» (Rafale M) انطلاقا من حاملة الطائرات «شارل ديغول» (Charles-de-Gaulle)، تحت توجيهات الجنود الجزائريين على الأرض لتوجيه عدة ضربات جوية ممنهجة. بعد 10 أيام من هذه الأحداث، سنعلم عبر القنوات الإعلامية الصحفية عن تصفية المتورطين في هذه الحرب، غير أن القضاء على جزء من هؤلاء لن يمنع الجزائر من الغوص في فوضى ما بعد الحرب..


الكاتب : ت: المقدمي المهدي عن «L›express» n

  

بتاريخ : 28/05/2024