بعد أن غادر منافسات عصبة الأبطال، قبل خطوة واحدة من دور المجموعات، قادت قرعة كأس الكونفدرالية الإفريقية فريق الفتح الرياضي لمواجهة المغرب الفاسي، وبذلك يكون الرهان الإفريقي بتوابل مغربية خالصة.
لقد كان النزال الأول بملعب المركب الرياضي الأمير مولاي الحسن ليلة أول أمس الأحد، والذي انتهى بانتصار الفتح الرياضي بهدفين مقابل هدف واحد، وهي نتيجة لا تعطي الاطمئنان للمدرب وليد الركراكي للمرور إلى دور المجموعات،كما أنها تجعل المغرب الفاسي محافظا على أمله في العبور، خاصة وأن تسجيل هدف خارج الميدان يمكن أن يكون امتيازا لفريق «الماص».
وكان الفتح سباقا إلى التسجيل في الدقيقة 20 عبر ضربة جزاء نفذها بنجاح اللاعب فوزير، بعد أن تعمد محمد مروان لمس كرة بيده داخل مربع العمليات. هذا الهدف حرر شيئا ما المباراة من طابعها التكتيكي الصارم، نظرا لكون المدربين وليد الركراكي وطارق السكيتيوى اختارا اللعب الحذر، وعدم المغامرة، خاصة وأن الفتح افتقد مجموعة من أبرز لاعبيه (الباسل، آس مانداو، خاليص، العروي، أيوب اسكومة ويوسف لكناوي).
واعتمد وليد كثيرا على المرتدات السريعة، مع استغلال جيد للرسم التكتيكي(4 – 3 – 3) الذي يعطي قوة عددية عند الدفاع والهجوم معا.
وحتى يتمكن المدرب طارق السكيتيوى من الحد من استفادة الفتح الرياضي من قوته العددية ملأ وسط الميدان، واعتمد على المرتدات السريعة. هذا النهج لم يتفوق فيه طارق السكيتيوى طيلة الشوط الأول، لكنه كان كافيا لإنهاك لاعبي الفتح بدنيا.
والحكم المصري يعطي بداية الشوط الثاني، ظهر أن لاعبي الفتح أصبحوا يعتمدون على الاحتفاظ بالكرة وسط الميدان مع التمريرات العرضية، في حين تراجع لاعبو الماص إلى الدفاع لجر لاعبي الفتح الرياضي إلى خارج نصف الميدان للحصول على مساحات كثيرة، وهذا ما جعل المباراة تفقد الكثير من قوتها، التي كانت عليها في الشوط الأول.
وحتى يسقط المدرب السكيتيوي الركراكي في الفخ عمد إلى تنويم المباراة، ولم يجاريه في إيقاعه، وكأنه كان يريد مفاجأة الفتح بهدف التعادل في الوقت الحرج.
والمباراة تسير نحو نهايتها، ومن مرتد سريع، استغل اللاعب كوفي بوا خطأ فادحا ارتكبه اللاعب النهيري كعادته، ومن تسديدة قوية يتصدى لها اللاعب نايف أكرد ليخادع بها الحارس، ولتستقر الكرة في شباك أيمن مجيد، وبذلك يؤكد نايف أكرد بأنه هداف ضد مرماه، خاصة وأن هذه الحالة تكررت في ثلاث مباريات.
وفي الوقت الذي كان الحكم المصري ينظر إلى عداده، بعد أن اقتربت الدقائق الأربع الإضافية من الانتهاء، وبعد أن أعلن عن ضربة ثابتة لصالح الفتح الرياضي على مشارف مربع العمليات، تقدم اللاعب البديل جحوح لتنفيذها، فاصطدمت كرته بيد الحارس الفاسي، ليعلن حكم الشرط عن هدف لفريق الفتح بحجة أن الكرة تجاوزت خط المرمى، وهو القرار الذي احتجت عليه كل مكونات الماص، لكن القرار كان نافذا، ولتنتهي المباراة بانتصار الفتح الرياضي بهدفين مقابل واحد، وهو الانتصار الذي يجب على وليد الركراكي تأكيده خلال مباراة الإياب يوم السبت المقبل.
ومهما كانت النتيجة، فإن كرة القدم المغربية ستكون قد فقدت فريقا من فرقها الثلاثة المشاركة في كأس الكاف، مع العلم بأن اتحاد طنجة انهزم في مباراته ضد حوريا كوناكري.
الفتح ينتزع فوزا صغيرا أمام الماص في لقاء مغربي برهان إفريقي … ذهاب دور 32 مكرر من كأس الكونفدرالية الإفريقية
الكاتب : الرباط: عبد المجيد النبسي
بتاريخ : 11/04/2017