الفنانة إيمان بنت الحوات تصدر جديدها الفني «سدي فمك» وتصرح للاتحاد الاشتراكي أغنيتي هي لمواجهة النميمة وتشويه سمعة الناس

 

أطلقت الفنانة الشعبية إيمان بنت الحوات أحدث أعمالها الفنية بعنوان «سدي فمك»، وهي أغنية من كلماتها وألحانها الخاصة، وتوزيع الفنان عادل الخليفي، الذي وجهت له تحية تقدير من خلال منبر الاتحاد الاشتراكي.
وقد اختارت الفنانة لهذا العمل عنوانا يحمل في طياته موقفا ورسالة، تتجاوز البعد الفني إلى أفق اجتماعي أوسع.
وقالت بنت الحوات في تصريحها لجريدة الاتحاد الاشتراكي:
«أغنية سدي فمك هي جديدي الفني، من كلماتي وألحاني، وتوزيع الفنان عادل الخليفي ، الأغنية كتبتها بعدما أصبحنا نعاني كثيرا مؤخرا من القيل والقال والإشاعات الكاذبة التي تشوه سمعة الفنان وكذلك المواطن العادي، وتؤثر على عائلات الأشخاص الذين يتعرضون للقذف. فأنا بهذه الأغنية أوجه رسالة إلى كل من يأكل لحم الناس بالنميمة، سواء ضدي أو ضد أي شخص آخر، سواء كانت فنانة أو غير فنانة، مع العلم أن كل شخص هو فنان في مجاله، بشرط أن يحب مهنته ويبدع فيها. والأكيد أن أي أغنية جديدة على مستوى الأغنية الشعبية هي إضافة في حد ذاتها للفن الشعبي خاصة، وللأغنية المغربية بشكل عام.
وما يجب أن يفهمه الناس تضبف في ذات التصريح قائلة:» أننا لا نمارس الطرب لنقارن أنفسنا مع مدارس الطرب الأصيل، بل نقدم فنا في قالب شعبي له جمهوره وله عشاقه».
هذا التصريح يكشف أن الأغنية لم تأتِ في سياق ترفيهي بحت، بل كفعل مقاومة ضد سلوك اجتماعي سلبي متفشي، يتمثل في النميمة والقذف والتشهير، وهي ظواهر لم تعد تؤثر فقط في الفنانين، بل في المواطنين العاديين وعائلاتهم، ما يجعل الرسالة أكثر عمقا وشمولية.
بالعودة إلى موضوع الأغنية، يمكن القول إن اختيار بنت الحوات لهذا الموضوع يمثل عودة للأغنية الشعبية إلى دورها التاريخي كأداة للتعبير عن قضايا المجتمع وانتقاد ممارساته السلبية، فبعد أن ارتبط هذا اللون الفني لعقود بالتسلية والاحتفال، ها هو اليوم يستعيد بعدا احتجاجيا، يجعل من الفنان ليس مؤديا فقط، وإنما فاعلا اجتماعيا يثير النقاش ويطرح المواقف.
كما يظهر من حديثها وعي بنت الحوات بخصوصية هذا اللون الغنائي، فهي تؤكد أن الأغنية الشعبية ليست في منافسة مع مدارس الطرب الأصيل، بل هي خيار فني له جمهوره العريض وهويته الخاصة. تصريحها: «حنا ما كنعملوش الطرب باش نتقارنو مع مدارس الطرب الأصيل، حنا كنقدمو فن في قالب شعبي عندو جمهور وعندو عشاق»، يختزل رؤية دفاعية عن هذا النمط، ويعبر عن قناعة بأن التنوع الفني عنصر قوة لا ضعف.
الأغنية هي إعلان موقف ضد آفة اجتماعية متجذرة. في زمن أصبحت فيه الإشاعة تنتشر أسرع من الحقيقة، تأتي أغنية «سدي فمك» لتضع حدا لهذا الانفلات اللفظي وتعيد الاعتبار لقيمة الصمت حين يتحول الكلام إلى أداة أذى. إنها، بعبارة أخرى، فعل مقاومة مغلف بإيقاع شعبي قريب من الناس، ورسالة تقول بوضوح: الفن ليس هروبا من الواقع، وإنما يشكل مرآة له ووسيلة لتغييره.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 27/08/2025