الفن كماليات أم ضروريات؟ فلنسأل الشباب

 

كورونا و زمنها هي مصدر إحباط للبعض ومصدر إلهام و إصرار على الحياة للبعض الآخر
سيمو وعبد لله يجمعهما حب الفن والسن والرغبة في الإقلاع وانتزاع لقمة العيش من خلال مجال كتب عليه التهميش. جمعهما أيضا مكان واحد في فترة الجائحة، فضاء ساحل بحر بالمدينة الاقتصادية، الدار البيضاء. سيمو يحب الغناء و يعزف وعبد لله قرر أن يجني بعض المال من فن يعشقه وكان مجرد هواية قبل سنة..
التقت «الإتحاد الإشتراكي» بهذين الشابين لمحاورتهما و معرفة المزيد عنهما في ظل هاته الظروف التي غيرت الكثير من عادات الناس، بغية تسليط الضوء على شريحة اجتماعية مهمة تعد مستقبل البلاد.
سيمو بدوي المهووس بالموسيقى، والذي ارتفع صوته في عين الدياب بالدار البيضاء، امتزج صوته مع صوت الأمواج في تغريدات نثرت البهجة في المكان، وفرضت على الزوار الوقوف للاستمتاع و لو للحظة والإحساس بالأمل..، ومنهم من يترك القليل من المال وسط قبعة مما يذكرنا قليلا بحياة الفنانة الفرنسية الكبيرة إديث بياف قبل شهرتها.
خلال بوحه لنا صرح سيمو بدوي بأنه شاب ذو 22 ربيعا، جاء من مدينة مكناس حيث درس  قليلا بمعهد الموسيقى وتعلم  العزف على القيتارة و قليلا من آلة الأورغ، قاصدا مدينة الدار البيضاء، ليس لأن مسقط رأسه ليس به فن، ولكن ، حسب اعتقاده، لأن مدينة الدار البيضاء تتوفر على إمكانيات أكبر لتحقيق الطموح الذي يعصر قلبه. تمت محاورته من طرف جرائد إلكترونية عدة، كما سبق و نشر «كوفرات» أغاني في قناته الخاصة على موقع تنزيل الفيديوهات «اليوتيوب». يعزف موسيقى البوب و الراي سونتيمونتال والخليجي  والشرقي..، ولكنه يميل في أغانيه الشخصية لموسيقى البوب التي سيخلق لها قناة خاصة لنشرها بعيدا عن أغاني فنانين مشاهير أعاد غناءها.
يقول بدوي بأن كورونا، صراحة، لم تؤثر عليه أو على الفنانين فقط، بل على كل العاملين، فهي ابتلاء من عند لله لا نعرف ما ستأتي به من خير.
لدى سيمو الشاب أعمال فنية شخصية، حيث يكتب ويلحن ويغني ويتمنى أن يطرحها ويشاركها مع جمهوره على قناته الخاصة وبصفحته في «الفيسبوك». ولديه خاصة كما جاء على لسانه «الثقة في لله والأمل بأنني سأبصم طريقي الفني وسأستمر إلى أن أصل لأهدافي الفنية».
على بعد خطوات من سيمو وفي نفس الفضاء، يتحلق الناس حول شاب أخر يتأملون باهتمام رسومات وضعها في جنبات الطريق وبورتريهات مختلفة.
عند اقتراب  «الاتحاد الإشتراكي» منه للتعرف عليه أكثر، أعلن لمنبرنا بأنه يدعى عبد لله الهاشمي ويبلغ من العمر 25 سنة ومزداد بمدينة الدار البيضاء، مارس الفن منذ الصغر كهواية ، و هذا الفن هو غريزي تعلمه لوحده، إذ يرسم بورتريهات للناس بالقلم. استهل مساره الفني برسم كل شيء في، لم يكن يحدد ، بل في الأصل كان اهتمامه متوجها نحو السيارات، إذ يستهويه تصميم السيارات، لكنه غير اهتمامه لأن على حد قوله، هذا التخصص ليس رائجا للأسف بالمغرب، و لكن انتقل ليمارس فنه كمهنة منذ أكثر من سنة بقليل، بحيث اعتمد على نفسه، ولكنه استفاد من ملاحظات الزوار الفنانين ومن  الأصدقاء الذين يشتغلون في الميدان، فهؤلاء من شجعوه على إتمام مساره .
ما لاحظه عبد لله في المدينة الاقتصادية أن فن الشارع ليس شائعا كما في مدن أخرى في الشمال مثلا أو في مدينة الصويرة..  «أنا لازلت في بداياتي، ولكن يمكن أن أعتبر، والحمد لله، أن الفن مكنني من العيش بكرامة، ويوجد إقبال من طرف الزبناء، كما أغلبية الناس هنا في هذا الفضاء يشجعونني».
فمن قال إن الفن غير مجدي في أيامنا هاته و في فترات الأزمات، فهل من أذان صاغية من المسؤولين و هل من دعم فعلي ودائم لأصحاب هاته المهن التي تدخل الفرحة والأمل في قلوب الملايين؟


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 16/02/2021