القاضي ماء العينين ماء العينين يتبرأ من كل استغلال لقضيته للمساس بالمغرب وبوحدته الترابية

بعد التفاعلات التي بدأت تأخذها قضية القاضي المغربي النزيه، ماء العينين ماء العينين، منذ قرار قاضي التحقيق اعتقاله ووضعه بسجن الزاكي بسلا، والتي امتدت إلى جغرافيات متعددة، داخل المغرب وخارجه. وبعد الرسائل التي وجهتها جمعيات ومؤسسات عدة إلى الديوان الملكي تضامنا معه، ومطالبة بإنصافه وإطلاق سراحه. وبعد تنظيم وقفة تضامنية معه أمام محكمة الاستئناف بمدينة العيون منذ يومين، والتي عرفت حضورا جماهيريا كبيرا، من مختلف أطياف أبناء الصحراء المغربية. وهي الوقفة التي حاول البعض أن يحولها عن مقصدها التضامني، بما يسيء إلى عدالة ملف القاضي المغربي المعتقل. بادر القاضي ماء العينين ماء العينين، إلى إصدار بيان، هو الثاني، بعد بيانه الأول عقب اعتقاله مباشرة، والذي سبق ونشرناه بجريدتنا، يؤكد فيه على عدد من المواقف الوطنية التي تحسب للرجل، وأنه لا يقبل إطلاقا أن يركب البعض على قضيته المعروضة أمام القضاء، لأغراض لا علاقة له بها، ومسيئة للوحدة الوطنية. وهو البيان الذي جاء فيه:
«وأنا أعيش هذه اللحظات المريرة من حياتي، مرارة مصدرها معاناتي الشخصية ومعاناة أهلي وأحبتي وكل المتعاطفين معي من أبناء وطني، ومختلف الأقطار الأخرى، لا يسعني مرة أخرى، إلا أن أجدد تأكيدي (وإن كان الأمر لا يحتاج إلى تأكيد) على ما سبق أن أوردته في بياني الأول بتاريخ 9 مارس 2017، من أن هناك ثوابت لا أساوِم بها ولا أُسَاوَم عليها.
وأراني اليوم والأسى يعتصر قلبي، ليس بسبب من ما أنا فيه، فقد فوضت أمري إلى الله واثقا بأن من توكل عليه جل وعلا، كفاه، ومن اعتصم به، وقاه ونجاه، في أشد الحاجة إلى التذكير بامتناني وعرفاني لكل الذين تضامنوا معي من مختلف ربوع الوطن وخارجه، بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم سواء بكتاباتهم أو بوقفاتهم السلمية المتعاطفة. اقتناعا وإيمانا بقضيتي التي لا أريد الخوض فيها الآن، مناشدا إياهم جميعا أن لا ينساقوا وراء بعض الدعوات التي من شأنها المساس بتلك الثوابت التي حددتها في البيان الأول، والتي يخامرني الشك في أن تكون وراءها أيادٍ خفية، تستغل هذا التضامن الفياض من أجل الوصول إلى غايات ضيقة لا تخدم مصلحة الوطن الذي يظل فوق كل اعتبار.
كما أناشدهم جميعا الابتعاد عما من شأنه التشويش على المبادئ والأهداف التي أومن بها، والتي ضحى من أجلها الأسلاف، وعلى رأسها التشبث بالوطن وبوحدته الترابية وبالمؤسسة الملكية التي بايعها الآباء والأجداد.
إن ثقتي في الله كبيرة ورضائي بقضائه لا حد له، وأنا على ثقة أيضا بأن الأمل، بعد الله سبحانه وتعالى، معقود على جلالة الملك أيده الله، كما كان دائما ديدنه مع المظلومين. أسأل الله العلي القدير أن يديم على هذا الوطن الغالي نعمة الرفاه والاستقرار وأن يحفظه بما حفظ بِه الذكر الحكيم، إنه على كل شيء قدير. والله من وراء القصد».