القفطان المغربي.. إرث يزهر في رمال الصحراء

احتفلت مدينة مراكش، بالدورة الخامسة والعشرين لتظاهرة «قفطان»، التي انعقدت هذه السنة تحت شعار: «قفطان.. إرث بثوب الصحراء»، وذلك خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 11 ماي 2025.
وتأتي هذه التظاهرة الثقافية الكبرى للاحتفاء بالقفطان المغربي، باعتباره أحد رموز الهوية الوطنية والتراث اللامادي، من خلال تقديم تصاميم مستلهمة من روح الجنوب وألوان رماله الذهبية، بما يعكس غنى وتنوع الثقافة الصحراوية المغربية.
وقد نظّمت هذه التظاهرة مجلة «Femme du Maroc»، التي تواكب منذ أزيد من ربع قرن مسيرة المرأة المغربية وإبداعاتها، وتعمل على إبراز التراث المغربي الحقيقي في بعده الجمالي والرمزي.
وتميّزت هذه الدورة بتكريم خاص للتراث الصحراوي، حيث قدمت للحضور رحلة فنية عبر الزمن، تروي حكاية القفطان من جذوره الضاربة في عمق الصحراء المغربية، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الذاكرة والهوية الوطنية.
وفي هذا السياق، صرّح موحى الريش، مدير المحافظة على التراث والابتكار والإنعاش بكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، قائلاً:
«ماشي غير إنعاش أو تواصل، بل تعريف أعمق بالقفطان المغربي، هذا التراث الثمين الذي يشع عبر الزمن.»
وأضاف أن القفطان المغربي شهد تطورات عديدة، ومر بمراحل متعددة تأثر خلالها بالخصوصيات الجغرافية والثقافية لمختلف مناطق المملكة، مشيرا إلى حضور عدد من حرفيي الأقاليم الجنوبية الذين عرضوا نماذج من الصناعة التقليدية الصحراوية، في إطار تثمين هذا التراث الوطني.
وكشف المسؤول ذاته عن إطلاق علامة رسمية خاصة بالقفطان المغربي، في إطار التزامات الدولة الرامية إلى حماية المهارة الحرفية وضمان استمراريتها.
ويهدف هذا الحدث، من خلال برنامجه الفني والثقافي المتنوع، إلى تحويل القفطان إلى واجهة إبداعية للاحتفاء بالهوية المغربية الأصيلة، وإبراز التفاعل بين التراث والحداثة، في انتظار تظاهرات أخرى ستسلط الضوء على ثراء وتنوع الذاكرة المغربية الممتدة في عمق التاريخ.

* صحفية متدربة


الكاتب : وهيبة بكار *

  

بتاريخ : 16/05/2025