الكاتب الأول للاتحاد، ادريس لشكر في لقاء الحسيمة: جئنا إلى الحسيمة برسالة مفادها أنكم لستم وحدكم في هذه المعركة

الحكومة غير منسجمة والتغول الثلاثي
ترك المواطنين في مواجهة الغلاء

تحية للأخوات والإخوة أعضاء المكتب السياسي الذين حرصوا على المجيء من مناطق بعيدة للمشاركة في هذا الجمع، تحية كذلك لكل أعضاء الفريقين الاشتراكيين بمجلس النواب ومجلس المستشارين الذين حرصوا أن يأتوا ، وحضورهم(ن) يجسد رسالة يود كل الاتحاديات والاتحاديين بعثها : هي أنكم في هذا الإقليم لستم وحدكم في هذه المعركة .
تحية كذلك إلى كل المسؤولين الإقليميين والجهويين الذين حرصوا على مشاركتكم في هذه المعركة، معركة اختار الاتحاد الاشتراكي، مرة أخرى،أن يكون قائدنا فيها هو أخونا عبد الحق أمغار. ونحن واعون بأن الأخ أمغار ، سليل هذه العائلة وسليل هذه المنطقة وسليل الريف، أهل لهذه المعركة وقادر عليها . ولولا ظروف قانون الطوارئ ، أنا متأكد بأن حضورنا، والجماهير التي كانت ستكون معنا في هذا التجمع الجماهيري، كانت ستكون بالآلاف إن لم أقل بعشرات الآلاف، ولكن نحن حزب المسؤولية، وكما أشار إلى ذلك زميلي و أخي الأستاذ المحترم وأورد في مذكرته في الطعن، نحن كنا حريصين في البلاد كلها، خلال حملة انتخابات 8 شتنبر 2021، على أن لا يكون هناك تجاوز، وعندما تحدث عن الميوعة الحزبية، فنحن لم ننخرط فيها ؛ أولا لأننا كنا الحزب الأول الذي وعى بخطورة هذه الآفة/الجائحة، وأخرجنا وقتها أرضيتنا حول الجائحة التي نبهت إلى المخاطر التي يمكن أن تكون، والتي كانت، وعشنا المخاطر، فقدان الأسر لأبنائها وبناتها، كما عاينا جميعا الإنسان وهو بينه وبين رزقه أمتار ولا يجد له قدرة للخروج إليه، وكان المبدأ الأساسي هو استمرار الحق في الحياة.
هذاهو الحزب، هذه هي ثقافته الأصيلة .
إخواني ، أخواتي :
لقد تتبعت قرارات المحكمة الدستورية، ويمكنني أن أقول لكم بأن كل الأحزاب المتواجدة في البرلمان ألغيت لها دوائر، إلا حزب الاتحاد الاشتراكي. .
فالأحكام التي صدرت، إلى يومنا هذا، لم تكن وسيلة من وسائل الطعن المتعلقة بقانون الطوارئ منفذا لإلغاء إحدى دوائره . وهذا له ارتباط بمفهوم الاتحاد الاشتراكي للسياسة، كما تحدث عنها الأخ الكاتب الجهوي وكذلك مرشحنا الأخ عبد الحق أمغار؛ السياسة بمفهومها النبيل، وعليه فإنه لا يستقيم أن نتحدث عن فساد مرشحي الاتحاد الاشتراكي ولا عن رشوة مرشحي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولذلك ستلاحظون أن كل الطعون المضللة في هذا الإطار التي قدمت ضد الاتحاد الاشتراكي وبرلمانيي الاتحاد الاشتراكي كلها رفضت، إلى يومنا هذا، انطلاقا من هذه التربية القائمة على ممارسة السياسة بمفهومها النبيل.
الأخوات والإخوة:
لقد جئنا إلى هذا الإقليم للمشاركة في هذا العرس الرمزي، وحرصنا جميعا، وعلى رأسنا أخونا عبد الحق ، على أن يظل عرسنا رمزيا، محترما لكل الشروط القانونية المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية، وها أنتم ترون أن الحاضرين يضعون كماماتهم ويحترمون مسافة التباعد ، أما أنا ، فإن صعوبة النطق والكلام من هذا المنبر فرض علي إزالتها، أما طيلة اليوم فأنا أتحرك معكم بهذه الكمامة.
إذن، فقد حججنا كاتحاديات واتحاديين لنعبر باسم الاتحاديات والاتحاديين، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، بأننا كلنا معكم في هذه المعركة، ومع قيادتنا في هذه المعركة، أي مع أخينا عبد الحق والنواة التي تدبر معه هذه المرحلة.
جئنا لا لكي نقوم بحملة انتخابية لأخينا عبد الحق، نحن لم نأت لنقول لكم صوتوا أو «نرغبوكم باش تصوتوا لأخينا عبد الحق»، لأننا واعون أن ذلك كان اختيارا، وأن حوالي 14 ألف صوت التي بقيت صحيحة في الانتخابات السابقة، رغم كل الممارسات التي عرفتها تلك الاستحقاقات تأكيد على أن الأخ أمغار الذي نبت من هذه الأرض يستحيل أن ترفضه هذه التربة أو أن تكون ضده هذه التربة، رغم تلك المناورات واستعمال أساليب التدليس والغش والمتاجرة، بل يمكنني القول إن حتى بعض ضعاف النفوس من أعوان السلطة انخرطوا وقتها في هذا التدليس، أما السلطة فظلت وقتها بعيدة كل البعد لا مركزيا ولا جهويا ولا محليا، لكن الذي كان يحاول تدنيسها لم يستطع الوصول إلا لبضع عشرات من الأصوات التي «أسقطت» اللائحة في الانتخابات الأخيرة. وتوجهنا بدفاع محترم وأخ عزيز إلى محكمة النقض وكانت مذكرة، كما أوردنا أمامكم، شاملة جامعة موضحة للوسائل التي توجهتم بها، وصدر قرار المحكمة الدستورية الذي كان قرارا استثنائيا؛
كل الأقاليم يلغى فيها مقعد أو مقعدان، وفي هذه الدائرة سقط أربعة، ورغم ذلك لم نقم بالسياسة السياسوية ولم نقم بالانتهازية ؛ لا قيادتنا الحزبية خرجت في موكب و لا المرشح خرج في موكب ولا القيادة المحلية خرجت في موكب، نحن لم نذهب لنطبل لهذا القرار، لماذا؟ لأننا نحن في الاتحاد الاشتراكي، عندما تصدر القرارات ضدنا لا نقوم بالاعتصامات ونرفع الشعارات في الوقت الذي تجد إنسانا مسؤولا، تجد رئيس حكومة يقف في وقفة احتجاجية احتجاجا على قرار قضائي، أو تجد وزيرا ومسؤولا خارجا ينتفض…
إيماننا باستقلالية القضاء هو الذي «تيخلي عندنا الكبدة»، عندما سمعنا ذلك التسجيل الصوتي مؤخرا الذي فيه تحقير وإهانة لا لسلطة القضاء ولا لمساعديه، لذلك نحن لا يمكننا في هذا العرس النضالي إلا أن نعلن بكل مسؤولية انخراطنا في ما انتهت إليه الأمور في بلاغ مشترك بين جمعية هيئات المحامين والسلطة القضائية في إدانتهما لما وقع.
ولذلك، أخواتي إخواني تعاملنا مع قرار المحكمة الدستورية بمبدئية، ولم نقم بالدعاية له، في حين خرجت أحزاب أخرى محاولة أن تبتز وأن تطعن في هذا القرار، وهي في مراكز المسؤولية في هذا البلد!
هي مسؤولة عن ضمان استمرارية استقلالية السلطة القضائية، لذلك نحن تعاملنا بكل هدوء واحترمنا القرار الذي اتخذه الإخوان الذين قالوا إننا سنذهب إلى الحملة الانتخابية، لماذا هذه الحملة الانتخابية؟ أولا لاستعادة حق ضاع منا وما ضاع حق وراءه طالب .
نحن نعتبر أن هذا حق، والوسائل التدليسية التي استعملت والمتاجرة التي كانت في الحملة الانتخابية وضعف بعض ضعاف النفوس الذين كان على عاتقهم « حماية « النزاهة هي التي تتحمل مسؤولية ما حدث …
اليوم جئنا لا لنستجدي الأصوات، جئنا لندعو الجميع إلى الحرص على احترام إرادة المواطنين، يعني الحرص على الإعلان عن النتائج الحقيقية ومحاربة كل وسيلة للتدليس والاحتيال وقيام الإدارة بواجبها في وقف كل الوسائل الاحتيالية التي قد يستعملها بعض الخصوم. إذن هذا هو سبب مجيئنا، بطبيعة الحال لم نأت نحن لنشارك في هذا العرس لنقول نحن اليوم 34 عضوا في مجلس النواب وغدا يجب أن نكون 35. جئنا ونحن واعون بأن السياقات التي تجري فيها هذه الحملة تستدعي أن نتحمل مسؤوليتنا جميعا .
ما هي هذه السياقات؟
سياقات دولية، على رأسها التطورات التي تعرفها قضيتنا الوطنية في حدودنا الشرقية والجنوبية، هذه السياقات الدولية تميزت يوم أمس بتصويت مجلس النواب الإسباني، معارضة وأغلبية، لصالح الموقف المغربي . وتميزت أخواتي إخواني بأن القوى المؤثرة في الرأي العام الدولي الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي، والقوى المحبة للسلام والحريصة عليه هي اليوم في صف الشرعية الدولية في ما يخص قضيتنا الوطنية، كما هو الشأن بإطارات كالأممية الاشتراكية التي كانت بوقا لدعاة البوليساريو، و سررنا جدا أنه في اللقاء الأخير لمجلس اتحاد الأممية كان الموقف مع وحدة وسيادة الدول، وهو موقف لم تعبر عنه الأممية الاشتراكية أبدا في تاريخها في ما يتعلق بقضيتنا الوطنية، كما لم ترد لأول مرة أي كلمة على ما سمي بالجمهورية الصحراوية أو البوليساريو.
دوليا كذلك، ما يجري في العالم، الحرب بين أوكرانيا وروسيا ، وما يجري في العالم في ما يتعلق بتقوية الشوفينية…
ما يجري كذلك في المنطقة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط من تحول، كل هذا يستدعي أن نكون يقظين وحذرين ومتتبعين، ومناسبة الحملة الانتخابية هي مناسبة للتعبئة والتوعية ؛
لا شك أن متابعتنا للسياق الدولي ستوصلنا للوضعية في بلادنا، وضعية غلاء لا يحتمل، غلاء بدأ يعيه ويحس به كل مواطن من المواطنين، هذا الغلاء يبدو أن الذي لم يحرك عنده ساكنا اليوم هو ذلك التغول الثلاثي ! والدليل على ذلك هو أنهم باقون شاردون أمام هذه المشاكل ولم يتحركوا، وعندما يتحدث رئيس الحكومة عن الانسجام وكذا التناغم، نحن واعون بأن ذلك الانسجام هو الذي ينقص لمواجهة المشاكل الحقيقية.
ذكرتكم بالجائحة وذكرتكم بمواقفنا، وما يميز هذه الحملة من سياقات التي تتم فيها؛
في ما يتعلق بانعقاد المجلس الوزاري الأخير الذي ترأسه جلالة الملك، فإن ما اتخذ من إجراءات اجتماعية واقتصادية، وحتى من تعيينات في هذا الإطار تؤكد دور المؤسسة الملكية في إرجاع الأمور إلى نصابها وفي تدبير الأمور التي تستحق التدبير، اليوم تلتحق بلادنا بقانون إطار في الصحة العمومية ، وأن يخرج المجلس الوزاري بمخطط للحكامة الصحية، وهذا موضوع أعطينا فيه مقترحات نعتز أن مشاريع القوانين جاءت تعكس طموحاتنا كاتحاد اشتراكي، ولذلك، ولو أننا في المعارضة فإننا نعلن دعمنا ومساندتنا، لأنها من صميم مطالبنا، ونحن ننتظر الاطلاع عليها وفق توجهات جلالة الملك ، وسيكون علينا أن نتدخل من أجل إبداء رأينا الإصلاحي حولها.
في الوقت الذي تثار أسماء في ما يتعلق بالإدارة الترابية، هذا هنا وهذا هناك، لا أحد تحدث أو خرج ليتحدث عن القرارات الحقيقية التي خرجت .
في ما يتعلق بالاستثمار نحن كنا واعينبأن باب الترشيح قد فتح لشهور وتقدم العشرات من المغاربة واختارت اللجنة ثلاثة ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
تلك الاقتراحات التي جاءت بها وزارة المالية ووزارة الفلاحة كذلك لم تكن موضوعة في مداولات الإعلام والمواقع وأحيانا الشائعات.
فالإطار والمؤسسة التي نوقشت فيها الأمور مؤسسة للحكامة الجيدة ومؤسسة لإنتاج القرارات الجيدة، إذن بالنسبة للذين حظوا بثقة جلالة الملك في ما يتعلق بالمسؤوليات لا يسعنا إلا أن نهنئهم بهذه الثقة، وأن نثمن أن من ضمن الإصلاحات الكبرى التي كانت في قانون المالية مؤخرا هي الإدارة التي ستكون موجهة ومراقبة لكل الاستثمارات في المؤسسات العمومية.
هذه كلها قضايا تعنينا في حياتنا اليومية؛ صحتنا غدا وتغطيتنا الصحية والصحة الجهوية… مجموعة من القضايا والأمور لا يتسع المجال للحديث عنها.
إذن نحن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عندما نختار الوطن، سواء كنا في المعارضة أو الأغلبية، فإننا نعبر عن مواقفنا بكل مسؤولية.
نحن جئنا لهذه الرقعة العزيزة علينا من بلادنا، هذه الرقعة العزيزة علينا ، سواء بناسها أو بجغرافيتها أو برمال البحر الأبيض المتوسط فيها أو بهوائها وهذا الجبل وهذا العلو الذي أعطاكم الله تعالى لتطلوا على كل الوطن وكل البحر الأبيض المتوسط، جئنا ويحركنا ماضي هذه الجهة ونضالات أبنائها وكفاحاتهم، يحركنا حاضر هذه الجهة ورهان الدولة عليها في ما يتعلق بمشروع منارة المتوسط الذي يتابعه جلالة الملك بكل تفاصيله، جئنا لنؤكد انخراطنا الكامل ومتابعتنا لهذا المشروع آملين لما تبقى منه أن يتم بالشكل الذي يسير به بطبيعة الحال، لأنه بدون هذا المشروع لا يمكن تقليص الهشاشة ولا يمكن الحديث عن إنتاج الثروة ولا الحديث عن خلق فرص الشغل. فكما تعرفون الحسيمة من أقل الأقاليم إنتاجا لفرص الشغل، وإذا كانت هناك مشكلة يجب معالجتها في الحسيمة فهي مشكلة معالجة بطالة الشباب. لذلك، لدينا وعي، أخواتي إخواني، بأن المشاركة في الانتخابات الجزئية ليس مشاركة… ولا أقول عنها رهانات. رغم ذلك ها أنتم تلاحظون ما حظيت به من أهمية لدى حزبكم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبالنظر لما عرفناه في الانتخابات السابقة أدعوكم وأدعو من خلالكم كل الحسيميين والحسيميات للدفاع عن الحق؛
أولا بذهابهم للتصويت من أجل مدينتهم ومن أجل الوطن مهما كان انتماؤهم العائلي والقبلي، لا أحكم انطلاقا من الانتماء القبلي والعائلي ولكن أحكم ضميري في التصويت انطلاقا من قناعتي في الشخص، في مرجعيته .
عبد الحق أمغار كان رفيقي في البرلمان وكان خلال ولاية تشريعية رفيقي، لذا أعطي شهادة حق: رجل لا يخشى في قول الحق لومة لائم، رجل لا تهزه الرياح، عشت معه في قضايا كلها تنتهي بزيفهم وزيف ادعاءاتهم وأكاذيبهم، بطبيعة الحال لكي لا يقوموا بالمقارنة القرار الذي صدر لصالح العدالة من المحكمة الدستورية لا راد له. وأما عندما يصدر القضاء حكما ابتدائيا فإنه مثل المتابعة إذا تحركت، والقاعدة الدستورية التي نعرفها جميعا هي أن البراءة هي الأصل، وأنه إلى حين أن يصبح الحكم نهائيا، كل متحدث عن هذا الموضوع يكون كمن وجه سبا وقذفا لشخص لأنه لا يمكن نهائيا التساوي بين الحكمين، نحن ربحنا طعنا قضائيا يقول بشأنه الدستور بأنه لا راد له ولا أحد في البلاد يمكنه تغييره بينما ترهاتهم يمكن أن تجعلهم يربحون هذه المحطة، ولكن هذا الدستور وهذا القرار وهذا القانون ودولة المؤسسات أعطتنا الحق بأن نتوجه إلى المرحلة الثانية كما أعطتنا الحق للتوجه إلى المرحلة الثالثة وهكذا دواليك. وإلى أن يصبح أي حكم نهائيا لا يحق لأي كان أن يتعامل معه بمنطق الحجية، لأن الحجية لا تكون إلا إذا أصبح المنطوق منطوقا نهائيا.
لذلك جئنا لنقدم هذه التوضيحات حتى لا يحاول البعض الاصطياد في الماء العكر والاستغلال السيء لهذه المحطة، وأنا متأكد أنكم جميعا ذاهبون يوم الخميس إلى صناديق الاقتراع وكلكم قناعة وآمال بأننا سننجح في هذه المحطة . الاتحاد اليوم كله أمغار وعليكم أن تفرحوا الاتحاد بفوز أمغار يوم الخميس.


بتاريخ : 18/07/2022