وداعا مالك الجداوي

لله أكبر. لله أكبر. لله أكبر
لبى نداء ربه الأخ عبد المالك الجداوي، أحد الوجوه البارة في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومن الأطر المغربية الأصيلة التي جمعت بين الالتزام الاشتراكي الديموقراطي، والأفق الوطني، والانحياز الكوني، المناضل الذي ميزتْ علاقاتِه الإنسانيةَ والتنظيمية قيمُ الوفاء والشهامة، يعرفه المناضلون الشباب والنقابيون في الجامعة والديبلوماسيون في الجبهات الخارجية بخصال التفكير العقلي والعلمي الصارم والقلب الإنساني الخصب والحرص التنظيمي على النجاعة، بشكل لا مثيل له… عرفه إخوانه وأخواته في الاتحاد دوما مناضلا ملتزما بوطنيته وتقدميته، وحريص على اللباقة الأخلاقية وفن التواصل، وكل ذلك متلازم مع الصبر الكبير في كل الملمات..
ولقد سجل الفقيد صفحات شخصية وجماعية ناصعة، عندما كان مناضلا بارزا في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أيام الرصاص، وداخل اللجنة التنفيذية للاتحاد العالمي للطلاب ممثلا لـ (أوطم) قبل غشت 1972، وصولا إلى المساهمة في إعادة بناء الشبيبة الاتحادية ما بعد المؤتمر الاستثنائي للحزب ( يناير 1975)، وتحمل المسؤولية في المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية المنبثق عن المؤتمر الأول المنعقد في دجنبر 1975، أياما معدودة بعد اغتيال عمر في 18 دجنبر 1975، كما ساهم في بناء وهيكلة القطاع الطلابي الاتحادي في أفق المؤتمر الوطني السادس عشر لـ(أوطم) ( يوليوز 1979)، الذي ساهمت في هندسة انعقاده وتدبير مخرجاته…
كما عرف عنه نشاطه خارج المغرب عندما التحق بروسيا السوفياتية لمتابعة تعليمه العالي، ويتخرج من كلياتها مهندسا كيميائيا، عمل بعدها أستاذا جامعيا بكلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، ما بين سنة 1971 و1981، وقد تحمل، رحمه الله، مسؤولية الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي في الفترة ما بين فبراير 1974 ويناير 1977…
وعُرف عن الفقيد نشاطه الديبلوماسي داخل أروقة الخارجية، لما شغل منصب مدير الشؤون العربية والإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون لمدة أربع سنوات، وكذلك مدير التعاون الاقتصادي والتنسيق القطاعي لأربع سنوات بنفس الوزارة، وهو أحد المؤطرين العاملين في الظل للأطر الديبلوماسية …
نال الفقيد ثقة جلالة الملك محمد السادس، فتم تعيينه سفيرا للمملكة المغربية بروسيا الفدرالية من سنة 2000 إلى 2005، وقبل ذلك تم تعيينه سفيرا للمملكة المغربية بدولة السويد ما بين سنتي 1999 و2000.
ولم يمنعه أي ظرف من الظروف من العمل النضالي والتنظيمي داخل تنظيمات حزب القوات الشعبية، وظل يشتغل مع قيادة الحزب في الواجهة الديبلوماسية الموازية، ناصحا وعاملا ميدانيا ومؤطرا وموجها ورفيقا في كل الرحلات والأنشطة، إلى أن نال منه المرض وفرض عليه، رحمه الله، تحجيم نشاطه الجسدي.
رحم الله أخانا عبد المالك الجداوي، وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وألهم أسرته الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.


بتاريخ : 19/07/2023