يواصل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» تحضيراته المكثفة لنهائيات كأس أمم إفريقيا «كان المغرب 2025»، وذلك عبر مجموعة من القرارات التنظيمية المهمة التي اتخذت خلال اجتماع رسمي جمعه باللجنة المنظمة المحلية. ويأتي هذا الحراك في ظل توقعات واسعة بنسخة استثنائية من البطولة، المقرر تنظيمها في المغرب في الفترة الممتدة بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026، اعتمادا على جاهزية البنية التحتية المغربية وخبرة البلاد في احتضان تظاهرات رياضية كبرى.
ومن أبرز القرارات التي أثارت اهتمام المتابعين والجمهور، قرار الكاف إلزام كل منتخب مشارك بتقديم لائحة أولية تضم 55 لاعبًا. ويعد هذا الرقم الأكبر في تاريخ كأس أمم إفريقيا، إذ كان معمولا سابقا بلوائح من 30 لاعبا ليتم تقليصها لاحقا إلى 23. إلا أن التعديل الجديد يمكن المنتخبات من توسيع خياراتها التقنية، خصوصا في ظل كثرة المباريات وتقارب التواريخ، إضافة إلى احتمالات الإصابات.
وبعد تقديم اللائحة الأولية، سيكون على المنتخبات تقليص عدد اللاعبين إلى 28 لاعبا فقط في لائحتها النهائية، بدلا من 23 لاعبا المعتمدين في النسخ الماضية.
وقد بدأت عدد من الاتحادات الكروية الإفريقية، مثل زامبيا وأنغولا، في تفعيل هذا القرار بإعلان قوائمها الأولية، في مؤشر واضح على التحضيرات المبكرة للبطولة.
وحدد الاتحاد الإفريقي تاريخ 11 دجنبر 2025 كآخر موعد لتقديم القوائم النهائية للمنتخبات المشاركة، مؤكدا أنه لن يسمح بأي تغييرات إلا في حالات القوة القاهرة، وعلى رأسها الإصابات المؤكدة طبيا من طرف اللجنة المنظمة. ويهدف هذا التشدد إلى ضمان العدالة بين جميع الفرق وتحقيق الاستقرار التنظيمي قبل انطلاق المنافسة.
ومن بين القرارات الأخرى التي تم اتخاذها، السماح لكل منتخب بتسجيل 17 فردا من الطاقم المرافق، بما يشمل الجهازين التقني والإداري إضافة إلى الطاقم الطبي. ويمكن هذا الإجراء المنتخبات من توفير الدعم الكامل للاعبين، وضمان التهيئة النفسية والبدنية المثالية، بما ينسجم مع قيمة البطولة وأهميتها القارية.
وفي الجانب اللوجستيكي، حدد الكاف سقفا زمنيا لوصول المنتخبات، يسمح لها بالدخول إلى المغرب قبل خمسة أيام على الأقل من موعد المباراة الافتتاحية. ويفترض أن يساعد هذا الإجراء المنتخبات على التأقلم مع المناخ المحلي، والاستعداد بشكل تدريجي قبل الانخراط في نسق المباريات القوي.
كما ألزم الكاف الأندية الإفريقية بتحرير لاعبيها قبل 8 دجنبر 2025، لضمان التحاقهم بمعسكرات منتخباتهم دون تأخير أو عرقلة. ويعد هذا الموعد بالغ الأهمية بالنظر إلى المسافة الزمنية القصيرة بين المباريات الدولية واستحقاقات الأندية.
وفي هذا الصدد أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» قرارا موجها لجميع الاتحادات والأندية الأوروبية بضرورة تسريح اللاعبين الأفارقة ابتداء من التاريخ نفسه (8 دجنبر 2025). وجاء هذا القرار لحماية المنتخبات الإفريقية من محاولات بعض الأندية الحد من مشاركة لاعبيها، خصوصا في ظل تزامن «كان» مع مرحلة حساسة من الموسم الأوروبي.
ويسمح قرار الفيفا للاعبين بالسفر مبكرا والتحاقهم بمعسكرات منتخباتهم دون أي عراقيل، مما يضمن تكافؤ الفرص بين جميع المنتخبات، ويمنع تكرار أزمات سابقة شهدتها نسخ ماضية من كأس الأمم.
ومع هذه القرارات التنظيمية الدقيقة، يتجه المغرب نحو احتضان واحدة من أفضل نسخ كأس أمم إفريقيا على الإطلاق، مستفيدا من ملاعبه العصرية، وشبكة النقل المتطورة، والخبرة المكتسبة من تنظيم كأس العالم للأندية، وكأس إفريقيا للسيدات، ومختلف المسابقات الدولية.
وتؤكد هذه الإجراءات مجتمعة أن الكاف والفيفا يسعيان لتوفير أفضل الشروط التنظيمية واللوجستية، لضمان نجاح نسخة «كان المغرب 2025» وتحويلها إلى محطة تاريخية في مسار الكرة الإفريقية.
الكاف يحسم ترتيبات بطولة أمم إفريقيا 2025 .. استعدادات تنظيمية غير مسبوقة لبطولة استثنائية
بتاريخ : 29/11/2025

