كثيرة هي المواهب الكروية الشابة ، التي تتوفر على مهارات فنية مهمة وقدرات جسمانية هائلة ، طالها النسيان ، أو التهميش في بداية مسارها الرياضي ، عن قصد ، أو بشكل غير مقصود . منها من قاوم ذلك بالاعتماد على ذاتها أو بمساعدة استثنائية . ومنها من سقطت عليه فرصة بدون سابق إعلان، كانت سببا رئيسيا في انقاد حياته ومسيرته الرياضية.
نسوق اليوم نموذجا ، عانا الكثير من ظروف متشابهة . إلا أنه استطاع أن يضمن استمراريته في اللعب ، بفضل قوة عزيمته ، وثقته في نفسه ومؤهلاته ، الذي حول هذا التهميش إلى قوة ضاربة تجمع بين البحث عن تجارب خارج البيت الرياضي الذي ترعرع وشب فيه ،ستجعل منه فيما بعد ، لاعبا واقعيا محنكا، بشهادة مجموعة من الأطر الوطنية التي تعاقبت على تدريبه. إنه اللاعب الشاب: عمر بن جدية ، المزداد في 1996 . فمن سنواته الأولى ،وهو يتنفس ريح ونسيم الرجاء الرياضي البيضاوي. انخرط في مدرسة الرجاء،انطلاقا من الفئات الصغرى، وتسلق المراحل بها ، إلى أن التحق بالفريق الأول في الموسم الرياضي 2016، بأمر من الإطار الوطني رشيد الطوسي، حيث شارك مع الفريق الأول كل فترات المرحلة الاستعدادية و في المباريات التحضيرية…
لكنه لم يكن يتوقع أن هناك رياحا قادمة ستعصف بكل أحلامه معه فريقه الرجاء الرياضي ، التي ترعرع وشب في أحضانه . هذه الرياح اقتلعته وأزاحته من صفوف فريقه ، بحلول الإطار الوطني، محمد فاخر ، حسب ما صرح به اللاعب نفسه للجريدة .
إبعاد عمر بن جدية عن الفريق الأول،ومعه عدد من زملاءه الشباب، شكل له طبعا صدمة قوية نفسيا . لكنه استطاع أن يتجاوز هذه المرحلة الصعبة ، بناء على ثقته في نفسه وفي مؤهلاته وبمؤازرة ومساعدة والده . التحق بصفوف المغرب الرياضي الفاسي لموسم واحد تحت إشراف الإطار الوطني طارق السكتيوي. حيث كان من الأعمدة الأساسية للفريق الفاسي .
واعتبر اللاعب عمر بن جدية موسمه م المغرب الفاسي مرحلة بالغة الأهمية ، بل انطلاقة جد موفقة في مساره الكروي ، ثم تلتها تجارب مماثلة بكل من فريق إتحاد المحمدية ، الاتحاد البيضاوي، الرشاد البرنوصي ثم حاليا بفريق أولمبيك ادشيرة. كلاعب متوسط الدفاع. تجارب استطاع من خلالها صقل مهاراته واكتساب الخبرة ، على يد مجموعة من الأطر الوطنية .
عمر بن جدية وقع على موسم جيد صحبة أولمبيك الدشيرة ، الذي احتل معه المرتبة الثالثة . استطاع تسجيل ثلاثة أهداف، أمام كل من بني ملال والاتحاد البيضاوي واخنيفرة.