أكد مجلس الأمن الدولي على موقعه الرسمي اعتزام المبعوث الأممي إلى الصحراء «هورست كوهلر» تقديم أول إحاطة أمامه غدا الأربعاء.
وسيكون الكندي «كولين ستيوارت»، الذي عين في دجنبر الماضي على رأس بعثة الأمم المتحدة بالصحراء «مينورسو» في هذا الاجتماع المقرر في جلسة مغلقة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.
و من المقرر أن تقدم هذه الإحاطة، التي كانت مقررة خلال فبراير المنصرم تطبيقا للائحة 2351 لسنة 2017 التي تضمنت دعوة للأمين العام الأممي من أجل تقديم تقرير حول الوضع السائد في الصحراء، بعد مضي ستة أشهر عن تعيين المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام الأممي.
التقرير المقبل حول النزاع المفتعل في الصحراء يفترض أن يتضمن أفكارا لحلحلة الوضع وإعمال المقاربة السياسية التي ينادي بها مجلس الأمن، والذي لا يجد أمامه إلا المقترح المغربي حول الحكم الذاتي، وهو الذي اعتبرته أهم العواصم العالمية ومنظمة الأمم المتحدة جديا، كما دعت اللائحة الأمين العام لإطلاع مجلس الأمن على الطريقة التي ينتهجها المبعوث الشخصي لإحراز تقدم بشأن مسار البحث عن حل سياسي وتقييم عمله خلال الفترة السابقة، ويمكن إعلان دعمه إذا ما أتى بمقترحات جديدة من طرف الأمين العام.
وكان المغرب آخر من التقى ممثل غوتيرس في الشهر الجاري، كما سبق لنفس الممثل الأممي أن التقى أطراف النزاع، وهي الجزائر وموريتانيا والانفصاليين في البوليساريو، وتم اللقاء لأول مرة بحضور ممثلي جهتين من جهات المملكة، وهما حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وينجا الخطاط، رئيس جهة الداخلة وادي الذهب. وخرج المغرب من اللقاء الذي انعقد في لشبونة، بتسجيل نقطة إيجابية للغاية. فقد حضر الرئيسان بصفتهما التمثيلية، وهو ما يعطي شرعية للمؤسسات الجهوية المتقدمة، باعتبارهما شاركا في مائدة النقاشات، وتحدثا عن الأوضاع في المنطقة وفي الصحراء. هذا الحضور، أسقط أيضا التمثيلية المزعومة للبوليزاريو التي تقدم نفسها كممثلة وحيدة لسكان الصحراء، وهي التي تفتقد لأي شرعية نابعة من صناديق الاقتراع في علاقتها بالساكنة وحتى تلك المحتجزة في المخيمات.
واعتبر وزير الخارجية ناصر بوريطة أن النقاش كان مثمرا ومنتجا، لأنه في النهاية لا يمكن أن يوجد أي مسلسل للتفاوض أوغيره، بدون وجود سياق مشجع وظروف إيجابية، وقد اختار المغرب الزمان والمكان بشكل مغاير عن لقاء برلين وتاريخه، لكي يسجل بالفعل أنه لا علاقة للقاء الثنائي بانطلاق مسلسل شبيه بمانهاست. وقال بوريطة إن المناقشات الثنائية مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية هورست كولر، كانت «غنية» و«مثمرة».
وصرح بوريطة للصحافة، عقب هذه المناقشات الثنائية،» عموما، المناقشات جرت في جو من الثقة والنقاشات كانت غنية ومثمرة.
الأجواء طبعتها الجدية والاحترام المتبادل»، مشيرا إلى أن الوفد المغربي عقد «لقاء ثنائيا» مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية»، وشدد على أن «الأمر لا يتعلق لا بمسلسل للمفاوضات ولا بمفاوضة، بل باتصال لمناقشة تطور ملف الصحراء المغربية».
وقال بوريطة في هذا الصدد، قبل كل شيء، يجب أن يكون الحل في إطار سيادة المملكة، ووحدتها الترابية والوطنية. ثانيا، على المسلسل أن يضم جميع الأطراف المعنية بهذا النزاع، وهي الأطراف الحقيقية التي بادرت إلى اختلاقه.