أكد البروفسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، أن هناك إرهاصات في العديد من الدول التي تشير إلى إمكانية الإصابة بموجة ثالثة أو رابعة حسب خصوصية كل دولة والمراحل التي عاشتها في ارتباط بالجائحة الوبائية منذ ظهورها، مبرزا أن المتحور دلتا أي الفيروس في صيغته الهندية أصبح طاغيا في أكثر من 94 دولة، وفقا للمعطيات التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، مما يؤكد على أنه فيروس عابر للقارات ولا يعترف بالحدود.
وأوضح البروفسور متوكل في تصريح خصّ به “الاتحاد الاشتراكي”، أن الكل في المغرب يتابع ارتفاع عدد الحالات خلال الأيام الأخيرة، بالموازاة مع ارتفاع عدد التحاليل التي يتم القيام بها، خاصة بالنسبة للوافدين على المغرب من الخارج، مؤكدا على أن التقرير الذي يخص الحالات الإيجابية الذي يتم إعداده بناء على مجموع التحاليل المنجزة، يبين على أن مؤشر انتشار الفيروس بلغ حوالي 4.6 في المئة، في الوقت الذي كان فيه هذا المؤشر مستقرا في 2 في المئة في وقت سابق، لكن هذا لا يلغي أنه في نفس الفترة من السنة الفارطة بلغ مستويات قياسية تراوحت ما بين 25 و 30 %. وشدد الخبير الصحي أنه لحدّ الآن لا تتوفر إحصائيات رسمية تبين حجم انتشار متحور دلتا في بلادنا، وبأن الخلاصات التي سيتم الكشف عنها بناء على التسلسل الجيني الذي يبصم صبغة الفيروس ويفصل السلالات ستوضح وبالملموس مدى حضوره.
البروفسور متوكل، وفي ردّه على أسئلة طرحتها “الاتحاد الاشتراكي”، أكد أن ارتفاع حالات الإصابة بات ملحوظا وبقوة خلال الأيام الأخيرة خلافا لعدد حالات الاستشفاء، مبرزا في هذا الصدد أن نسبة الاستشفاء بمصالح الإنعاش والعناية المركزة تتراوح ما بين 7 و 7.5 في المئة، وبالمقابل ليس هناك ارتفاع كبير في نسبة الإماتة، مشددا على أن ما ساهم في ذلك هو نجاح الحملة الوطنية للتلقيح حيث تجاوز عدد الملقحين 9 ملايين ملقح بجرعتين، وبالتالي فمن تعرضوا للإصابة بالفيروس لم تعرف وضعيتهم الصحية أية مضاعفات وخيمة. وفي ارتباط بوضعية مصالح الإنعاش والعناية المركزة أوضح عضو اللجنة العلمية للتلقيح أنه في الوقت الذي كان المعدل العمري للحالات المصابة بالفيروس التي تصل إلى هذه الأقسام يتراوح ما بين 40 و 42 سنة، فإنه في هذه الأيام بات مرتفعا أكثر، ويعود السبب في ذلك، حسب المتحدث، إلى كون هؤلاء الأشخاص لم يستفيدوا من اللقاح إما اختياريا أو بسبب مشكل ما، مصرا على أن اللقاح ساهم في إنقاذ أرواح الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس.
وفي السياق ذاته، وفي جواب عن عدد الملقحين الذين أصيبوا بالفيروس، أكد البروفسور متوكل أنه ليست هناك أية أرقام مضبوطة في هذا الإطار، مبرزا أنه يمكن بشكل تقريبي الحديث عن نسبة 10 في المئة من مجموع الملقحين، مؤكدا أن دراسة أمريكية حديثة أوضحت أن من أصيبوا بالفيروس وفارقوا الحياة أو تعرضوا لمضاعفات جد خيمة لم يكونوا من الملقحين، وهو ما يبين مرة أخرى أهمية اللقاح في التخفيف من حدة الإصابة إذا ما تم تسجيلها وفي إنقاذ حياة وأرواح المصابين من الموت. وبخصوص الجدل حول إمكانية إخضاع الملقحين لجرعة ثالثة، أجاب الخبير الصحي على أنه ليس هناك قرار علمي متفق عليه لا وطنيا ولا عالميا في الوقت الحالي، لكنه يتبين على أنه من الممكن فعلا أن يتم تمكين فئات معينة من جرعة ثالثة، وبأن معالم النقاش الذي يجري حاليا على الصعيد العالمي يذهب نحو هذا القرار.