وسط حضور وازن من أسرة العدالة، احتضن بهو المحكمة الابتدائية بخنيفرة، عشية الثلاثاء 16 شتنبر 2025، حفلا تكريميا خصص للاحتفاء بعدد من الأطر القضائية والإدارية، تقديرا لما بذلوه من جهود وما قدموه من خدمات في مسارهم المهني، حيث لم يكن الحفل مجرد محطة وداع، بل تجسيد لتقليد راسخ عنوانه الوفاء لمن خدموا المرفق القضائي بإخلاص وتفان، وتعبير عن ثقافة الاعتراف بالجميل داخل مؤسسة العدالة، مع تكريس تقليد راسخ في هذه عنوانه الاحتفاء بالإنسان قبل الوظيفة، وتقدير العطاء قبل الوداع.
الحفل حضره رئيس المحكمة الابتدائية، ونواب الملك ورئيس كتابة الضبط بالمحكمة، وعدد من القضاة والموظفين والموظفات بالمحكمة ذاتها، وثلة من منتسبي أسرة العدالة، وكان مناسبة لتكريم القاضي ذ. محمد البقالي، الذي انتقل إلى معهد تكوين الموظفين بالإدارة المركزية لوزارة العدل بالرباط، ورئيس كتابة الضبط، ذ. رشيد العلمي مشاشتي، الذي انتقل إلى رئاسة النيابة العامة بتادلة، إلى جانب ثلاثة من الموظفين الذين أحيلوا على التقاعد وهم ذ. علي كيدير، وذة. مينة جبور، وذة. يامنة عكور.
افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، قبل أن يتوالى إلقاء الكلمات التي عكست مكانة المحتفى بهم في نفوس زملائهم، حيث لم يفت رئيس المحكمة الابتدائية بخنيفرة، ذ. سعيد بوهلال، إلقاء كلمة مؤثرة استحضر فيها معاني الوفاء والاعتراف بالجميل، مبرزا أن هذا التقليد السنوي للمحكمة هو عربون تقدير لكل من أفنى زهرة عمره في خدمة مرفق العدالة بجد وإخلاص، وأشاد بما قدمه المكرمون من تضحيات كبيرة، سواء من الذين انتقلوا إلى مهام جديدة أو من الذين بلغوا سن التقاعد، متمنيا لهم مسيرة موفقة وحياة كريمة.
ومن جهته، تقدم النائب الأول لوكيل الملك، ذ. محمد فخر الدين، للتنويه بالخصال الإنسانية والروح المهنية العالية التي تميز بها المكرمون، مؤكدا أنهم تركوا بصمات واضحة في منظومة العدالة وأعطوا نماذج مشرقة في التفاني ونكران الذات، ومشيرا إلى أن بصمتهم لم تقتصر على الجدران بل ترك أثرا طيبا في قلوب زملائهم، مشددا على أنهم جسدوا بوفائهم للرسالة السامية للقضاء معنى المسؤولية والإخلاص.
كما كانت الكلمة للإطار الفاعل بذات المحكمة ومنظومة قطاع العدل، ذ. عبد العزيز بوعان، الذي اعتبر المناسبة محطة للتعبير عن التلاحم والتقدير الذي يجمع كافة مكونات المحكمة الابتدائية بخنيفرة، مشيدا بروح الفريق التي طبعت عمل المحتفى بهم، وبالجدية والانضباط الذي طبع مسيرتهم، وأكد أن التقاعد ليس نهاية بل بداية لمرحلة جديدة من الحياة ينال فيها الإنسان قسطا من الراحة والاستمتاع على أن يبقى في ذاكرة المؤسسة كقدوة للأجيال القادمة.
من جهتها، عبرت ذة. فاتحة الزاهر باسم القضاة عن الامتنان للمكرمين، مبرزة الدور الكبير الذي قاموا به في تسهيل مهام التقاضي في أجواء يسودها الاحترام والتعاون، فيما اختارت المنتدبة القضائية ذة. ربيعة الهنا، باسم موظفي وموظفات المحكمة، عبارة مؤثرة حين قالت: «ماسخيناش بكم»، مؤكدة عمق العلاقات الإنسانية التي ربطت أسرة العدالة بالمحتفى بهم الذين سيظل الاعتراف بفضلهم واجبا أخلاقيا ومؤسسيا.
وعند الكلمة الأخيرة، كان للمحتفى بهم أنفسهم نصيب من الامتنان والوفاء، إذ أجمعوا في مداخلاتهم على الاعتزاز بهذا التكريم وما حمله من دلالات أخوية ومهنية، مؤكدين أن نجاح مسيرتهم كان ثمرة تعاون وتآزر بين جميع الأطر والموظفين، ومشيدين بما لمسوه من تقدير ومحبة في كلمات الحاضرين وتنظيم هذا الحفل الذي سيبقى راسخا في ذاكرتهم، ليختتم الحفل بتقديم تذكارات وهدايا رمزية عربون وفاء وتقدير، تلتها حفلة شاي أقيمت على شرف الحضور، في أجواء حميمية، قبل التقاط صورة جماعية لتخليد الذكرى.
المحكمة الابتدائية بخنيفرة تحتفي بمنتقلين ومتقاعدين في حفل مؤثر عنوانه الوفاء والعرفان

الكاتب : أحمد بيضي
بتاريخ : 25/09/2025