سعيد خلاف، مخرج وسيناريست، أخرج فيلم «مسافة ميل بحذائي» عام 2015، فضلا غن فيلم «التائهون» عام 2019، إلى جانب إخراجه لمجموعة من الأفلام والمسلسلات تلفزيونية.
في هذا الحوار، يقربنا من عملية «الكاستينغ» وأهميتها القصوى في إنجاح الفيلم، على مستوى الإخراج، وحتى على مستوى مرحلة ما بعد الإنتاج..
n ما هي مهمة مدير الكاستينغ؟
pp تكمن مهمة مدير الكاستينغ في كونها تسهل على المخرج، وعلى شركة الإنتاج، عملية إيجاد الممثلين، حسب ما تتطلبه القصة من شخصيات، سواء أكانت رئيسية أم ثانوية. كما يقوم المكلف بالكاستينع بتنظيم كل ما يتعلق بتنقل الممثلين وضبط المواعيد الخاصة بهم، وهي مهمة تبدأ قبل التصوير، وتستمر حتى انتهائه.
n إذا كان العمل الفني نتاج تعاون بين طاقم العمل ومخرجه، فإن المسؤول عن الكاستينغ، كما ذكرت، يظل مصاحبا للمخرج طيلة مدة التصوير، في نظرك هل من الضروري أن يكون لمدير الكاستينغ تكوين فني أكاديمي؟
pp ليس بالضرورة، لكن، لابد أن تكون له تجربة في الميدان الفني وخبرة ودراية بالممثلين الموجودين في الساحة الفنية. أنا شخصيا أتمنى أن يكون لمدير الكاستينغ تكوين جامعي يمكنه من اكتساب ثقافة شاملة، لأن دوره لا ينحصر في التواصل مع الممثلين وتنظيم حضورهم في بلاطو التصوير فقط، بل يتعداه إلى ضرورة توظيف ثقافته في الفهم الدقيق لمغزى القصة، والأبعاد الثقافية والاجتماعية والمادية والنفسية لكل شخصية.
n من المعروف أن عملية الكاستينغ (اختيار الممثلين) يلزمها مكان محدد، خاص بها، يقصده الفنانون، خاصة المبتدئون في هذا المجال، أين تتم عملية اختيار الممثلين؟
pp ليس هناك مكان معين ومحدد لاختيار الممثلين، فذلك يختلف حسب كل مخرج، فإذا كان المخرج من نفس البلد، فمن البديهي أن يكون على معرفة مسبقة بالممثلين، خاصة إذا كان هو نفسه كاتب السيناريو، وفي حالة أنه من بلد آخر، فهو يعتمد على شركة الإنتاج أو يقوم بكراء استوديو، ثم يتم استدعاء الممثلين للمكان المحدد بغية القيام بتجربة أدائية لبعض المشاهد والمواضيع المرتجلة أمام الكاميرا.
n من الطبيعي أن لكل عمل فني بصري رؤية إخراجية خاصة، يتبناها المخرج، ويتعاون مع الطاقم الفني والتقنية للعمل لتحقيق أبعادها الجمالية، فيكون الممثل هو أكبر رهان يراهن عليه المخرج لتحقيق هذا المبتغى، هل المخرج في المغرب هو من يتولى مهمة توزيع الأدوار؟
في العادة المخرج هو من يقرر بشأن الممثلين، لكن في التجربة المغربية هناك اختلاف بين العمل السينمائي والعمل التلفزيوني، ففي الأول يكون للمخرج كامل الصلاحية والحرية في اختيار الشخصيات، ويمكنه أن يغامر في التعامل مع وجوه جديدة متحملا المسؤولية الكاملة لاختياره، أما في الثاني فيكون خاضعا لمعايير يتفق حولها مع شركة الإنتاج، وهنالك حالات، وهي نادرة، يكون فيها الممثل هو نفسه كاتب السيناريو بطريقة معينة.
n من وجهة نظرك كمخرج سينمائي وتلفزيوني، هل في نظرك عملية توزيع الأدوار في الأفلام والمسلسلات المغربية اليوم يحتكم للجدية والمهنية، أم أنها رهينة للعشوائية؟
pp كل مخرج وطبيعة اشتغاله فلا يمكن أن يكون جوابي بخصوص هذا الموضوع معمما، فبالنسبة لي وبكوني مخرجا، أؤمن بان الكاستينغ يلعب دورا مهما في نجاح العمل الدرامي ولو افتقد شرط الجدية والمهنية سينساق بذلك العمل الفني نحو الفشل باعتباره انعكاسا مباشرا لاسم المخرج ولصورته ومساره الإبداعي، ووفقا لهذا أحاول ما أمكنني ذلك أن أكون مهنيا وجديا ودقيقا في اختياري للشخصيات، حسب ما يتطلبه السيناريو، في ظل غياب الإمكانيات التي تخول تغيير الممثل في حالة عدم تمكنه من تشخيص دوره بطريقة مقنعة للمخرج ولكاتب السيناريو أتناء التصوير، ليجد المخرج نفسه في مأزق يلزمه بالتنازل عن رؤيته للشخصية محاولا تعديلها أو تغييرها لإتمام عملية التصوير.