المخزن ورعاياه المغاربة اليهود من خلال محفوظات مديرية الوثائق الملكية 14- زجر المخزن ليهودية خصصت دارها بالملاح لبيع الخمور

ظل المخزن المغربي وفيا، وراعيا لمغاربته اليهود، ويتضح ذلك من خلال الوثائق الرسمية، ووثائق العائلات اليهودية وبخاصة المراسلات الإخوانية منها. وتعتبر الوثائق الرسمية التي تحتفظ بها مديرية الوثائق الملكية دليلا دامغا على الروابط القوية، والمتينة بين المخزن ويهوديه؛ فبعضها يتضمن صراحة أمر سلاطين الدولة بالاحسان إليهم داخل المغرب وخارجه. فبالإضافة إلى السماح لهم بممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية، وأنشطتهم الاقتصادية، ووهب وعاءات عقارية لهم لانشاء ملاحاتهم أو بيعهم فإن العلاقة ظلت قوية على مر العصور، وتعتبر الدولة العلوية نموذج الراعي الأول لفئة اليهود مقارنة بوضعيتهم خلال فترات حكم السعديين و المرينين والموحدين حيث كانوا مميزين عن جيرانهم باعتبار الهندام أساس للتميز

 

 كان السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن صارما في مسألة بيع الخمور بملاحات اليهود سيما أنها كانت تلحق أضرارا جسيمة بأهل الحارة يهودا ومسلمين. وفي هذا الصدد راسل السلطان سيدي محمد بن  عبد الرحمن وزيره في الشؤون الخارجية محمد بركاش حيث طالبه بمعاقبة يهودية وضعت يدها مع أحد الإسبان حيث سمحت له باتخاذ دارها  بالملاح محلا لبيع الخمور؛ فقد أصدر السلطان أوامره لخليفته بالصويرة بضرورة البحث والتحري عن مصدر هذه الخمور الذي يباع في الملاح وقد ثبت أن مصدرها من الرباط ومكناس تم مراكش فالصويرة .
احترام أعياد اليهود:
شدد المخزن عل احترام أعياد اليهود؛ ففي وثيقة تحمل رقم 3334 مؤرخة في 20 جمادى الأولى 1282 – 11 أكتوبر 1865 وهي عبارة عن رسالة من الأمينين عبد الواحد أقصبي، وعمر بن عمر وإلى أمين الأمناء محمد بالمدني بنيس، يخبره فيها بوفاة الذمي التاجر يوسف بن عمران المليح الصويري تزامنا مع عيد اليهود مؤكدا أن إحصاء تركته لم تتم احتراما لهذا العيد، وبعد مرور شهرين على الوفاة شرع المخزن في إحصاء متروك الهالك وتبث أنه لا يفي بما بذمته لجانب المخزن «… فينهي إلى كريم علمكم أننا أحصينا متخلف الذمي يوسف بن عمران المليح ….فوجدنا ذالك لا يفي بما بذمته من مال السلف فضلا عن الدين القديم . ومن جملة ما وجدنا في متروكه زوجة  مقافيل جوهر منبثة بجوهر وديامونض وادعاها اليتامى أولاد بطون أولاد أخت الهالك ، أنها وضعت عنده أمانة وزعم أخو الهالك أن أخاه الهالك افتكها من مال السلف بخمسماية ريال، وأولاد بطون زعموا أنهم ماردوها ليه ـ وإنما وضعوها أمانة ولاذوا بنائب النجليز الذي هنا وطلبنا بها فدكرنا له أننا أنهينا أمرها لمولانا أعزه الله . وكذلك من جملة متخلفه كان فروض 5 وردت من بر النصارى بعد موته ، وادعى نائب النجليز أنها لازالت متبوعة  من بر النصارى بألف ريال وخمسين ريالا لبعض إيالاته ولازالت مثقفة بدار الأعشار ريثما يرد علينا الجواب الشريف بما يكون عليه العمل من دفع ما ذكر أنه بقي من ثمنها أم لا . ويصلكم طيه تقييد متخلفه نظير ما وجهنا لسيدنا أعزه الله لتطالعوه وتكونوا من أمره على بصيرة، إذ لعلكم أن تسئل  عن أمره وعلى محبتكم. والسلام «.
تأمين سفريات وتحركات وجولان المغاربة اليهود داخل أرض المغرب (وثيقة رقم 3343/مؤرخة في 22 شعبان 1282/10يناير1866):
لقد ظل المخزن راعيا ليهوديه التجار خاصة أولئك الذين يسافرون بقصد التجارة؛ فهذا القائد «المهدي بن المشاوري» يراسل الفقيه «أحمد بن الطاهر السملالي» يستوصيه خيرا باليهودي التاجر «مخلوف رفاييل» أحيون الذي توجه إلى مراكش قصد قضاء غرض له هناك حتى لا يتعرض له أحد، والجدير بالذكر أن هذا اليهودي كان محميا من طرف الإنجليز، فالرسالة جاءت بناءا على طلب تقدم به قنصل النجليز حيث  أكدا على القائد تأكيدا محتما بضرورة السهر على حماية وتامين اليهود التاجر .

الكاتب : ذ.ربيع رشيدي

  

بتاريخ : 07/04/2023