المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات لإفران يوضح تفاصيل السيطرة على حريق غابات ضواحي إفران

تمكنت مختلف الأجهزة المغربية من إخماد نسبة 90 % من الحريق الذي اندلع يوم الاثنين 22 غشت الجاري في الساعة الثامنة صباحا، بالمراعي الجماعية التابعة لنفوذ الجماعة الترابية بن صميم، والمجاورة للتشكيلات الغابوية لأزرو والجعبة الواقعة بين الحاجب و إفران ، إضافة إلى منشآت هامة ، ومنها مطار إفران ومحطة اللاسلكي، هذا ما صرح الكولونيل أغبو عبد الواحد المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بإفران لجريدة الاتحاد الاشتراكي، حيث أكد أنه خلال إشعار مصالحه باندلاع الحريق ، انتقلت إلى عين المكان مختلف الأجهزة المساهمة في مكافحة الحرائق.
و أضاف أغبو أن السرعة الكبيرة لانتشار النيران كانت بسبب الأعشاب الشوكية المتواجدة في أراضي الرعي المجاورة للغابة ، و تزامن ذلك مع هبوب رياح قوية ، وقال إنه بعد انتقال الحريق من الدرجة الأولى إلى الثانية ، تمت الاستعانة بالتغطية الجوية بواسطة أربع طائرات كنادير، التي أعطت دعما مهما للفرق البرية ، حيث تم توجيهها إلى المناطقة الحساسة لحمايتها، و تأمين عدم انتشار النيران إلى الملك الغابوي المجاور. و تكللت هذه المجهودات بنجاح ،إذ بلغت المساحة المتضررة من الملك الغابوي 20 هكتارا ، يتضمن أشجار الكروش (البلوط الأخضر)،الذي لن يؤثر ما أصابها من نيران على ديمومتها ، إذ ستتمكن من استرجاع عافيتها مستقبلا ، خلال تحسن الظروف المناخية. وأضاف أن السلطات اتخذت الإجراءات الضرورية والاستباقية ، من خلال إجلاء الساكنة المجاورة التي تمتهن الرعي وماشيتها ، حيث لم تسجل أي خسائر بشرية، أو في الماشية ،ولا حتى في الممتلكات. وأضاف أنه لا تزال الفرق على المستوى الأرضي تشتغل بشكل مستمر للقضاء على هذا الحريق نهائيا، وأشار الى أن المساحة التي اجتاحتها النيران في المراعي قد بلغت 850 هكتار، و أن عملية تحويط الحريق قد بلغت نسبة 90 % منه، و أنه متواجد هناك بؤر صغيرة ، ما زالت الفرق الأرضية تشتغل للقضاء عليها نهائيا.
وفي جواب له عن حالة أشجار الأرز بعد هذا الحريق ، أكد المدير الإقليمي أغبو أنها لم تصب، و مازالت سليمة ، باستثناء بعضها المتواجد على أراضي الجموع ، و التي سيتم احياؤها من جديد .
وفي ختام تصريحه الخاص للجريدة ، طالب المدير الإقليمي المجتمع المدني بضرورة تظافر الجهود وانخراط الجميع في عمليات التحسيس ، لمواجهة إشكاليات هذه الحرائق التي غالبا ما تكون بسبب سلوكات مهملة، أو تصرفات غير مسؤولة ، و أهاب في الختام بالساكنة المحلية أو المستعملة لهذه المجالات اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر لحماية هذه التشكيلات الغابوية ، والمحافظة عليها ، باعتبارها قبلة للساكنة ، وزوار إقليم إفران ، وما تحتوي عليه من فضاءات للتخييم ، و مواقع ذات أهمية كبرى، إضافة إلى كونها ثروة وطنية ، و تراث عالمي وجب حمايتها.
والجدير بالذكر أنه فور اندلاع النيران بالغابات المجاورة لمخيمات بن صميم، تم إجلاء حوالي 540 مستفيدا من مخيمات بن الصميم بمعية مؤطريهم، بتنسيق بين السلطات والمديرية الإقليمية لوزارة الشباب، ومديرية التربية الوطنية والرياضة بإقليم إفران، حيث تم توزيعهم على الثانويتين التأهيليتين، علال الفاسي بإفران، طارق بن زياد بآزرو إلى غاية انتهاء فترة تخييمهم، وقد زارت جريدة الاتحاد الاشتراكي الداخليتين اللتين تأويان هؤلاء الأطفال، الذين عبروا عن سرورهم بالإقامة بإفران بعد قضاء أسبوع بمخيم بن الصميم ، و اعتبروا ذلك مكسبا لهم.
وقد عاينت جريدة الاتحاد الاشتراكي ميدانيا مجهودات رجال الوقاية المدنية مسنودة من طرف عناصر القوات المسلحة الملكية، والقوات المساعدة والدرك الملكي، والأشغال العمومية وعمال الجماعات الترابية المجاورة لمدينتي أزرو وإفران والسلطات و أعوانها، والمجتمع المدني، و عض المتطوعين الذين كانوا يقاومون النارو خلقوا جبهة واحدة و موحدة ، تمكنت من الحفاظ على رئتي الأطلس المتوسط.


الكاتب : محمد أزرور

  

بتاريخ : 30/08/2022