المغرب‮ ‬يتجاوز‮ ‬100‮ ‬ألف إصابة بكوفيد‮ ‬19‮ ‬منذ بداية الجائحة الوبائية‭..‬‮ ‬والفيروس تسبب في‮ ‬وفاة‮ ‬1830‮ ‬شخصا

حوالي‮ ‬20 ‬ألف مصاب‮ ‬يتابعون العلاج في‮ ‬المستشفيات والمنازل

 

تجاوز المغرب سقف‮ ‬100‮ ‬ألف حالة إصابة بفيروس كوفيد‮ ‬19‮ ‬منذ بداية الجائحة الوبائية في‮ ‬بلادنا مطلع شهر مارس،‮ ‬التي‮ ‬تسببت إلى‮ ‬غاية مساء الأحد‮ ‬20‮ ‬شتنبر في‮ ‬تسجيل‮ ‬1830‮ ‬حالة وفاة،‮ ‬تعافى منها‮ ‬80732‮ ‬مريضا ومريضة،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يوجد اليوم تحت العلاج في‮ ‬المستشفيات أو في‮ ‬المنازل‮ ‬19181‮ ‬مصابا ومصابة،‮ ‬ضمنهم‮ ‬279‮ ‬يوجدون في‮ ‬وضعية خطيرة و‮ ‬39‮ ‬مريضا تحت التنفس الاصطناعي‮ ‬الاختراقي‮.‬
جائحة،‮ ‬كذّبت السيناريوهات والتوقعات التي‮ ‬كانت قد أعدّتها وزارة الصحة والتي‮ ‬سبق وأن أعلنت عنها مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض،‮ ‬حين جعلت من تسجيل‮ ‬10‮ ‬آلاف إصابة،‮ ‬السيناريو القاتم الذي‮ ‬قد‮ ‬يواجهه المغرب في‮ ‬حربه ضد الوباء،‮ ‬هذا الرقم الذي‮ ‬تم بلوغه في‮ ‬22‮ ‬يونيو الفارط،‮ ‬ومنذ ذلك الحين وإلى اليوم تضاعف العدد لأكثر من‮ ‬10‮ ‬مرات،‮ ‬ولا‮ ‬يزال مرشحا لمزيد من الارتفاع،‮ ‬بسبب عدة عوامل،‮ ‬الفردية والجماعية،‮ ‬منها التي‮ ‬ترتبط بالمواطن ومنها التي‮ ‬لها صلة بالمؤسسات والقطاعات التي‮ ‬تتحمل مسؤولية تدبير تفاصيل مواجهة الفيروس باعتماد أقصى درجات الوقاية في‮ ‬مستوى أول،‮ ‬وعلاج المصابين متى تفشّى الوباء في‮ ‬مستوى ثانٍ،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬اعترته جملة من الاختلالات والأعطاب‭.‬

حصيلة وبائية،‮ ‬يرى الكثير من المهتمين
بالشأن الصحي

‬والمتتبعين له،‮ ‬أنها نتاج لعدم الاستفادة الفعلية والكلّية من فترة الحجر الصحي،‮ ‬التي‮ ‬كانت قد مكّنت من تفادي‮ ‬سيناريوهات صعبة،‮ ‬والتي‮ ‬كان‮ ‬يجب استغلالها لتأهيل المستشفيات العمومية والاستثمار في‮ ‬الموارد البشرية وإعدادها لا استنزافها،‮ ‬فضلا عن عدد من القرارات التي‮ ‬لم تكن صائبة بعد رفع الحجر الصحي،‮ ‬إلى جانب‮ ‬غياب مسارات واضحة للتكفل بالمرضى والقدرة على التشخيص المبكر للحالات المشكوك في‮ ‬إصابتها،‮ ‬وهي‮ ‬العوامل التي‮ ‬أدت إلى الرفع من عدد الحالات التي‮ ‬تصل إلى المستشفيات في‮ ‬وضعية صحية حرجة،‮ ‬والتي‮ ‬يفارق بسببها الحياة الكثير من المرضى،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬كان من الممكن تفاديه بفضل تكفل استباقي‮ ‬فعلي‮ ‬وفعال‮.‬
لقد تبين اليوم وبالملموس،‮ ‬أن الدوريات والتصريحات الرسمية،‮ ‬بعيدة كل البعد عن الواقع المعيش،‮ ‬وهو ما‮ ‬يتطلب إعادة النظر في‮ ‬استراتيجية مواجهة الجائحة،‮ ‬على المستوى التواصلي،‮ ‬بفسح المجال للنقاش ولتقديم الأسئلة والملاحظات والتوصل بالأجوبة،‮ ‬عوض ثقافة البلاغات والتصريحات التي‮ ‬يتم بثها بين الفينة والأخرى،‮ ‬والتي‮ ‬كانت ولا تزال عطبا كبيرا تتشبث به وزارة الصحة منذ بداية الجائحة،‮ ‬كما‮ ‬يجب إعادة إشراك كل المعنيين بالمنظومة الصحية لتجاوز الإشكالية الوبائية اليوم،‮ ‬بما أن عدد الحالات الحرجة لا‮ ‬يتجاوز‮ ‬300‮ ‬حالة،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يتم فيه الإعلان عن وفرة في‮ ‬أسرّة الإنعاش،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يعتبر أمرا‮ ‬غير ملموس،‮ ‬إلى جانب الاستعانة بفعاليات المجتمع المدني‮ ‬المختصة وبالإلترات والهلال الأحمر وكافة الطاقات القادرة على تعبئة كل الموارد البشرية والتقنية للحد من تفشي‮ ‬الجائحة والاستفادة من الإيجابيات التي‮ ‬تحققت في‮ ‬وقت سابق،‮ ‬والتي‮ ‬بكل أسف تحولت إلى خيبات لاحقا‭.‬


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/09/2020