المغرب – هولندا (1-2 ) : اختبار جدي للأسود أمام طواحين هولندا

خاض منتخبنا الوطني اختبارا حقيقيا عند مواجهته لمنتخب هولندا الذي يبدو أنه بصدد إعداد تشكيل قوي وتنافسي يتجاوز به مرحلة الشك التي مر بها خلال السنوات الأخيرة.

فبمعزل عن النتيجة التي حققها منتخبنا قبيل الرحيل إلى ياوندي لمواجهة المنتخب الكاميروني فقد شكلت مواجهته لهولندا محكا جديا لاختبار قدراته. وقد ظهر منتخبنا خلال الشوط الأول بمظهر باهت حيث واجه فريقا مارس على عناصره رقابة لصيقة لم تمكنهم من إظهار مهاراتهم وبالأحرى القيام بعمليات هجومية منظمة.
فقد اعتمد المنتخب الهولندي خلال هذا الشوط تكتيك فرض على عناصرنا الوطنية الإكتفاء بتمريرات إما عرضية وإما إلى الوراء. هذا فيما كان الثلاثي ديباي وفينسنت وبروميس يخلق بين الفينة والأخرى الخطورة أمام مرمى منير لمحمدي. وقد كاد بروميس منذ الدقيقة 15 أن يوقع هدف السبق عندما كان أمام المرمى لكنه لم يتحكم في الكرة، ليعود 7 دقائق بعد ذلك ويسكن الكرة في الشباك إثر عملية قادها ديباي الذي راوغ بسهولة نور الدين مرابط قبل أن يمرر على طبق كرة الهدف لزميله. وقد مرت دقائق هذا الشوط الذي كان هولنديا بامتياز دون تسجيل أية فرص حقيقية لمنتخبنا.
وخلال الشوط الثاني  عرف منتخبنا بعض التغييرات بإقحام وليد أزارو كبديل لبوحدوز، وآيت بناصر كبديل لكريم الأحمدي مما جعله يظهر بوجه مختلف ويخلق بعض الفرص الواضحة للتهديف لعل أخطرها كرة لبوفال الذي راوغ من الجهة اليسرى وقذف من زاوية مغلقة وبقوة أخرجها الحارس يورين زويت إلى الركنية (د. 53). وقد خلق منتخبنا خلال هذا الشوط ما يزيد على عشر محاولات ضاعت كلها، ليضيف منتخب الطواحين هدفا ثانيا في حدود الدقيقة 68 سجله فينسنت من كرة مده بها بروميس مسجل الهدف الأول. وقد واصلت العناصر الوطنية ضغطها لتتمكن دقيقتين بعد الهدف الهولندي من التوقيع على هدف أول من كرة تابثة تحصل عليها أزارو بعد أن تم إسقاطه من طرف المدافع ماتيس دولايت الذي تم طرده. الكرة الثابتة قام بتنفيذها وبشكل بديع مبارك بوصوفة  الذي سجل الهدف الوحيد للمنتخب والذي قام بأداء شوط ثان جيد ضاعت خلاله فرص حقيقية. وكما أشرنا فالمباراة في عمومها مرت في أجواء احتفالية وحضرها رغم عدم ملائمة توقيت إجرائها جمهور غفير ضمنه عدد محترم من الجماهير الهولندية التي رافقت منتخبها إلى أكادير. وقد أدار المباراة طاقم تحكيم من مالي يتكون من كيتا محمادو كحكم رئيسي ودياكيتي موريبا ونيار دريسا كمساعدين.

 

مباراة المغرب – هولندا:

تصريحات ما بعد المباراة

تقتصر هذه التصريحات على تصريح واحد ووحيد للناخب الوطني هيرفي رونار الذي لم يرافقه للندوة أي لاعب. وغاب مدرب هولندا «فريد غريم» الذي قاد منتخب الطواحين بأكادير وغاب المدرب المعين مؤخرا أدفوكات. وفي المنطقة المختلطة التي يتم فيها عادة التقاط تصريحات اللاعبين لم يتمكن أي إعلامي من التقاط تصريح لعناصر المنتخب الوطني التي يبدو أنها «سلتت» لحظة تواجد الإعلاميين بقاعة الندوات. أما لاعبو هولندا فقد كانوا متواجدين لكن أغلبهم كان يتكلم بالهولندية مما يضعنا أمام استحالة الترجمة والفهم.

تصريح الناخب الوطني هيرفي رونار :

«لعبنا شوطا أولا جد صعب، بحيث تابعنا بالعين خصمنا وهو يبين عن مؤهلات محترمة  دون أن نبذل أي جهد للضغط عليه. وخلال الشوط الثاني أظهرنا مزيدا من الإرادة والضغط ودفعناهم لارتكاب  العديد من الأخطاء، لكن للأسف تلقينا هدفا ثانيا. فعلى ضوء الفرص التي خلقنا خلال هذا الشوط كنا نستحق التعادل. هذا مع الإشارة إلى صعوبة السياق الذي جاءت فيه هذه المباراة، سياق نهاية الموسم والأجواء الرمضانية. واعتقد أنني أتحمل مسؤولية إجراء هذه المباراة على الساعة الخامسة والنصف، فهذا خطأ، خطأ في التوقيت، ما كنا لنخضع له ولو أراده المنتخب الآخر.
«وتنتظرنا الآن المواجهة أمام الكاميرون الذي أعرفه جيدا وينبغي أن نكون في لياقة جيدة حتى مع الأجواء الرمضانية. وسنستعد خلال ما تبقى من حصص تدريبية هنا بأكادير قبل يوم 10 يونيو للإستعداد لهذه المباراة معنويا وبدنيا. وأنا نتأكد من تحقيق نتيجة  إيجابية.»


الكاتب : عبد اللطيف البعمراني

  

بتاريخ : 02/06/2017