المغرب وألمانيا يكثفان تعاونهما في مجالات الأمن والتنمية الاجتماعية والاقتصاد المستدام

تعاون أمني لمكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة العابرة للحدود والجريمة المعلوماتية
دعم ألماني بقيمة 260 مليار لبناء أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في إفريقيا

 

انتهت المفاوضات التي انطلقت بين المغرب وألمانيا في برلين، إلى الإعلان عن قرار بناء أول مصنع للهيدروجين الأخضر في المغرب بقيمة 260 مليار سنتيم، بدعم مالي ألماني.
وسيحصل هذا المشروع على منحة قدرها 260 مليار سنتيم، في إطار دعم سياسة خلق قيمة مضافة خضراء من خلال بناء أول مصنع هيدروجين أخضر في إفريقيا.
وبهذا الدعم المالي، سيكون بوسع المغرب بناء أول مصنع صناعي للهيدروجين الأخضر في إفريقيا، كما ستدعم ألمانيا المغرب في مشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية الكبرى، بما في ذلك تعميم الحماية الاجتماعية والمياه والطاقات المتجددة.
وكان وفد مغربي يضم العديد من المسؤولين، قد زار ألمانيا الأسبوع المنصرم، في إطار جلسات المفاوضات الحكومية بين البلدين في عدة مجالات.
وتم الاتفاق في هذا السياق على إطلاق تنفيذ برنامج دعم جديد بالمغرب ويغطي البرنامج عدة مجالات، لا سيما تلك المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصاد المستدام.
نشير إلى أنه سبق للمغرب وألمانيا أن وقعا على اتفاق طموح يهم تطوير قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر، ويهدف الاتفاق الذي تم توقيعه بين وزارة الطاقة والمعادن والبيئة ووزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، إلى تطوير قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر، ووضع مشاريع للأبحاث والاستثمارات في استعمال هذه المادة التي تعد مصدرا للطاقة الإيكولوجية. كما سبق الإعلان عن مشروعين أولين سيتم تنفيذهما في إطار التعاون الاقتصادي بين المغرب وألمانيا، ويتعلق الأمر بمشروع مرجعي «باور تو إكس» لإنتاج الهيدروجين الأخضر على الصعيد الصناعي، والذي اقترحته الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، ومشروع وضع منصة للأبحاث حول «باور تو إكس»، ونقل المعارف وتعزيز القدرات الراهنة بشراكة مع المعهد المغربي للأبحاث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة.
إلى ذلك، عقدت لجنة أمنية مشتركة تمثل «قطب التعاون الأمني الدولي» بالمديرية العامة للأمن الوطني ومكتب ضابط الاتصال بسفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية بالرباط، على مدى أيام، لقاءات ومشاورات ثنائية لدراسة آليات تنزيل توصيات ومخرجات اجتماع المدراء العامين للأمن الوطني والشرطة الاتحادية الألمانية، وسبل تقوية وتوسيع مجالات وأشكال التعاون المشترك بينهما طبقا للتشريعات والقوانين المعمول بها في كلا البلدين.
وقد اتفق الطرفان على تعزيز التعاون العملياتي في ميادين مكافحة الإرهاب والتطرف ومختلف صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، بما في ذلك الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية، والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، والجريمة المعلوماتية، وشبكات تزوير السندات والوثائق التعريفية التي تمثل قاعدة خلفية للدعم والإسناد لفائدة التنظيمات الإرهابية وعصابات الإجرام المنظم.
ويتجسد هذا التعاون العملياتي الثنائي بين الطرفين في تقاسم المعلومات بشأن الأساليب الإجرامية المستجدة والأشخاص المشتبه فيهم، وتبادل المعطيات التقنية الكفيلة بتسريع وإنجاح الأبحاث والتحقيقات المرتبطة بالتهديدات الإرهابية والمخاطر الأمنية، فضلا عن مشاركة وتقاسم الممارسات الفضلى والآليات المعتمدة للكشف عن مسارات التطرف والتجنيد وحركية المقاتلين في صفوف التنظيمات الإرهابية.
كما تم التوافق على أهمية وضرورة تدعيم التعاون الثنائي في مجال المساعدة التقنية، بما في ذلك نقل التكنولوجيا والتجهيزات الأمنية وتنظيم الدورات التكوينية المشتركة لتأهيل الموارد البشرية الشرطية وبناء القدرات في مختلف الميادين الأمنية، خصوصا في مجال الشرطة العلمية والتقنية، وشرطة الحدود، والحماية المقربة، وشرطة الخيالة والشرطة السينوتقنية..الخ.
وقد اتفق الطرفان، من منطلق القناعة الراسخة والإرادة الصادقة التي تتطلع للمستقبل، على تعزيز وتوسيع مجالات وأشكال هذا التعاون وفق تطلعات وموجبات المصلحة المشتركة، ودرءا كذلك لكل المخاطر والتهديدات المستجدة التي قد تحدق بأمن البلدين وسلامة مواطنيهما.
إلى ذلك، احتضنت مدينة فرانكفورت، يوم السبت الماضي (23 أكتوبر 2022)، لقاء حول «الدياسبورا المغربية.. جسر متين بين المغرب وألمانيا»، وذلك بمبادرة من جمعية . IC Morocco
خلال هذا اللقاء الذي التأم فيه حوالي 180 من الأطر المغربية الناشطة في قطاعات السياسة والاقتصاد والعلوم والفن والرياضة، قالت سفيرة المملكة في ألمانيا، زهور العلوي، إن المغاربة المقيمين بألمانيا يشكلون اليوم مصدر ثراء لبلد الاستقبال بالنظر إلى مؤهلاتهم ومستوى كفاءاتهم، وهم أيضا مصدر غنى لبلدهم الأصلي، المغرب.
وذكرت زهور العلوي بأن العلاقات مع ألمانيا تعود إلى القرن 17 حين وقع المغرب، للمرة الأولى، الاتفاقيات التجارية مع مدينة بريم سنة 1781 ثم مع مدينة هامبورغ سنة 1802.
وذكرت بأنه منذ التوقيع على اتفاق التوظيف بين المغرب وألمانيا سنة 1963، توافد على ألمانيا الآلاف من المغاربة ليبلغ عددهم اليوم أزيد من 250 ألف مواطن من أصل مغربي، يعيش أغلبهم في شمال رينانيا-ويستفاليا ومنطقة «هيس».
واليوم، تضيف السفيرة، فإن ألمانيا والمغرب قررا إعادة كتابة فصل جديد من تاريخهما على أسس قوية ومتينة. وأضافت أن «المهمة الموكولة إلي كسفيرة للمغرب في ألمانيا تتمثل في تعزيز الشراكة والتعاون بين بلدينا، في إطار الاحترام المتبادل.


بتاريخ : 25/10/2022