المغرب يحتل المرتبة 145 عالميا في أعداد المصابين بالسرطان بتسجيل أكثر من 52 ألف حالة مرضية

أكدت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية في آخر تقرير لها، أن عدد المغاربة المصابين بأمراض السرطان المختلفة يقدّر بحوالي 52 ألفا و783 مريضا، بمعدل 139.6 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة، ليحتل المغرب بذلك المرتبة 145 عالميا على مستوى عدد الإصابات بهذا الداء الذي يواصل الفتك بضحاياه، رغم تقدم الأشكال العلاجية المختلفة والمتطورة.
وتصدّر سرطان الثدي قائمة الإصابات السرطانية الأكثر انتشارا في المغرب، بتسجيل 10 آلاف و 136 حالة إصابة في صفوف النساء، متبوعا بسرطان الرئة الذي طال أجسام 6 آلاف و 488 مريضا، ثم سرطان القولون الذي سجّل إصابة 4118 مصابا، فالبروستات الذي سجّل إصابة 3990 مريضا، ثم سرطان عنق الرحم عند النساء الذي طال 3388 مريضة، في حين سجّلت أرقام أخرى كما هو الشأن بالنسبة لسرطان الغدة الدرقية الذي بات هو أيضا يعرف حضورا في المشهد الصحي المغربي، إذ أكدت أرقام التقرير الأممي المذكور، أن عدد المواطنين المغاربة الذين أصيبوا به بلغ 2214 مريضا ومريضة، إلى جانب سرطان الجهاز الهضمي الذي كان عرضة له هو الآخر 1761 مغربيا ومغربية.
البروفسور رضوان السملالي، الأستاذ والخبير في أمراض السرطان، أكّد في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن أمراض السرطان هي حاليا ومع كامل الأسف تتفاقم يوما عن يوم، وذلك ناتج عن عاملين اثنين، الأول يتعلق بتطور وسائل التشخيص التي أضحى الولوج إليها سهلا بالنسبة لفئات معينة، وهو معطى إيجابي لأنه في المغرب هناك تعميم نسبي لوسائل التشخيص، ثم هناك العامل الثاني الذي يتمثل في كون المواطن المغربي أصبح اليوم يعيش أكثر بفعل ارتفاع معدل أمل الحياة الذي تجاوز 70 سنة عند الرجل، وحوالي 80 سنة عند المرأة، أخذا بعين الاعتبار أن السن المتقدم هو سن لأمراض السرطان، وهي قاعدة عامة وذلك على غرار ما يقع حتى في أوربا، إذ كلما ارتفع سن الشخص كان عرضة للإصابة بمجموعة متنوعة من أمراض السرطان.
وأوضح رئيس الجمعية المغربية للمصحات الخاصة أن السرطان هو مرض متعدد الأسباب، إذ يمكن بالنسبة لسرطان الثدي أن تصاب به بعض النسوة من أفراد العائلة الواحدة في وقت من الأوقات، وهو ما يعني وجود مشكل جيني يتسبب في حدوث هذا النوع من السرطانات، ثم هناك سبب هرموني، فالمرأة التي تكون عرضة للهرمونات بشكل كبير خاصة هرمون الأستروجين، هي بدورها معرضة للمرض.
أما بخصوص سرطان الرئة، فقد أوضح البروفسور السملالي أن التدخين، والتلوث، وعوامل أخرى هي تعد من بين أسباب الإصابة بهذا المرض في حالات، علما أنه يمكن أن يكون هناك مصابون من غير المدخنين، وهو ما يطرح مرة أخرى احتمال الإصابة نتيجة لوجود عامل جيني. وبالتالي فالأسباب، بحسب الخبير المغربي، متعددة، كما شدّد على أن التقنيات المستعملة في المغرب اليوم من أجل الكشف عن كل أنواع السرطانات جد متقدمة ومتطورة، مما جعله يحتل الرتبة الأولى من حيث التوفر على المعدات الطبية الحديثة، مقارنة بالدول الإفريقية والعربية، ولا تتجاوزه إلا جنوب إفريقيا في هذا الصدد، وذلك بفضل النهوض الكبير للقطاع الخاص الذي أعطى دفعة قوية للتجهيزات الطبية في المغرب.


الكاتب :  وحيد مبارك

  

بتاريخ : 20/09/2018