تواصل السرطانات زحفها على أجساد المغاربة متسببة في تسجيل أكثر من 50 ألف حالة إصابة جديدة في السنة، وفقا للمعطيات الرقمية المتوفرة، التي تبين على أن معدل الإصابة بهذا الداء بشكل عام يبلغ 116 حالة لكل 100 ألف نسمة. وأكّد البروفيسور عبد اللطيف ابن ايدار، رئيس الجمعية المغربية لسجلات السرطانات، أن المعطيات الوبائية المسجّلة والمتوفرة تكشف أن أمراض السرطان تعتبر أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكّرة، مشيرا إلى أن هناك تزايدا مستمرا لمعدلات الإصابة بالنسبة لغالبية أنواع السرطان الذي ما يزال يمثل مشكلة صحية عامة.
وأبرز المتحدث في تصريح خلال فعاليات اليوم الوطني الأول لسجل السرطانات الذي نظمته الجمعية تحت رعاية مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان وبشراكة مع المديرية الجهوية للصحة في جهة الدار البيضاء سطات، أن معطيات سجل الدار البيضاء الكبرى للسرطانات الذي تم إحداثه في 2004، تعتبر جد مهمة وتقوم بدور أساسي من أجل ضبط المعطيات الوبائية لانتشار السرطانات على الصعيد الوطني، وهو ما من شأنه، وفقا للمتحدث، تقديم رؤية شاملة للوضع الوبائي للداء في الجهة وتوجيه القرار والتخطيط بصدد مكافحة السرطان. من جهتها أكدت الدكتورة صوفيا ازريب نائبة الكاتبة العامة للجمعية، خلال نفس اللقاء، على الأهمية البالغة لسجل السرطان، بالنظر لمساهمته في ضمان المراقبة الوبائية للمرض بين السكان، التي تعد إحدى ركائز مكافحة السرطان، ولما يتيحه من إمكانيات لمتخذي القرار من أجل الاستعداد للمستقبل من حيث توفير العلاجات، خاصة وأن عدد السكان المشمولين بهذا السجل يتجاوز 10 في المئة من سكان المغرب، مما يسمح للمؤشرات المتولدة عنه بمراقبة وتقييم علاج السرطان على الصعيد الوطني.
ويؤكد المختصون على أن معطيات السجل الوطني يتم تجميعها من خلال البيانات التي يوفرها مكتب تسجيل السرطانات في الدار البيضاء الكبرى، والتي تستقى من المعلومات المتوفرة لدى المؤسسات الصحية العمومية والمصحات الخاصة التي تقدم العلاجات، وكذا من مختبرات التشخيصات الطبية للتشريح ومصالح الطب الشرعي، وفقا للمؤشرات المعمول والموصى بها على الصعيد العالمي بخصوص تصنيف الأمراض السرطانية، مشددين على أن هذه الدينامية الجماعية غايتها وضع قاعدة معطيات ناجعة وذات جودة، متناسقة، كاملة ودقيقة، مما يساهم في تحليلها بشكل علمي ومقارنتها مع سجلات أخرى.