المكتب السياسي في 29 اكتوبر 2022.. قيم يوم الوفاء، قيم لخدمة الوطن والمواطنين

يُخلِّد الاتحاديون والاتحادات يومه 29 اكتوبر ذكرى الوفاء لشهداء الاتحاد والمغرب والوطنية والحرية في تزامن مع ذكرى استشهاد القائد الاتحادي والوطني التقدمي الشهيد المهدي بن بركة. ذكرى هذا اليوم الذي دأب الاتحاديون والاتحاديات على جعله محطة من محطات التفرد
والاستمرار على درب النضال والتضحية من أجل بناء المغرب القوي والعادل والديموقراطي، هي ذكرى وطنية الدلالة والرمزية عن مغرب يجد فيه كل ابنائه أسباب الافتخار و الرقي والتحديث المستمر، ويأتي هذه السنة في ظل أفق سياسي جديد لقضيتنا الوطنية، وبتزامن مع المكتسبات التي تحققت ، بفضل انحياز أغلبية المجتمع الدولي لمقترحات الحل كما تقدم بها المغرب، وايضا لانتصار صوت العقلانية والاستقرار، لتوفير شروط أفضل لشعوب المنطقة المغاربية التي شكلت احد المكونات الجوهرية للشهداء على طول تاريخ الاتحاد..
لقد استطاع المغرب ان يستخلص بحكمة وتبصر ما يجب استخلاصه من كل التطورات السياسية والجيوستراتيجية التي تقع في العالم، مما أهَّله أن يكون مخاطبا موثوقا وذا مصداقية، وشريكا عقلانيا وواقعيا يجدُّ من أجل خدمة شركائه وخدمة قضاياه العادلة. وعلى مستوى القضايا الداخلية لبلادنا، يدرك الاتحاديون والاتحاديات أن بلادهم تخرج من الرهان الذي فرضته الجائحة وكذا ما تلاه من ظروف حرب مَسْرحها أوروبا وأن التحدي الجديد والرهانات الصعبة، التي تفرضها ظروف ما بعد الوضعية الطارئة للوباء والسياق الذي تتطوَّر فيه الحرب بكل ما ترخيه من ظلال قاتمة على العالم كله، تدعوهم، إلى الانخراط الواعي والمسؤول في مواكبة المجهود الوطني في تصليب الجبهة الوطنية وتقوية التماسك الوطني و توفير شروط إعمال كل الأشكال النضالية الجديدة والمستجيبة لمتطلبات المرحلة، والداعية إلى استحضار كل قيمنا ومبادئنا الاتحادية، الناهلة من التضامن والتكاثف والتضحية كأفق وكأسلوب نضالي متجدد في بناء البيت الوطني المشترك.
لقد سبق للأخ الكاتب الأول للحزب، في العام الماضي أن أعطى في رسالته الى كل الاتحاديات والاتحاديين المعنى العميق والغني لهذا الارتباط بين النضال التقدمي الوطني وبين بناء المناعة الوطنية عندما قال «إن رمزية الوفاء لدينا كاتحاديات واتحاديين، تعني بالأساس الاستمرار في نهج كل شهداء ومناضلي الوطن في الحفاظ عليه، والسهر على تطوره وقوته ومناعته وتحصينه، ومواجهة كل الأخطار المحدقة به. فنحن مطالبون اليوم بجعل محطة يوم الوفاء، محطة لخلق الإشعاع الاتحادي وإبراز القناعات الاتحادية المترسخة، بالالتفاف حول الوطن، واستحضار همومه وتطلعاته ورهاناته». إننا نخلد ذكرى الوفاء والاتحاديات والاتحاديون يَعونَ دورهم في اقامة الدولة الاجتماعية العادلة والدولة القوية بمجتمعها المتضامن والتعددي، والذي يعيش فيه كل أبنائه وبناته عيشة كريمة بمستقبل واضح المعالم.
وإنه لمن الحسن المصادفات كذلك أن يتم تخليد يوم الوفاء في وقت يفتح فيه المغرب ورشا حضاريا كبيرا، ومشروعا حقوقيا ، نال الاهتمام الكبير من لدن كل الاتحاديات والاتحاديين، الأموات منهم والأحياء، ويتعلق بورش إصلاح أوضاع المرأة المغربية،. بأفق حداثي، إنساني واسع وعميق، بناء على توجيه من ملك البلاد . وهي مناسبة للاشادة بما قدمته الملكية المغربية المناضلة من خدمات لقضية المرأة المغربية، منذ الملك الراحل أب الأمة المغفور له محمد الخامس، وصولا إلى جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من قضية تحسين أوضاع المرأة وتمكينها من ثمرات التحديث الواسع داخل البنية الفكرية والمادية في المجتمع والدولة، قضيةً مركزيةِ في مشروعه لوطن حداثي ديموقراطي تعددي عادل.
وهي مناسبة كذلك للإشادة بالحركية النضالية التي أنتجتها المناضلات الاتحاديات، سواء من خلال تجديد هياكل منظمتهن العتيدة أو من خلال المجهود الفكري العميق بمكوناته النضالية التقدمية الواضحة في توفير شروط إصلاح عميق داخل منظومة الاسرة بما يتماشي والرهانات الكبرى للبلاد.. وفي السياق ذاته للوفاء العملي الملموس، تجب الاشادة بالمجهودات التي قدمتها شبيبتنا الاتحادية في كافة مناحي الحياة الداخلية الحزبية، وخارج الهياكل التنظيمية على الواجهات الدولية والقارية لخدمة قضايا الشباب وإسماع صوت المغرب وخدمة قضايا، وهو حضور يترجم الوعي المتقدم لدى شبيبتنا في اقامة النموذج الوطني الدينامي للشباب الذي ينحاز لبلاده وينخرط في أفق رفاهيتها وتقدمها.
ونعتز بكل القطاعات التي تجاوبت مع الإرادة المعبر عنها من طرف قيادة الحزب في تطوير أساليب العمل المنظم والمسؤول من خلال تقوية ادوات التواصل الجماهيري ووسائل التعبير عن تطلعات المغاربة مواطنين ومواطنات، تفعيلا لقناعاتنا الاتحادية الأصيلة، المبنية على الوطنية الصادقة والتضحية الشاملة والتكاثف والتآزر لمواجهة كل الأخطار التي تتهدد بلادنا، في احترام تام للمؤسسات الوطنية ولعناصر الإجماع الوطني. وختاما نردد مع الأخ الكاتب الأول استاذ ادريس لشكر مضامين رسالته السالفة الذكر «إننا واثقون في قدرتكم على الإبداع والنضال الصادق، والاستمرار في حمل مشعل التضحية والوفاء الذي سار في دربه شهداؤنا ومناضلاتنا ومناضلونا، بكل تجرد ونزاهة وصدق، من أجل الوطن والشعب المغربي، في توافق تام مع اختيارات بلادنا ومؤسساتها ومقدساتها، الساعية إلى توطيد ركائز الدولة القوية العادلة والمجتمع الحداثي المتضامن، وإرساء دعامات المغرب القوي والمتعدد والمتنوع، المحتضن لكل أبنائه وبناته».


بتاريخ : 29/10/2022