السينما المغربية محتاجة لشركات الإنتاح و استديوهات االتصوير و الأفلام و الترويج لتتحول لصناعة سينمائية حقيقية
تعتبر الفنانة فرح الفاسي من الفنانات المغربيات المتألقات ،بدأت مسيرتها الفنية في عام 2008 من خلال مشاركتها في فيلم «زمن الرفاق» للمخرج الشريف الطريبق ، لتنطلق بعده نحو النجومية و العطاء ،حيث استطاعت أن تفوز بالعديد من الجوائز سواء داخل المغرب أو خارجه ،كان أخرها تتويجها كأفضل نجمة لسنة 2025 ،و بجائزة كأحسن ممثلة في دور ثاني في مسلسل « رحمة «.
حاليا تستعد للقيام ببطولة فيلمين سينمائيين إضافة إلى أعمال مسرحية و درامية أخرى.
في هذا الحوار مع جريدة الاتحاد الإشتراكي نكتشف معها سر هذا التألق ،و موقفها من مهرجان تطوان للسينما المتوسطية و تجربتها بمعية المخرج الراحل محمد إسماعيل .
p .فزت مؤخرا بجائزتين كأفضل نجمة لسنة 2025،و كأحسن ممثلة في دور ثاني عن أدائك في مسلسل»رحمة « ،ماهو شعورك بعد هذا التتويج، وما يمكن أن يضيفه لمسارك الفني ؟.
n سعدت كثيرا بهذا التتويج الذي منحته لي لجنة التحكيم ،النجمة الفضية كأفضل نجمة لعام 2024 ،و جائزة أحسن ممثلة في دور ثاني عن أدائي في مسلسل «رحمة « الذي عرض في شهر رمضان المنصرم .و الحقيقة لم أكن أنتظر هذا التتويج عن دور « نادية « في هذا المسلسل الذي لقي إشادة كبيرة من طرف النقاد و المتتبعين و كذا الجمهور الذي ينتظر الجزء الثاني لأنتقم من «داوود « .
و أعتبر هذا التتويج لمسار فني قمت به خلال 17 سنة من العمل و العطاء في السينما و التلفزيون ،كما أعتبره تتويجا لكل الممثلات و الممثلين الذين شاركوا في هذا العمل الدرامي المتميز ،و كذا لكل من ساهم في إخراج شكله الفني و الجمالي .
p .قبل هذا التتويج كان هناك تتويج أخر ضمن مهرجان غرناطة الدولي كأحسن ممثلة عن دورك في فيلم « لامورا « .كيف استقبلت ذلك و ماذا شكل لك كممثلة تطمح إلى مسار فني أكثر تميزا ؟
n في الحقيقة، كانت مفاجأة سارة و جميلة بالنسبة لي لعدة اعتبارات ،أولها لأنه تتويج خارج أرض الوطن ،و هذا له رمزية أخرى ،ثانيا أن تفوز وسط منافسين من العيار الثقيل خاصة من بين المنافسات ،ممثلة إسبانية لديها أكثر من 70 فيلما سينمائيا .كما أن هذا التتويج تزامن مع رحيل المخرح الكبير محمد إسماعيل إلى دار البقاء .و الذي أعتبره الأب الروحي و كنت أتمنى أن يكون حاضرا ضمن هذا الحفل ليشاركنني هذه الفرحة و ليقف على مجهوداته التي بذلها لإخراج هذا العمل الفني المتميز ،الذي لم تنصفه العديد من المهرجانات الوطنية و أنصفته مهرجانات عالمية .
و أعتبر هذا إضافة نوعية في مساري الفني حيث كان سببا في انطلاقة أخرى مغايرة نحو المجد الفني و السينمائي .
p .تجربتك مع الراحل محمد إسماعيل كان لها الأثر البليغ على مسيرتك الفنية حدثينا عن هذه التجربة ؟
n تجربتي مع الراحل محمد إسماعيل تجربة غنية ،حيث كان له الفضل بعد الله تعالى في نجاحي و تألقي الفني و السينمائي ،حيث شاركت كبطلة في أفلامه الأخيرة و لاقت نجاحا كبيرا .مما كان له الأثر الكبير على مسيرتي الفنية على جميع المستويات،كما أعتبر نفسي محظوطة لمشاركة هذه القامة الفنية الكبيرة في تجربته ومساره ،الذي يعد مدرسة سينمائية بامتياز .
و رحيله ترك فراغا كبيرا على مستوى السينما المغربية الذي يظل أحد رموزها و روادها .
p .لاحظ العديد من المهتمين و المتتبعين لمهرجان تطوان لسينما المتوسط غيابك عن فعالياته،هل هناك سر وراء هذا الغياب أم أنه مرتبط بظروف معينة ؟
n صراحة غيابي عن فعاليات هذا المهرجان هو موقف في حد ذاته ،نظرا للتجاهل الذي أبدته مؤسسة المهرجان ، اتجاه الراحل محمد إسماعيل الذي لم يتم التنويه به و الإعتراف بعمله الأخير ،رغم أنه كان له الفضل في نجاح و دعم المهرجان من خلال أفلامه و حضوره في ندواته و برامجه .و في أخر أيام الراحل لم يلتف إليه مهرجان تطوان .بل سقطوا في خطأ كبير من خلال فيلم « لامورا « الذي كان مبرمحا ضمن مسابقات المهرجان ،قبل أن يتم سحبه لأسباب غير معروفة .
كما أن رحيله صادف تنظيم إحدى نسخ المهرجان حيث لم يتم ذكر اسمه و لا قراءة الفاتحة على روحه .علما أن فيلمه الأخير شارك في مهرجانات دولية و فاز بجوائز عديدة و تمت الإشادة به من طرف مخرجين عالميين .
p .بالمقابل دأبت على حضور أنشطة اجتماعية و ثقافية و دعمها، ما هو الدافع وراء هذه المبادرات سيما و أن هناك من يرى ذلك مجرد دعاية للفنان ؟ .
n شخصيا أحرص دائما على التواجد ضمن أي عمل خيري و إنساني وتضامني ،لأن مثل هاته المبادرات تتجاوز مجرد العطاء ،بل تقدم العديد من المزايا العاطفية و المعنوية و يزيد من إحساس الفنان بالمسؤولية المجتمعية اتجاه الأفراد .
كما أن انخراط الفنان في العمل الخيري هو فرصة لنا جميعا لتعزيز أواصر اجتماعية و ثقافية ،و الإسهام في خلق مجتمع متضامن،سيما و أن الفنان له تأثير بليغ من خلال ملامسة قلوب الناس .
p .السينما المغربية تعاني من عدة إشكالات تحول دون تحقيق تلك النقلة النوعية في مسارها ،و بالتالي تحويلها لصناعة سينمائية حقيقية كيف يبدو لك هذا الأمر ؟
n محتاجون في الحقيقة لمؤسسات تجارية و تقنية للمساهمة في عملية إنتاج الأفلام و لأشخاص يؤمنون أن السينما استثمار .وأن يكون هناك شركات الإنتاج و استديوهات الأفلام و التصوير السينمائي و التوزيع مع مخرجين و كتاب سيناريو، لأن الصناعة السينمائية تعتمد على وجود هاته المؤسسات و الآليات .
فلا يمكن أن نحقق نقلة نوعية في مسار السينما المغربية بإنتاج 15أو 20 فيلما في السنة، فالسينما أصبحت حاليا مرتبطة بالاقتصاد و السياحة و الثقافة ،وهي صورة يجب اعتمادها بشكل أساسي للترويج السياحي ،فتركيا لديها سياحة رائدة بفضل الإنتاج السينمائي و الدرامي .
و أعتقد أنه حان الوقت لإعادة النظر في كل هذا ،عبر تشجيع الشركات الراغبة في الإنتاج السينمائي و تبسيط المساطر و تخفيف الإجراءات اتجاهها .
شخصيا ،كانت لدي فرصة للولوج لعميلة الإنتاج السينمائي، لكن وجدت صعوبة كبيرة في ذلك ..
p .ماذا عن مشاريعك الفنية المستقبلية و متى سنشاهد فرح الفاسي في أعمال درامية وسينمائية أخرى ؟.
n لدي أعمال سينمائية خارج المغرب من بطولتي ،و هناك مسرحية أشتغل عليها بالإضافة إلى مسلسلات سيتم الشروع في تصويرها في القريب العاجل. لا أريد أن أغوص في تفاصيل هاته المشاريع ،بحكم أن هناك أعمالا لم أوقع العقد بخصوصها .
في الأخير أشكر جزيل الشكر جريدة الإتحاد الإشتراكي على مواكبتها لمسيرتي الفنية ،حيث أتذكر أول حوار أجريته في بدايتي الفنية كان لهاته الجريدة التي أعتز بها كثيرا .