المهرجان الدولي لفن الفيديو للدارالبيضاء: يستمر لسنته الـ 27 بنفس جديد ومكونات حديثة ليجعل من الدارالبيضاء عاصمة جامعية رقمية ذكية بامتياز

عاشت مدينة الدارالبيضاء منذ الثلاثاء 23 نونبر وإلى غاية يومه السبت 27 منه، على إيقاع فعاليات الدورة 27 للمهرجان الدولي لفن الفيديو تحت شعار «أجسام في اغتماس».
وقد تميزت هاته الدورة من المهرجان الذي خطى خطوات كبيرة وأصبح يعد أبرز تظاهرة فنية في إفريقيا وفي العالم العربي تعنى بفن الفيديو والفنون الرقمية، بكونها ركزت على الكبيك كضيف شرف.
وشهدت ردهات إحدى قاعات مؤسسة الفنون الحية، مساء يوم الثلاثاء، الحفل الإفتتاحي الرسمي الذي حضره عدد من المسؤولين من المغرب ومن خارج المغرب فضلا عن رئيس المهرجان وعمدة كلية بنمسيك السيد عبد القادر كنكاي والمدير الفني للمهرجان السيد سداتي وممثل الكبيك بالرباط وغيرهم من الطلبة والشركاء والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.
كما احتضن مساء نفس اليوم فضاء المركب الثقافي الفرنسي، حفلا فنيا من أداء الفنانين أحلام المرسلي ووجدي كاكي، الذي أثار الحاضرين بروعته وتقنياته الفنية والرقمية، مما جعله يحصد تصفيقات جمة من طرف الحاضرين.
خلال الحفل الرسمي قدم عميدا كلية بنمسيك وجامعة الحسن الثاني كلمتهما فضلا عن ممثلي الكبيك. وكانت المفاجأة عندما تم تكريم المهرجان من طرف أحد الشركاء، في شخص السداتي مديره الفني بحيث قدم له أحد الحاضرين هدية رمزية عبارة عن رداء لأحد فناني الفيديو من الرواد الكوريين يدعى «نام جوم بيك» وبالتالي كانت رسالة تعكس الرغبة في استمرارية هاته التظاهرة على أرض القارة الإفريقية في انتظار تقديمها كهدية لمن سيحمل المشعل، مستقبلا، في العالم.
وللإجابة عن بعض الأسئلة تتعلق باستمرارية المهرجان ومدى تميز دورته وحول مواكبة المغرب للمجال الرقمي، خصنا عبد القادر كنكاي بحديث حصري، وأكد أن هاته الدورة تعرف توجها خاصا للمهرجان، فاللجنة المنظمة بعد مرور 27 سنة، ارتأت أن تقف وقفة تفكير وتأمل لمستقبل هذا المهرجان على ضوء المستجدات التي يعرفها العالم في مجال العلوم الرقمية والتطورات الرقمية التي يعتبر المغرب من الدول الرائدة فيها.
ولهذا السبب، أضاف كنكاي، تم دعوة الكبيك كشريك أول للمهرجان لأنه كان حاضرا منذ بداياته، ولأنه ثانيا، يعد من الدول الرائدة في مجال العلوم الرقمية سواء داخل الجامعات أو في الممارسات الفنية والإبداعية بكل أنواعها، خاصة وأن إدارة المهرجان، في إطار تأملها، ارتأت التوجه إلى مستقبل المهرجان بالأخذ بنقطتين أساسيتين:
أولا التبئير أو ال»فوكوس»على دولة أو مدرسة أو اتجاه..معينين… وبالتالي قامت هاته السنة ببوأرة الفنانين والجامعيين والفاعلين الذين يشتغلون في المجال الرقمي فاستقبلت 40 كنديا كبيكيا من مختلف التوجهات: جامعين وفنانين وأكادميين والشباب والطلبة الدكاترة..، قصد أخذ الصورة الحقيقية لمختلف التيارات التي يعرفها المجال الرقمي في كندا الذي لايختلف اختلافا كبيرا عن بعض المستجدات التي يعرفها المغرب.
وثانيا، إضافة مكون جديد لفعاليات المهرجان، هو مكون اللقاءات الفنية المهنية، الذي انضاف إلى المكونات الأخرى التي دأب المهرجان على الاهتمام بها: المكون الفني المتعلق بالعروض والمكون البيداغوجي المتمثل في الورشات والماستركلاس وكلها تكوينية نظرا لارتباط المهرجان بالجامعة التي يعد توجهها طبعا أكاديميا والمكون العلمي حيث أن كل دورة لها محور وهذا المحور يكون موضوع ندوة علمية. ونتيجة هاته الإضافة يستردف عميد كلية بنمسيك، مفسرا، هو تخصيص يوم من المهرجان لخلق اجتماع ما بين مجموعة من الكنديين الكيبيكيين والمغاربة المهتمين بالمجال الرقمي من أجل تبادل التجارب والخبرات و التفكير معا في مشاريع مشتركة وخلق إمكانيات الإنتاج المشترك.
بالنسبة لعبد القادر كنكاي، فإن هاته التظاهرة قطعت مرحلة من عمرها، لكن بينت عن نضجها ولم تقف على ما سارت عليه منذ سنوات، بالرغم من كون المرحلة السابقة التي هي مرحلة فن الفيديو،عرفت أهمية كبرى حينها والذي كان في بداياته من الصعوبة التعريف به و أن يوجد له جمهورا نظرا لكونه كان فن النخبة. لكن المهرجان حاليا، بحكم تجربته تابع التطورات فدخل مع ما يدخله المغرب وما يدخله العالم من عمق في هذا المجال الإفتراضي الكبير وحاول أن يعكس تطور المغرب في الدراسات والبحوث وأيضا في الإذاعات الرقمية، وقد أظهرت تجربة أزمة كورونا ما لهذا المجال من أهمية للمغرب وكيف قام باستغلاله للمجال الرقمي بالطريقة الصحيحة التي كانت لها نتائج محمودة، والمهرجان وجه من وجوه هاته الإيجابية .
وأصر رئيس المهرجان على أن يشير بأنه فضلا عن كل ما سبق، فمن جهة أخرى إن الدارالبيضاء، التي يحمل المهرجان الدولي لفن الفيديو للدارالبيضاء اسمها، هي حقيقة شهيرة بكونها عاصمة إقتصادية، ولكنها هي أيضا عاصمة جامعية وعاصمة رقمية يعمل عدة مسؤولين بها على تنفيذ مشروع المدينة الذكية حيث تتواجد الجامعة الذكية وحاليا هناك المهرجان الذكي، الذي سيعطي الصورة الحقيقية لما وصل إليه المغرب في مجال الدراسات الافتراضية أو الرقمية وهذا له أهميته الكبرى. واسترسل قائلا بأنه عندما يتم دعوة دولة لها باع في مجال الرقميات لمواجهتها مع مؤسسات مغربية، فلكون إدارة المهرجان، لها الثقة الكاملة أن هناك تشابها واجتهادات مشتركة ما بين الجانبين التي تؤهلهما لوضع مشاريع مشتركة.
وأضاف كنكاي، أن الجائحة أوقفت السنة الماضية عدة أنشطة، لكنها لم تمنع المهرجان من الاستمرار وبالتالي تم تنظيم الدورة السابقة للتأكيد أن المهرجان حي وقابل لهذا التحدي وأن هناك إرادة للفاعلين فيه ووعي بأهمية المهرجان، ليس فقط كفاعل ثقافي بل أيضا كفاعل تنموي يعمل على تنمية الأفكار وتنمية طاقات الشباب وقد مرت تلك الدورة بنجاح حيث عرفت كل الأنشطة من إبداعات وورشات وغيرها، التي كانت كلها عن بعد، بل وصلت لجمهور واسع متواجد بكل بقاع المعمور.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 27/11/2021