أسدل الستار يوم الأحد 17 نونبر على النسخة الأولى للمهرجان الدولي للفنون الرقمية بمدينة خريبكة، والذي انطلق في الفترة الممتدة ما بين 13 و 17 نونبر الجاري، وذلك بشراكة مع مؤسسة 1337 والمعهد الفرنسي وشركة لوزين وشركة إيبسون الشريك التكنولوجي للمهرجان.
كان لساكنة خريبكة بالمكتبة الوسائطية في ذلك اليوم الأخير، موعد مع لحظات متميزة في الفنون الرقمية، حيث تم تقديم عرض رائع في قبة اغتماسية مستديرة ومظلمة، مكنت المدعوين وعددهم خمسون من رحلة رقمية عبر الفضاء لمدة خمسين دقيقة، بعدها احتضنت مؤسسة 1337 عرضا مبهرا بالروبو للفنان الياباني ناويوكي تاناكا.
وفي المساء تم إسدال الستار على الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفنون الرقمية، بعرض كوريغرافي يحمل عنوان “مرايا الروح”، من أداء الفنانين أحلام المورسلي ووجدي كاكي وجان مارك ماتوس، أما الفن الرقمي فكان لأرنولد كورسيل، خلف انطباعا جيدا لدى الجمهور الحاضر الذي صفق له كثيرا.
خمسة أيام عاشها سكان مدينة خريبكة على إيقاع عروض رقمية، شملت العديد من الفقرات الفنية كالرقص الكوريغرافي والمابينغ على واجهة البنايات، بالإضافة إلى أنشطة أخرى موازية كالورشات والندوات ومعارض فوتوغرافية.. ساهم في تحقيقها مختصون مغاربة وأجانب، حيث شاركوا بإبداعاتهم وتبادلوا التجارب والأفكار فيما بينهم بحضور عدد كبير من الطلبة الشباب الذين وجدوا ضالتهم في المهرجان الدولي للفنون الرقمية، وتفاعلوا مع أطواره وعروضه بشكل إيجابي.
وعلى مدى أيام المهرجان، تم تخصيص رواق بإحدى صالات مؤسسة 1337 للمعرض الفوتوغرافي الرقمي للمبدعين المغربيين حسن لحرش ويوسف نضام، أثار انتباه المتتبعين للفقرات الفنية للمهرجان، حيث تناولت موضوع الطبيعة والمناخ، بالإضافة إلى موضوع الموسيقى لشخصيات معروفة في تاريخ الفن الأمازيغي والعربي..
كما تناول المعرض أيضا صورا رقمية لمدينة الدار البيضاء، باعتبار أن صاحبها الفنان حسن لحرش واحد من أبنائها، وكذلك صورة تختزل تاريخ مدينة خريبكة من العهد الطباشيري إلى اليوم.
وللتعريف بالمهرجان الدولي للفنون الرقمية كتجربة رائدة بالمغرب، كان لابد من التذكير بالندوة الصحفية التي عقدتها اللجنة المنظمة يوم الافتتاح الأربعاء 13 نونبر برحاب المؤسسة التعليمية “1337”، التي ضمت كل من المدير الفني عبد المجيد سداتي ومدير المهرجان لحسن البوهالي والمسؤول عن العلاقات العامة يونس بوطهير، الذي كشف للحضور عن برامج ترمي حسب قوله، إلى ترسيخ ثقافة الفن الرقمي بمنطقة خريبكة والنواحي، من خلال فقرات فنية وثقافية غنية وممتعة.
من جهة أخرى، أكد مدير المهرجان إلى أن التكنولوجيا فرضت الصناعة الثقافية والإبداعية الرقمية، التي تمثل حاليا نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي في الدول الغربية، والاعتماد عليها أصبح أمرا حتميا، وبالتالي أضحت هذه التكنولوجيا واقعا يشكل تحديا بالنسبة للمغرب الذي يشهد تطورا على جميع المستويات.
في السياق ذاته، ضرب البوهالي مثلا بفرنسا التي تفوق فيها الصناعة الثقافية والإبداعية صناعة السيارات بسبع مرات، مما يبرز أهمية الصناعة والثقافة في عصرنا الحالي.
ودعا المتدخلون الثلاثة إلى ضرورة تشجيع الصناعة الرقمية في المجال الثقافي والفني بمدينة خريبكة والنواحي للإسهام في مخطط التنمية المستدامة، باعتبارها رافعة اقتصادية واجتماعية وحضارية أيضا، خاصة أن نسبة الشباب المبدعين والمهتمين بهذا المجال في تزايد مستمر بمنطقة غنية بثرواتها، لكنها تعرف ركودا اقتصاديا وسياحيا..
وأضاف عبد المجيد سداتي أن المنظمين تحذوهم إرادة عالية لنجاح هذه التجربة محليا ووطنيا ودوليا، خاصة أن المدينة تتوفر على بنية تحتية جد مهمة ستمكن المنظمين من توطين المهرجان وضمان استمراريته، مضيفا أن الغاية من المهرجان هو خلق صناعة رقمية بمدينة الفوسفاط والنواحي، والعمل على ترويجها في أوساط الشباب حتى يستفيد الجميع من هذه التقنية التي قد تساهم مستقبلا في خلق فرص للشغل من جهة، وتمكن كذلك من مواكبة التطور الرقمي الحاصل في العالم.