خلف القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس الأسبق دونالد ترامب يوم 10/12/2020 والقاضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على صحرائها، جملة من ردود الفعل المتباينة والمتناقضة ، والتي تراوحت في التعبير عن نفسها بين التأييد المفرط حد الحماسة ودون التأصيل من لدن بعض المحللين لهذا القرار، و بين رد الفعل المستخف و المبخس لقيمة قرار الاعتراف مادام تم ربطه ميكانيكيا بعودة العلاقات المغربية-الإسرائيلية، وبين رد الفعل المعارض و الرافض والذي عبرت عنه كل من الجزائر وحليفتها “جبهة البوليساريو” و الهيئات والمنظمات التابعة لهما، مضمنين موقفهم بدعوة الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب جو بايدن بالتراجع عنه.
إن الوقوف عند هذه الردود جمعاء، تجعل أي متتبع حصيف يستنبط -من الوهلة الأولى، مدى القصور والعجز عن فهم السياق العام الذي جاء فيه القرار الأمريكي بخصوص قضية الصحراء ، ما دامت تغفل عن وعي أو دون إدراك المسار التراكمي والتصاعدي للموقف الأمريكي، من لحظة دعم المشروع المغربي للحكم الذاتي إلى الاعتراف الكامل بالسيادة المغرب على صحرائه، ف ” الإدارات الأمريكية المتعاقبة قدَّمت جميعها الدعم للحكم الذاتي باعتباره حلاً لهذا النزاع الإقليمي” ، منذ حكومة جورج والكر بوش مرورا بالرئيس باراك أوباما وصولا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
من خلال هذا المسار، يمكننا استقراء الموقف الذي ستتخذه الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن. وبالتالي يكون استحضار هذا المسار وأهم محطاته عاملا حاسما لفهم قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
لقد شكل الخطاب الملكي بمدينة العيون قلب الصحراء، يوم 25 مارس 2006، محطة مفصلية في تاريخ معالجة الدولة المغربية لقضية الصحراء، حيث تمحور هذا الحدث البارز في الإعلان الرسمي والميداني، لتدشين مسار بلورة مشروع الحكم الذاتي عبر آلية إشراكيه للساكنة الصحراوية في المساهمة المباشرة في عملية بناء تصور شامل حول الحكم الذاتي، تمثلت في تأسيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية كمؤسسة تمثيلية استشارية أنيطت بها مهمة بلورة المقترح المغربي.
هذه المحطة المفصلية واكبتها لاحقا تطورات وتحولات في مواقف العديد من الفاعلين في المنتظم الدولي، من أهمها التحول الواضح والتفاعلي للموقف الأمريكي سواء من خلال معاهد دراساته الاستراتيجية أو من خلال مواقف الفاعلين السياسيين البارزين في الحزبين الجمهوري و الديمقراطي وصولا إلى التحول العام في رؤية الإدارة الأمريكية الثابتة للمنطقة المغاربية برمتها ومن ضمنها المغرب ونزاعه .
في هذا المقال، سيتم التركيز على جرد تطورات الموقف الأمريكي بخصوص قضية الصحراء منذ 2006 إلى اليوم، مع تقديم ملاحظات وخلاصات، تمكينا للباحثين والمتتبعين من معطيات و مواقف أعتبرها أساسية في التعمق و التأسيس لأي بحث في هذا الموضوع.
و من جهة، حتى يفهم أي متتبع لملف النزاع مؤيدا كان أو معارضا، أننا أمام قرار نهائي لدولة عظمى دوليا وملمة بحيثيات النزاع ، ومن جهة ثانية حتى تعطى المكانة الحقيقية للدبلوماسية المغربية التي استطاعت تدبير ملف قضية الصحراء تدبيرا دبلوماسيا ناجحا ، اعتمدت على النهج الهجومي والتفاعلي الرزين والحكيم ، وفي نفس الوقت استطاعت أن تبني دبلوماسية التوازن سواء في علاقتها مع القوى العظمى و داخل المنظمات الدولية والقارية، كما في علاقتها بالنزاعات الظرفية على المستوى الدولي والإقليمي، مما خول لها القدرة و المكانة في لعب أدوار الوساطة الناجحة والموضوعية، من أجل حل القضايا العالقة بين الأطراف المتنازعة وبالخصوص في المسألة الليبية.
وفيما يلي، جرد كرونولوجي للمواقف الامريكية:
31/05/2006 – السفير الأمريكي السيد طوماس رايلي يجري مباحثات مع رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد بمقر المجلس، تركزت على دلالات التركيبة البشرية للمجلس والمنهجية التي ستتبع في تحقيق الأهداف التي حددها الظهير الملكي. وفي نهاية اللقاء، صرح السفير لوسائل الإعلام المغربية المرئية والمكتوبة، بأن هذا اللقاء كان ” مناسبة لتبادل وجهات النظر بشكل جد صريح ومهم وودي”.
25/09/2006 إلى 28 منه: زيارة وفد عن المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية لواشنطن، أجرى خلالها سلسلة من المباحثات مع مسؤولين سياسيين أمريكيين بالبيت الأبيض وأعضاء من غرفتي الكونغرس الأمريكي، ومسؤولي عدد من المؤسسات، والمنظمات غير الحكومية التي يوجد مقرها بواشنطن، بالإضافة إلى المشاركة في مائدة مستديرة بجامعة جورج تاون.
وأثناء هذه الزيارة، التقى المجلس الملكي بمقر الكونغرس مع أعضاء من مجلس النواب وأعضاء من جمعية ” موروكو كوكيس ” بالكونغرس، حيث تم إبراز الطابع الديموقراطي المتميز لمقترح الحكم الذاتي سواء على المستوى العربي أو الإفريقي أو المغاربي.
وحضر هذا اللقاء لينكولن دياز بالارت رئيس “موروكو كوكيس” وفيليب انغليش وايليانا روزليتنين وداريل إيسا وراي لاهود وثادوكس ماكوتر وروبين هايس وميليسا هاست وجيف فورتينبيري وماريو دياز بلارات وجيوف دافيس.
وأثناء هذا اللقاء، اعتبر السيد فيليب انغليش المقترح الملكي بكونه ” مساهمة متميزة في حل قضية الصحراء”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أكدت السيدة اليانا روز ليتينين وهي ممثلة ولاية فلوريدا وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس أن ” مقترح الحكم الذاتي يتطابق والمبادئ التي تعمل الولايات المتحدة على نشرها”. وأنهم ” سيواصلون العمل من أجل مساعدة المغرب على حل قضية الصحراء “.
من جهة أخرى، التقى وفد المجلس بالسيناتور ريشارد لوغر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، وأجرى محادثات مع النائبين جيم كولب رئيس لجينة الميزانية الموجهة للعمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، الذي عبر عن دعمه «لاتفاقيات التبادل الحر الموقعة مع المغرب الذي يمثل نموذجا للتسامح والحداثة في العالم العربي “، كما أجرى المجلس محادثات مع وايد رويس عضو لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب والرئيس السابق للجنة افريقيا بمجلس النواب.
و أجرى وفد المجلس مباحثات بالبيت الأبيض مع السيد إيليوت أبرامس، المستشار المساعد للرئيس بالمجلس الوطني للأمن المكلف بالشرق الأوسط وبالإستراتيجية من أجل الديمقراطية الشاملة، ومع السيد غوردون غراي نائب كاتب الدولة المساعد للشرق الأوسط المكلف بالمغرب العربي، وحضر هذا اللقاء كل من السيدة مايك دوران، المديرة المركزية للشرق الأوسط بالمجلس الوطني للأمن، والسيد نيكولا رامشار، مدير منطقة الشرق الأوسط المكلف بالمغرب العربي بالمجلس الوطني للأمن، والسيد روبير إيوينغ المسؤول عن مكتب المغرب بوزارة الخارجية، وتوماس رايلي، سفير الولايات المتحدة بالمغرب، وعزيز مكوار سفير المغرب بالولايات المتحدة.
وعقد الوفد جلسة عمل مع السيد جون ألتيرمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتجية الدولية. و لقاء عمل مع توم لانتوس، عضو لجنة العلاقات الدولية ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالكونغرس، بحضور السادة: ألان ماكوفسكي موظف سام وعضو لجنة علاقات الدولية ،هانس جواكيم هوغريف موظف سام ومدير لجنة حقوق الإنسان.
وأكد السيد لانتوس أن موقفه من مشروع الحكم الذاتي مرتبط بإطلاعه على نص المشروع.
وأجرى المجلس لقاءً مع السيد جورج ميك، عضو الكونغرس الأمريكي، الذي أعرب عن اهتمام جميع أعضاء الكونغرس بهذا النزاع .
14-02-2007: المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ليسلي فيليبس، تعرب عن تقدير الولايات المتحدة للخطة التي أطلقها المغرب، وتثمينها للجهود التي تقوم بها المملكة، لإيجاد حل واقعي وقابل للتحقق لقضية الصحراء، كما أوضحت السيدة ليسلي فيليبس أن السيد نيكولا بورنز مساعد كاتب الدولة في الشؤون السياسية ” التقى وفدا وزاريا رفيع المستوى لمناقشة جهود المغرب، بهدف إعداد مقترح ذي مصداقية يروم المساعدة على تسوية نزاع الصحراء الغربية “. وأضافت المسؤولة الأمريكية أن ” مساعد كاتب الدولة شكر الوفد المغربي لزيارته إلى واشنطن ولتقديم أفكار تتعلق بهذا المشروع، داعيا الحكومة المغربية إلى استكمال مسلسل الإعداد والمشاورات، كما هو مقرر، ووصف الأفكار و التوضيحات التي قدمها الوفد الوزاري ب”الواعدة “. ويتكون الوفد المغربي الذي زار واشنطن لإطلاع المسؤولين الأمريكيين على تقدم مشروع مقترح منح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية، من السادة شكيب بنموسى وزير الداخلية، والطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، وفؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب في الداخلية ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للمديرية العامة للدراسات والمستندات.
16/03/2007: زيارة ممثلين عن المجلس اليهودي الأمريكي بقيادة رئيسه الشرفي السيد بروس رامر للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية حيث اجرى مباحثات مع الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد ماء العينين بنخليهن ماء العينين. و صرح رئيس الوفد بعد نهاية هذا للقاء لوسائل الاعلام االمغربية أنهم ” مهتمون بملف الصحراء، ونتفهم أن المسألة ليست سهلة، وما يمكنني قوله هو أنني أرجو، كما يرجو المغاربة ، أن يتم إيجاد حل سريع لهذه القضية بطريقة تضمن السلامة والأمن لجميع الأطراف”.
24-04-2007 : صرح عضو الكونغرس الأمريكي لينكولن داياز بالارات عن ولاية فلوريدا، إن المبادرة المغربية لمنح حكم ذاتي للصحراء تشكل “فرصة تاريخية للتسوية النهائية” لقضية الصحراء .
و دعا عضو الكونغرس المنتظم الدولي إلى تقديم “دعم ديبلوماسي للمغرب”، مشددا على أن المبادرة المغربية لن تكون “مفيدة للمغرب ومنطقة الصحراء فقط بل أيضا لمجموع المغرب العربي “.
27/04/2007 : وجه حوالي 170 عضوا بمجلس النواب الأمريكي يمثلون الحزبين الجمهوري والديمقراطي رسالة إلى الرئيس الأمريكي جورج والكر بوش، يطالبونه فيها ب “رعاية ” مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، معتبرين أن هذه المبادرة “واعدة” و”تاريخية” و”مجددة” و””توفر إطارا واقعيا من أجل حل سياسي متفاوض بشأنه” لنزاع الصحراء.
و أن مقترح الحكم الذاتي المغربي يشكل فرصة تاريخية بالنسبة للولايات المتحدة من أجل المساعدة على تسوية هذا المشكل وإرساء مستقبل أفضل للمنطقة بأسرها”، مناشدين الرئيس “رعاية هذه المبادرة المغربية الواعدة” حتى تنال التقدير الضروري “للتوصل إلى موافقة دولية على هذه المبادرة”، و أن “المقترح المغربي الجديد يوفر إطارا واقعيا من أجل إيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه والذي يظل الوسيلة المثلى لتأمين سلام دائم بالنسبة للأطراف”، مؤكدين أن “للولايات المتحدة مصلحة كبرى في ما يخص الأمن القومي تتعلق باستقرار شمال إفريقيا ورفاهها الاقتصادي”،مضيفين أنه “مع توسيع (تنظيم) القاعدة وجماعات إرهابية أخرى لوجودها في شمال إفريقيا ينتابنا القلق من أن عدم تسوية هذا النزاع المستمر منذ أكثر من30 عاما يشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة والأمن الإقليمي، كما يعرقل الاندماج الاقتصادي لاتحاد المغرب العربي”.
28/06/2007 : تأكيد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى السيد ديفيد ويلش، أن المقترح المغربي للحكم الذاتي، الهادف إلى تسوية نزاع الصحراء، والذي تعتبره واشنطن “جديا ويتمتع بالمصداقية”، يمثل “أساسا جيدا للمفاوضات المباشرة بين الأطراف”.
وقال ويلش في تصريحات أوردها مقال تغطية نشره موقع (يو إس أنفو) على الانترنيت، لوزارة الخارجية الأمريكية، “إننا نعتبر أن المقترح القاضي بمنح حكم ذاتي حقيقي للصحراء الغربية جديا ويتمتع بالمصداقية”. ولاحظ المسؤول الأمريكي، خلال جلسة استماع نظمتها لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس حول السياسة الأمريكية بشمال إفريقيا، أن المقترح المغربي “يتضمن الكثير من العناصر التي من شأنها إغناء النقاش”، مؤكدا أن هذا المقترح يتيح “إمكانية التقدم إلى الامام”.
7/06/2007 : دعا 15 مسؤولا أمريكيا ساميا سابقا الرئيس جورج بوش إلى مواصلة التعاون مع المغرب من أجل تسوية قضية الصحراء، مؤكدين أن التزام المغرب في هذا السياق يستحق دعم المجتمع الدولي.
ودعا المسؤولون السابقون في رسالتهم، ومن بينهم كاتبة الدولة السابقة مادلين أولبرايت ووزراء الدفاع فراك تشارلز كارلوتشي والتجارة ميكي كانتر والطاقة هازل أوليري، الرئيس الأمريكي، “إلى مواصلة هذا التعاون في الأشهر المقبلة الحساسة في الوقت الذي ستنطلق فيه المفاوضات” .
واعتبر هؤلاء المسؤولون السامون، الذين شغلوا مناصب خلال أربع فترات رئاسية متتالية سواء الديمقراطية أو الجمهورية، أن عدم تسوية هذه القضية ” يهدد الاستقرار الدولي، ويهدد حربنا ضد الإرهاب ويعرقل جهودنا من أجل الاندماج الاقتصادي في المنطقة “، مبرزين أن “التزام المغرب يستحق دعم المجتمع الدولي”.
وسجلوا أن ” الانخراط الأمريكي كفيل بتوفير إمكانية إيجاد حل لهذه القضية التي طال أمدها وتجديد تأكيد دعمنا لسلم واقعي ودائم بشمال إفريقيا”.
وبعد أن أشادوا بالمبادرة المغربية بشأن التفاوض من أجل تخويل الصحراء حكما ذاتيا ، التي وصفوها ب” الحل السياسي ذي مصداقية” تأكيدا لما جاء به القرار الأممي 1754، أشار المسؤولون إلى أن ” على جيران المغرب أن يتحملوا مسؤولياتهم ويساهموا في إنجاح هذه المفاوضات”.
و ذكروا في رسالتهم، بأن المغرب كان أول بلد يعترف بالولايات المتحدة الأمريكية سنة1777 ، وأن المملكة “حليف تاريخي ومؤتمن” بالنسبة للولايات المتحدة .
ومن بين الموقعين كذلك، السادة ويسلي كلارك القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي، وطوماس. بيكرين مساعد كاتب الدولة السابق في الشؤون السياسية، ومارتن إنديك المساعد السابق لكاتب الدولة لمكتب الشرق الأوسط، وإدوارد والكر المساعد السابق لكاتب الدولة في شؤون الشرق الأوسط، ودوف زخايم مساعد سابق لوزير الدفاع ، وبيتر .دابليو. رودمان مساعد سابق لوزير الدفاع المكلف بشؤون الأمن الدولي، وليون فويرث مستشار سابق في الأمن القومي لنائب الرئيس السابق آل غور، والسيدان ميكاييل أوسري وفريدريك فريلاند السفيران الأسبقان للولايات المتحدة في المغرب ومسؤولون سامون في الحكومة، بالإضافة إلى أعضاء سابقين في الكونغرس لهم تأثير كبير كابن غيلمان (عن الحزب الجمهوري الذي ترأس لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب ) ، وتوماس داشل سيناتور سابق وزعيم الأغلبية الديمقراطية .
13/06/2007 : تصريح مساعد كاتبة الدولة الأمريكية في الشؤون الخارجية السيد نيكولا بورنز أن الحكومتين المغربية والأمريكية أجرتا “الكثير من المباحثات” حول المبادرة المغربية للتفاوض بشأن منح الصحراء حكما ذاتيا وأن “مواقفهما أصبحت الآن جد متقاربة”، في معرض حديثه في مؤتمر صحافي نظمه النادي الأوروبي الأمريكي للصحافة بباريس.
3/08/2007: تصريح المساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، السيد توم كايسي، خلال ندوة صحافية عقدتها الصحافة الأجنبية المعتمدة بواشنطن أن “هناك إمكانية معقولة للتوصل إلى تسوية” لقضية الصحراء، مؤكدا في هذا الصدد أهمية الجولة الثانية من المفاوضات حول هذه القضية التي من المقرر أن تنعقد خلال شهر غشت 2007 بمانهاست في نيويورك، و ذكر بأن مساعد كاتب الدولة في الشؤون السياسية، السيد نيكولا بورنز، كان قد وصف المقترح المغربي للتفاوض بشأن تخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا ب” الجاد وذي المصداقية”.
15/08/2007: تصريح السيد الناطق باسم الخارجية الأمريكية سين ماكور ماك “نعتقد أن حكما ذاتيا موسعا هو الطريق الواعد والواقعي، وأن المبادرة المغربية تشكل إطارا واقعيا للمفاوضات”.
03/09/2007: البحث الذي أعده معهد الأمريكي للأبحاث في السياسات الخارجية، بإشراف الخبير مايكل رادو حول نزاع الصحراء، حيث أقر البحث أن “الصحراء المتمتعة بالحكم الذاتي وجزءا لا يتجزأ من المغرب، هو الحل الوحيد المعقول لملف الصحراء الغربية، وهو أيضا الحل الأكثر نجاعة من وجهة النظر الجيوسياسية الدولية.”وجاء في البحث كذلك “إلى متى ستظل الجزائر تصبو إلى تحقيق أهدافها الغير القابلة للتحقيق في المنطقة مثل الحصول على منفذ إلى المحيط الأطلسي، على حساب أمنها الوطني الذي يتطلب تعاونا مع جارها المغرب؟ علما بأن الجزائر لا تزال تحت تهديد الإسلاميين، كما أنها لا تتمتع بالدعم السياسي حتى من قبل المعسكر السوفياتي السابق ولا من قبل حركة عدم الانحياز”.
واعتبر البحث أن استمرار ملف نزاع الصحراء في الأجندة الدولية يشكل إحدى مخلفات الحرب الباردة المدعومة بحسابات الهيمنة الجزائرية، مع العلم أن تعاونا وطيدا بين الجزائر والرباط لمواجهة التهديدات الإرهابية من شأنه أن يكون في صالح البلدين.
وأضاف البحث أن الولايات المتحدة لمرحلة ما بعد 11 شتنبر ترى أن بؤرة جهادية أخرى في إفريقيا، تضاف إلى منطقة الساحل والصومال، تشكل تهديدا “خطيرا يكفي لتبرير ضغوطات واشنطن في اتجاه حل نهائي لمسألة الصحراء”. وأن «كيانا مستقلا وضعيفا في محيط خطير قد يشكل أرضية ملائمة تمكن الإسلاميين من إحداث قواعد في منطقة الساحل من شأنها أن تشكل تهديدا إضافيا للمنطقة برمتها”. وينبه البحث إلى أن احتمالا من هذا النوع يوازي خلق “صومال آخر في أقصى غرب الصحراء”.
14/01/2008: تصريح المساعد الناطق باسم وزارة الخارجية السيد طوم كازي ” نعتبر أن المقترح المغربي القاضي بمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا حقيقيا، يتيح خيارا جادا وذا مصداقية، ونأمل أن ينخرط “البوليساريو” في المباحثات على أساس هذا المقترح، كنقطة انطلاق واقعية قد تؤدي إلى تسوية هذا النزاع”، في معرض رده على سؤال بخصوص الجولة الثالثة للمفاوضات التي جرت تحت إشراف الأمم المتحدة في مانهاست (ضاحية نيويورك).
26/02/2008: تأكيد السيد دافيد والش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية المكلف بالشرق الأوسط، أن المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء” يتيح فرصة جديدة”.
24/03/2008 : دعوة الولايات المتحدة الأمريكية غداة الجولة الرابعة من مفاوضات منهاست إلى مواصلة محادثات حقيقية وجوهرية من أجل التوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء، مقبول من جميع الأطراف.
وأكدت السيدة جولي ريزيد، المديرة المساعدة بالمكتب المكلف بالعلاقات مع الصحافة بوزارة الخارجية الأمريكية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الولايات المتحدة تشيد بتباحث الأطراف حول” قضايا موضوعاتية”، و” التزامهم بمواصلة المفاوضات”.
وقالت المسؤولة الأمريكية إن الولايات المتحدة وصفت مرارا المبادرة المغربية من أجل التفاوض حول الحكم الذاتي في الصحراء” بالجدية وذات المصداقية”، معبرة عن دعمها للجهود المبذولة من طرف المغرب الرامية إلى المساعدة على تسوية هذا القضية، ومعربة عن أملها في أن تنخرط “البوليساريو” في مباحثات حول هذا المقترح” باعتباره نقطة انطلاق واقعية من شأنها أن تؤدي إلى تسوية هذا النزاع”.
20-06-2008: رسالة الرئيس الأمريكي جورج والكر بوش توصل بها جلالة الملك محمد السادس بشأن التطورات الأخيرة للقضية الوطنية ، أكد فيها الرئيس الأمريكي الموقف الوطني الواضح للولايات المتحدة الأمريكية، الذي يعتبر أن حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية، يعد الحل الوحيد الممكن للنزاع المرتبط بالصحراء، وأن وجود دولة مستقلة بالصحراء ليس خيارا واقعيا، و أن الحكم الذاتي يشكل حلا جديا و ذا مصداقية.
25-06-2008: تجديد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر السيد روبرت فورد، موقف بلاده الداعم للمقترح المغربي الخاص بتخويل الصحراء حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة المغربية، مؤكدا على أن “تقرير المصير لا يعني بالضرورة الاستقلال”، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر السفارة الأمريكية بالجزائر العاصمة، مضيفا أن موقف الولايات المتحدة، هو أن يناقش هذا المشروع وأن “يطرح على طاولة المفاوضات المباشرة تحت قبة الأمم المتحدة”. وقال الدبلوماسي الأمريكي أيضا “إذا كانت “جبهة البوليساريو” تملك أفكارا بخصوص شكل الحكم الذاتي أو طريقة مفضلة، فما عليها إلا طرح المشروع”.
08/09/2009: تأكيد السيدة كوندوليزا رايس كاتبة الدولة في الخارجية في لقاء صحفي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري بالرباط، دعم بلادها للمفاوضات حول الصحراء، معتبرة أن هناك “أفكارا جيدة على طاولة المفاوضات”، وبالتالي “ليست هناك حاجة للعودة إلى نقطة الصفر”، في إشارة إلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي. وأضافت كاتبة الدولة الأمريكية:” نحن بصدد البحث عن حل لهذه القضية يكون مقبولا من جميع الأطراف، وأنه حان الوقت لتسوية هذا المشكل”
15/09/2008: تأكيد د شين ماك كورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في رده على سؤال لأحد الصحفيين حول قضية الصحراء، أن موقف الولايات المتحدة بهذا الخصوص متضمن في تصريح وزع على الصحافة. وقد جاء في هذا التصريح، أن” موقفنا (الولايات المتحدة) حول قضية الصحراء لم يتغير، ونعتقد أن شكلا للحكم الذاتي يحظى بقبول الطرفين هو الحل الواقعي الوحيد بالنسبة لقضية الصحراء الغربية”. وثمن المسؤول الأمريكي العمل الذي قام به المبعوث السابق بيتر فان والسوم الذي كان قد أكد أن خيار الانفصال خيار غير واقعي.
07-10-2008 : تأكيد خمسة سفراء أمريكيين سابقين بالمغرب، وهم طوماس ناصيف، وميكاييل يوسيريي، وفريدريك فريلاند، ومارك غينسبيرغ ومارغاريت تيتويلر، في مقال نشرعلى الموقع الإلكتروني “ميدل إيست تايم” ، تحت عنوان “تغيير عميق في سياسة الولايات المتحدة إزاء شمال افريقيا” أن دولة صحراوية مستقلة لا تشكل بتاتا “خيارا واقعيا” من أجل حل نزاع الصحراء، وأن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد القابل للتطبيق.
وسجلوا أن”الولايات المتحدة اضطلعت بدور هام في هذا التحول”، مشيرين إلى تصريح الحكومة الأمريكية عقب تقديم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة ، حيث أوضح السفير الأمريكي بالأمم المتحدة بأنه ينسجم مع التقييم الذي قدمه السيد والسوم، والذي يوضح فيه أن قيام دولة صحراوية مستقلة خيار غير واقعي لتسوية هذا النزاع،وأن الحل الوحيد والقابل للتطبيق هو منح حكم ذاتي حقيقي تحت السيادة المغربية.
واعتبروا أن” تنامي الأنشطة الإرهابية بالمنطقة لا يمكن القضاء عليها بشكل فعال إلا من خلال استراتيجيات عبر وطنية ترتكز على التعاون بين المغرب والجزائر”،وإن ” على الجزائر بشكل قوي دعم هذا التحول الذي طرأ على السياسة الأمريكية لدعم مصالحنا المتبادلة بالمنطقة.
يذكر أن السادة توماس ناسيف وفريديريك فريلاند ومارك جينسبرغ، ومارغريت توتويلر، قد عملوا كسفراء للولايات المتحدة بالمغرب خلال إدارة كل من رونالد ريغن وجورج بوش وبيل كلينتون والرئيس الحالي بوش على التوالي.
24-10-2008: وفي ختام لقاء مع وزير الشؤون الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، أكد مساعد كاتب الدولة الأمريكي في الشرق الأوسط والمغرب العربي ديفيد ويلش، أن الولايات المتحدة لا تشارك بشكل مباشر في المفاوضات بين المغرب و”البوليساريو” للتوصل إلى تسوية للنزاع، غير أنها تعتبر أن الاقتراح المغربي ” يجب أن يتم أخذه بعين الاعتبار بمزيد من الجدية”.
22-12-2008: تأكيد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، السيد ديفيد وولش، أن مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية هي الحل -الأرجح- من أجل تسوية قضية الصحراء، خلال لقاء له مع ممثلي بعض وسائل الإعلام المعتمدين بواشنطن على أن هناك مبادرة مغربية مطروحة على الطاولة، ونعتبر أنها مبادرة جادة ،وهي بالنسبة للولايات المتحدة الأرجح لأنها تتماشى مع مصلحة السكان الصحراويين.
واعتبر أنه يتعين على الجميع العمل في اتجاه تحسين العلاقة المغربية الجزائرية، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس بوش ستسلم للإدارة التي ستخلفها ملفا متكاملا بشأن المغرب العربي.
01-04-2009: نشر التقرير الذي كلف به الرئيس الأمريكي باراك أوباما فريقا رفيع المستوى تحت إشراف كل من ستيوارت ايزنستات وزير الدولة للزراعة سابقا ومستشار سابق للرئيس جيمي كارتر، ووليام زارتمان رئيس المعهد الأمريكي للدراسات المغاربية والمشرف الفخري الجنرال ويلسي كلارك قائد القوات الأطلسي بين 1997 و 2001 ، يتمحور حول المنطقة المغاربية.
وذكر التقرير، الذي يحمل عنوان “لماذا يكتسي المغرب العربي هذه الأهمية؟ المعاهدات والفرص والخيارات من أجل التزام أمريكي حقيقي في شمال إفريقيا”، والذي أعده كل من معهد بوتوماك للدراسات السياسية (واشنطن)، وقسم تدبير النزاعات بمعهد الدراسات الدولية المتقدمة التابع لجامعة جونس هوبكنز، والموجه إلى إدارة أوباما، بأن الموقف الأمريكي يعتبر المقترح المغربي للحكم الذاتي هو ” خيار قابل للحياة ومؤهل للتطبيق”.
وأكد التقرير الذي يعتبر أن بلدان المغرب العربي تمثل مصالح حيوية بالنسبة للولايات المتحدة سواء تعلق الأمر بالطاقة أو بضرورة القضاء على تهديد الإرهاب المتصاعد بالنسبة للأمريكيين ومصالحهم، فضلا عن الفرص الاقتصادية التي توفرها هذه المنطقة، أنه “في الوقت الذي تبحث فيه إدارة أوباما أولوياتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإنه من المهم القطع مع النظرة التي كانت تعتبر المنطقة بمثابة مجموعة من البلدان المنفصلة التي لها مصالح وطنية ثانوية بالنسبة لواشنطن.”
وأشار التقرير إلى أن دورا رياديا من هذا القبيل من طرف الولايات المتحدة سيكون مفيدا لمنطقة المغرب العربي وسيخدم مصالحها أيضا، مذكرا بأن مختلف الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الحكم، صرحت بأن الحل الوحيد القابل للتحقيق، يمكن إيجاده في إطار التوافق على الحكم الذاتي.
ويرى التقرير أن موقفا مشتركا ودعما قويا من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا واسبانيا (وإيطاليا) للحكم الذاتي، بما في ذلك تشجيع الجزائر والمغرب على الدخول في مفاوضات بفكر منفتح وايجابي والبحث عن حل مربح للجميع، سيساعد على الدخول في مفاوضات مثمرة.
ويرى التقرير أنه في نهاية المطاف، وفي حالة ما إذا لم تفلح هذه المبادرات التحفيزية، فإنه على الولايات المتحدة المضي قدما في دعم هذه المبادرة (الحكم الذاتي) بشكل مستقل، ومناشدة دول المغرب العربي أن تترك جانبا هذا المشكل والتركيز على جوانب أخرى من التعاون، كما فعلت خلال إنشاء اتحاد المغرب العربي سنة 1989.
وقد تمت مناقشة هذا التقرير واعتماده من قبل الشخصيات التالية: كاتبة الدولة السابقة في عهد إدارة الرئيس كلينتون السيدة مادلين أولبرايت، والأستاذ جونه أليكساندر مدير المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب بمعهد بوطوماك، والجنرال ويسلي كلارك، ولورن كرانر رئيس المعهد الجمهوري الدولي، وشيستر كروكر أستاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة جورج تاون، والسفير استيوارت ايزنسطاط، وجون انتيلس أستاذ العلوم السياسية بجامعة فوردام، ولوسيا غيراتو سفير سابق لدى الاتحاد الأوروبي، والسفير روبير بيليترو مساعد كاتب الدولة السابق لشؤون الشرق الأوسط، وروبين رافيل سفير سابق بتونس، وادوارد والكر سفير سابق باسرائيل ومصر والامارات العربية المتحدة، ودافيد ويلش مساعد كاتب الدولة لشؤون الشرق الأوسط سابقا وسفير سابق لدى مصر،والأستاذ ويليام زارتمان.