النواصر تواصل التحدي لتجويد معايير نظافتها

شرعت شركة «أفيردا» في أداء مهامها بإقليم النواصر بتاريخ 27 شتنبر، أي قبل يوم من توقيع العقد الرسمي، دون المرور بفترة انتقالية أو تحضيرية. وهو ما يُعد تحديا لوجستيا وإداريا كبيرا.
ورغم ذلك، فإن الملاحظات الميدانية، مدعومة بشهادات السكان، تشير إلى أن فرق “أفيردا» بدأت فعليا عمليات التنظيف والكنس قبل الموعد الرسمي، ما يعكس جاهزية واضحة وحرصا على الانطلاقة السريعة في تقديم الخدمات.
خلال جولة قامت بها الجريدة ببعض الأزقة، خاصة تلك التي كانت تُعد “نقاطا سوداء”، لاحظنا تحسنا لافتا. وأجمع عدد من المواطنين الذين التقيناهم على وجود فرق ملموس في جودة الخدمة. يقول أحد السكان: «في السابق، كنا ننتظر أياما لجمع النفايات. اليوم نرى العمال صباحا ومساء. حتى الأدوات والمركبات المستخدمة تبدو أكثر حداثة وفعالية.”
من جهتها، قالت صاحبة محل تجاري وسط دار بوعزة: «ما أعجبني هو سرعة الاستجابة للشكايات. طلبنا إضافة حاوية، وتم ذلك في أقل من 24 ساعة.» على صعيد ظروف العمل، صرح عدد من عمال النظافة بأن الوضع تحسن مقارنة بالفترة السابقة. أحدهم قال: «نتلقى أجورنا في الوقت، بل تم صرف الرواتب قبل العيد. وهذا يساعدنا كثيرا.»
وأضاف عامل آخر: «المعدات متوفرة، واللباس المهني موفَّر، وهناك مراقبة ميدانية وتواصل دائم مع المشرفين، وهو ما لم نكن نعهده في السابق مع ‘كازاتكنيك›.»
كما تحدث بعض السائقين عن استفادتهم من دورات تدريبية في السلامة الطرقية منذ التحاقهم بـ»أفيردا». رغم الانطلاق دون فترة تحضير كافية، ورغم أن استكمال الأسطول والتجهيزات لا يزال قيد التنفيذ، فإن المؤشرات الحالية تُظهر تحسنا ملحوظا: القضاء على معظم النقاط السوداء، تغطية شاملة للأحياء، وتواجد مستمر للمعدات للتدخل السريع.
من أبرز التطورات أيضا، إطلاق شركة “أفيردا» منصة رقمية خاصة تحت اسم “نواصر نقية»، تتيح للمواطنين تقديم طلباتهم وشكاياتهم وتتبعها بسهولة وفي أي وقت. وتُظهر المعطيات أن هذه المنصة تُستخدم فعليا في معالجة الشكاوى بسرعة وفعالية، مما يعزز رضا السكان.
التحول الحاصل يُبرز دينامية جديدة في تدبير قطاع النظافة، حتى وإن كان من المبكر إصدار حكم نهائي على التجربة.
من جهة أخرى، يضطلع عامل إقليم النواصر، جلال بنحيون، بدور محوري في إنجاح استراتيجية تحسين خدمات النظافة. فهو لا يكتفي بالمتابعة الإدارية، بل يقوم بزيارات ميدانية منتظمة، ويُنسق مباشرة مع الجهات المعنية لحل الإشكاليات. ويمثل عامل الإقليم حلقة الوصل بين شركة “أفيردا»، المجلس الجماعي، والسلطات المحلية، مما يُسهم في تجاوز التعقيدات الإدارية وتسريع عمليات مثل إزالة الأنقاض الناتجة عن أشغال البناء والهدم. وقد تدخلت «أفيردا» بشكل طوعي في هذا الجانب، دعما منها لجهود الجماعة في تحسين المشهد الحضري.
واليوم، وبعد مرور حوالي ثمانية أشهر على انطلاق تجربة “أفيردا» بالنواصر، تبدو المؤشرات مشجعة. فرغم أن بعض الاستثمارات لم تُستكمل بعد، فإن جودة الخدمة بدأت تفرض نفسها، وتُعيد شيئا من الثقة في قدرة المفوض الجديد على رفع تحدي النظافة بالمنطقة


الكاتب : ع. رياض

  

بتاريخ : 28/05/2025