الهروب الكبير.. فرار ستة معتقلين «أمنيين» فلسطينيين من سجن إسرائيلي

تشن قوات الأمن الإسرائيلية الاثنين عملية بحث واسعة عن ستة معتقلين أمنيين فلسطينيين بينهم زكريا الزبيدي القائد السابق في «كتائب شهداء الأقصى» الجناح العسكري لحركة فتح، فروا من أحد السجون الإسرائيلية بالشمال عبر نفق حفروه أسفل مغسلة، وفق ما أفاد مسؤولون.
من جهته، ذكر نادي الأسير الفلسطيني الذي نشر بيانات هؤلاء المعتقلين أن الفارين الخمسة الآخرين ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي التي أشادت بالعملية، موضحا أن جميع الفارين من محافظة جنين.
وذكر صحافي من وكالة فرانس برس أن الجيش الاسرائيلي انتشر في محيط مدينة جنين في شمال الضفة الغربية.
كما أغلقت الدولة العبرية معابر جنين المؤدية لإسرائيل ومنعت الدخول إليها أو الخروج منها.
من جهته، تحدث محافظ جنين أكرم رجوب لفرانس برس عن «هدوء تام وترقب غير مسبوق» في المحافظة.
وذكرت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان أنه تم كشف العملية التي وصفها رئيس الوزراء نفتالي بينيت بأنها «حادث خطير»، قرابة الثالثة صباحا، بعد بلاغ من السكان عن «تحركات مشبوهة» بالقرب من سجن جلبوع.
وأكد مسؤولون في مصلحة السجون والشرطة الإسرائيلية أن عملية تمشيط واسعة تشارك فيها الشرطة والقوات الخاصة والجيش، بدأت على الفور، وتشمل الاستعانة بكلاب بوليسية ومروحيات بالإضافة إلى نصب نقاط تفتيش في محيط المنطقة.
ونشرت مصلحة السجون الإسرائيلية صورا ومقاطع فيديو تظهر نفقا ضيقا حفر أسفل مغسلة في حمام إحدى الزنزانات.
وجاءت عملية الفرار قبل ساعات من بدء احتفالات رأس السنة العبرية عند غروب الشمس الاثنين. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يتابع الحادثة ويتلقى بانتظام المعلومات حول عمليات البحث، بينما قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته «تساعد في ملاحقة السجناء الأمنيين الذين فروا من سجن جلبوع»، وأنه خصص طائرات للقيام بمهام المراقبة.
وأوضح الجيش أنه أعد قواته للتدخل إذا لزم الأمر في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967.
وأكدت مصلحة السجون أنها تعمل على نقل نحو 400 معتقل «أمني» من السجن تحسبا لوجود أنفاق أخرى أسفله.
ونشر نادي الأسير الفلسطيني بيانات الأسرى الستة وهم الزبيدي الذي يتحدر من مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة والمعتقل منذ العام 2019، إضافة إلى خمسة آخرين ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي.
وبحسب النادي فإن جميع المعتقلين الفارين من محافظة جنين، أربعة منهم محكومون بالسجن مدى الحياة وهم محمود عارضة (46 عاما) المعتقل منذ العام 1996، ومحمد عارضة (39 عاما) المعتقل منذ 2002، ويعقوب قادري (49 عاما) المعتقل منذ 2003.
ويضاف إلى هؤلاء الزبيدي ومناضل انفيعات وكلاهما معتقلان منذ 2019 بحسب النادي.
وقال محافظ جنين لوكالة فرانس برس إن «هدوءا تاما وترقبا غير مسبوق يسود محافظة جنين»، محذرا من «تناقل معلومات مضللة وتصريحات مختلقة على لسانه هدفها خلق الفتنة بين الناس»، بعد إشاعات انتشرت عن إمكانية أن يعتقل الأمن الفلسطيني الفارين.
وحول إمكانية اقتحام مخيم جنين، صرح رئيس اللجنة الشعبية في المخيم حسن العموري أن «كل شيء جائز هذا احتلال متوقع منه كل شىء».
وأكد أن «جنين تعودت على اقتحامات الاحتلال. فكل شهر وفي بعض الأحيان مرتين في الأسبوع يقتحمون المخيم والمدينة أو قراها مع أن مدينة جنين والمخيم منطقة ألف أي أنها تحت السيطرة الفلسطينية».
من جهته، يعتقد عضو المجلس التشريعي السابق جمال الشاتي الذي يعيش على أطراف مخيم جنين أن «الاحتلال يعد العدة لشن هجمة عسكرية تستهدف محافظة جنين والجيل الشاب وسيجعل عملية الهرب ذريعة لذلك».
وأشار إلى أن «مروحية إسرائيلية حامت حول المخيم منذ صباح» الاثنين.
وأكد أن «الناس تصلي لحماية هؤلاء الشبان». من جهتها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي عملية الفرار بأنها «عمل بطولي كبير»، مؤكدة في بيان مقتضب أنه «سيحدث هزة شديدة للمنظومة الأمنية الصهيونية وشكل صفعة قوية لجيش الاحتلال».
أما حركة حماس فقالت إنه «عمل بطولي شجاع وانتصار لإرادة وعزيمة أسرانا وتحد حقيقي للمنظومة الأمنية الصهيونية». أما حزب لله اللبناني فأشاد بالعملية ووصفها بأنها «إنجاز نوعي يشكل صفعة قوية لقوات الاحتلال».
واعتقلت إسرائيل الزبيدي في العام 2019 بعد أن اتهمه الشين بيت «الأمن الداخلي الإسرائيلي» بتنفيذ «هجمات إرهابية خطيرة» على حافلات إسرائيلية في الضفة الغربية.
وكان الزبيدي تعهد في 2007 التخلي عن سلاحه مقابل موافقة إسرائيل على شطب اسمه من قائمة النشطاء المطلوبين لديها.
وأكد الشين بيت عند اعتقاله أن الزبيدي انتهك هذا الاتفاق وكان ضالعا في هجمات عدة بالرصاص».
فلسطينيا، سبق أن اتهم الزبيدي بالشروع في قتل محافظ جنين السابق قدورة موسى قبل أن تمنحه محكمة بداية رام لله حكما بالبراءة.
ونفذت كتائب شهداء الأقصى التي برزت في الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت في العام 2000 والتي يعتبر الزبيدي أبرز قادتها، عمليات وخاضت مواجهات مع الجيش الإسرائيلي. وبعد تنفيذ عمليات انتحارية استهدفت مدنيين داخل إسرائيل اعتبرتها الولايات المتحدة خصوصا منظمة إرهابية.
من جانبها، حملت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين التي تعنى بشؤون المعتقلين والأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية «حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الستة».
وقالت الهيئة في بيان إن البحث عنهم مبني على «أسس إجرامية ممنهجة» وأن «المساس بحياتهم» في حال تم العثور عليهم «قد يؤدي إلى انفجار حقيقي داخل السجون وخارجها».
وطالبت الهيئة المؤسسات الحقوقية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ «الكشف عن مصير أكثر من 400 أسير تم نقلهم إلى أماكن مجهولة».

 

المعتقلون الفلسطينيون الستة الفارون من السجن الإسرائيلي

ينتمي المعتقلون الفلسطينيون الستة الذي فروا الاثنين من أحد السجون الإسرائيلية في عملية أشبه بأفلام هوليوود، إلى حركتي الجهاد الإسلامي وفتح الفلسطينيتين، وهم كانوا محتجزين بتهم تتعلق بتنفيذ هجمات ضد أهداف في الدولة العبرية.
وفي ما يلي المعلومات المتوفرة عن الفارين الستة:
كان الزبيدي قائدا لـ»كتائب شهداء الأقصى»، الجناح العسكري لحركة فتح، في جنين، وبرز دوره خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ما بين عامي 2000 و2005.
تعهد الزبيدي في العام 2007 التخلي عن السلاح مقابل موافقة إسرائيل على شطب اسمه من قائمة النشطاء المطلوبين لديها، لكن الاتفاق أصبح لاغيا بعد أن نفذ القيادي الفتحاوي «عدة هجمات» وفق ما أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي.
وقال الجهاز بعد اعتقال الزبيدي في العام 2019، إنه وشريكه وهو محام من القدس الشرقية المحتلة استخدما سيارة رسمية تابعة للسلطة الفلسطينية لتنفيذ عدد من الهجمات بإطلاق النار على حافلات مدنية إسرائيلية بالقرب من مستوطنات في منطقة رام لله ما بين نوفمبر 2018 ويناير 2019.
يتحدر زكريا من مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وسبق أن اتهمت السلطة الفلسطينية الزبيدي بالمشاركة في هجوم مسلح في عام 2002 على منزل محافظ جنين قدورة موسى الذي قضى حينها إثر نوبة قلبية. وبرأته محكمة بداية رام لله بعد أن أضرب عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقاله، وأطلق سراحه في العام 2012.
يتحدر عارضة من بلدة عرابة جنوب غرب مدينة جنين في شمال الضفة الغربية.
يعتبر عارضة عضوا في حركة الجهاد الإسلامي، أحد الفصائل الفلسطينية المسلحة الرئيسية والتي لطالما يشار إلى ارتباطها بإيران.
أطلق سراح العارضة بعد اتفاقية أوسلو التي وقعت في العام 1994، بعد أن أودع السجن في العام 1992.
لكن بعد بضعة أشهر أعيد اعتقال عارضة في العام 1996 بسبب هجمات ضد إسرائيل تبنتها حركة الجهاد الإسلامي، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وفي العام 2014 تم إيداع عارضة الذي ألف عدة كتب خلال اعتقاله، في العزل الانفرادي بعد العثور على نفق تم حفره في معتقل «شطا» بهدف الهرب، وفق سيرة له نشرتها حركة الجهاد الإسلامي على موقعها الإلكتروني.
حتى هروبه، كان عارضة أحد قادة الحركة في سجن جلبوع الذي هرب منه الاثنين مع خمسة آخرين.
وقالت وسائل إعلام محلية إن عارضة الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة هو العقل المدبر للعملية.
عندما كان مراهقا، أصدر عارضة مجلة لأنصار الجهاد الإسلامي الشباب في شمال الضفة الغربية قبل أن يذيع صيته في إلقاء الزجاجات الحارقة على الجنود الإسرائيليين.
اعتقله الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الثانية في العام 2002 لدوره في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وبحسب السيرة الذاتية للفصيل الفلسطيني، أكمل عارضة دراسته الجامعية وحصل عبر المراسلة على شهادة في التاريخ من جامعة الأقصى في قطاع غزة، كما حصل على شهادة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة القاهرة.
ولد قادري في بلدة بير الباشا جنوب غرب مدينة جنين، وهو معتقل منذ العام 2003 ويقضي حكما بالسجن مدى الحياة لدوره في هجوم على مستوطنين إسرائيليين نفذ في العام 2002.
وبحسب وكالة فرانس برس فإن الهجوم المسلح تسبب حينها في مقتل إسرائيلي وإصابة شخص روماني كان يقود مركبته على طريق قريب من مستوطنة شاكيد.
يتحدر كممجي من قرية كفر دان شمال غرب جنين، اعتقل في العام 2006 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة اختطاف وقتل المستوطن الإسرائيلي إلياهو أشيري.
وبحسب حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها كممجي فإنه عانى من مرض في البطن والأمعاء وتعرض لـ «الإهمال الطبي» من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.
بحسب حركة الجهاد الإسلامي التي يعتبر انفيعات أحد كوادرها فإن جذوره تعود إلى بلدة يعبد التابعة لمدينة جنين، معتقل منذ العام الماضي 2020 بسبب نشاطه في الحركة المسلحة وكان قبل فراره موقوفا وينتظر النطق بالحكم.


بتاريخ : 08/09/2021