تأهل فريق الوداد الرياضي إلى ربع نهائي كأس العرش لكرة القدم 2020 – 2021، بعد فوزه الصعب على ضيفه شباب المحمدية في دور الثمن بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في المباراة التي جمعتهما مساء أول أمس السبت بمركب محمد الخامس بالبيضاء، وأمام جماهير غفيرة تجاوزت 40 ألف معظمهم وداديون، حيث لم يتجاوز عدد الحاضرين من مدينة الزهور 100 متفرج.
اللقاء الذي قاده الحكم رضوان جيد، عرف لعبا مفتوحا أفرز خمسة أهداف، كان أولها لصالح الوداد البيضاوي عن طريق اللاعب أيمن الحسوني، بعدما ضغط الوداد الرياضي منذ الدقائق الأولى للشوط الأول. ورغم الاندفاع الودادي إلا أن شباب المحمدية لم يركن إلى الوراء وخلق متاعب لدفاع الوداد وللحارس التكناوتي، لينتهي الشوط الأول بتقدم ودادي.
وشهد الشوط الثاني حماسا أكبر، نتج عنه تسجيل أربعة أهداف، كان أولها لصالح الشباب، الذي حصل على ضربة جزاء، أكدتها تقنية الفيديو، بعدما أسقط أيوب العملوم المدافع أيوب بوشتى داخل معترك العمليات، فانبرى لها بنجاح أسامة المليوي في الدقيقة 61، لتعود عقارب المباراة إلى نقطة البداية.
ورغم تلقيه هذا الهدف، إلا أن فريق الوداد لم يفقد إصراره وسعى جاهدا لتوقيع هدف التقدم، مستغلا سرعة اللاعب الكونغولي مبينزا والحسوني، هذا الأخير سيتمكن من توقيع الثنائية في الدقيقة 67.
ورغم السيطرة الودادية على مجريات اللعب، سيتمكن شباب المحمدية من بلوغ التعادل، مستغلا خطأ للمدافع فرحان، حيث تمكن إسماعيل المترجي من هزم الحارس رضى التكناوتي بتسديدة زاحفة في الدقيقة 73.
وضاعف الهدف الفضالي طاقة التشجيع لدى جماهير الوداد، التي رفضت الذهاب إلى الشوطين الإضافيين، ورفعت درجة الحماس في المدرجات، لتنتقل حرارتها إلى اللاعبين فوق رقعة الميدان، فكان هدف النصر الأحمر من ضربة خطأ مباشرة، نفذها صاحب الاختصاص جلال الداودي، الذي هزم الحارس مهدي لحرار في الدقيقة 81، لينجو الوداد من فخ شباب المحمدية، الذي كان ندا عنيدا ووقع على مباراة جيدة.
وأشاد محمد فاخر، مدرب شباب المحمدية، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، بأداء لاعبيه أمام فريق قوي وجمهور كبير، مضيفا أن خبرة الوداد تغلبت على حماس وطموح لاعبيه، الذين كانوا في المستوى وتحملوا عبء المباراة تكتيكيا .
ومن جانبه اعترف وليد الركراكي، مدرب الوداد، بصعوبة مباريات الكأس التي تخلق عادة مفاجآت كبيرة ،لكن بفضل تركيز اللاعبين ومساندة الجماهير الغفيرة كالعادة مر فريق الوداد إلى ربع النهائي، قبل أن يشكر لاعبيه على الأداء الجيد وعلى العزيمة الكبيرة لتحقيق الفوز والاستمرار في هذه المنافسة. واعتبر التأهل نتيجة جد مهمة في هذا الوقت، خاصة وأن الفريق مقبل على مباراة صعبة في عصبة الأبطال أمام شباب بلوزداد الجزائري.
الجماهير الودادية التي حجت للملعب ساعات قبل موعد الافطار خلقت أجواء حماسية كبيرة بتيفو وشعارات كسرت برودة الطقس البارد، مع إشعال الشهب النارية التي لازالت تدخل الملعب، رغم منعها من طرف الفيفا، حيث أن الحواجز العديدة التي تنصبها قوات الأمن تبدو غير ناجعة في الحد من هذه الظاهرة، والتي تقلق راحة السكان القاطنين بالأزقة المجاورة للملعب، حيث يتم منعهم من الالتحاق بمحل سكنهم رغم الادلاء ببطاقة التعريف التي تبين عنوان السكن بحجة تطبيق تعليمات القيادة مما يجعل هؤلاء المواطنين يعانون قصد الوصول لمحلات سكناهم.