الوزيرة السابقة بحكومة ثاباتيرو تعلن عن مواقف سياسية قوية بالمؤتمر الدولي حول العلاقات المغربية – الإسبانية بتطوان:

استمرار سبتة ومليلية تحت السيادة الإسبانية إهانة لوحدة أراضي المغرب
إذا كانت إسبانيا غيرت موقفها التقليدي من الصحراء المغربية، فلماذا لا تستطيع تغيير موقفها من سبتة ومليلية والجزر والصخور؟

 

 

أثارت ماريا أنطوليا تروخيو، وزيرة الإسكان السابقة في عهد حكومة خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، جدلا سياسيا كبيرا خاصة بإسبانيا، وذلك عندما أكدت في المؤتمر الدولي حول العلاقات المغربية الإسبانية المنعقد بتطوان أن  « قضيتي سبتة ومليلية والجزر والصخور تمثل إهانة لوحدة أراضي المغرب،  إنها بقايا الماضي تتعارض مع الاستقلال السياسي والاقتصادي للمغرب والعلاقات الطيبة بين البلدين، يتلاشى الثقل النسبي للحجج التاريخية والقانونية ، قبل تطور الحقائق التي تتطلب استجابة سياسية وأخلاقية معقولة ومقبولة لكلا البلدين من خلال حوار مفتوح و صادق في مواجهة الآثار الضارة للحدود غير الصحية».
وأضافت ماريا تروخيو، التي كانت تتحدث خلال الجلسة العلمية للمؤتمر والتي خصصت لمناقشة البعد السياسي للعلاقات المغربية الإسبانية، « أن الرد السياسي هو الحوار وعدم النظر إلى الاتجاه الآخر والصمت، إن المطلب المغربي له ما يبرره تماما وهو في أيديولوجيته الوطنية ولا يمكن التخلي عنه «، وزادت بقولها «إذا كانت إسبانيا غيرت موقفها التقليدي من الصحراء المغربية ، فلماذا لا تستطيع تغيير موقفها من سبتة ومليلية و الجزر والصخور» .
وأشارت تروخيو، أستاذة القانون الدستوري الى أنه « بالرغم من أنهم يقولون إننا نحن الفقهاء نتمتع بميزة معرفة كيفية استحضار أطروحة فقهاء مشهورين آخرين لتبرير الآراء و الحجج في قضايانا، يمكن نقل هذا إلى أي مجال من مجالات  المعرفة فهذا ليس في حالتي المحددة لقول ما أعتقده للآخرين ،وهو موقف لا ينبغي تشويهه سواء من خلال  وجود أصدقاء مغاربة أو من خلال الدفاع عن المواقف لصالح المغرب عندما أعتبره مناسبا .ولا يزال العديد من الفقهاء يتساءلون عن هذا الحل من وجهة نظر قانونية دستورية :كيف يتم تغيير تفسير الفصل 144 للمفوضية الأوروبية لاعتبار هذه المدن مناطق حكم ذاتي عندما لا تكون كذلك بالفعل «، متسائلة بخصوص موضوع سبتة و مليلية، ماهي إسبانيا ؟أين تنتهي إسبانيا ؟ من أين تبدأ القصة ؟ ولماذا تنتمي سبتة ومليلية لإسبانيا إذا كانتا في إفريقيا ؟.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، اعتبرت ماريا تروخيو أن الخلاف حول الصحراء المغربية هو صراع مصطنع وهو موجود فقط على الساحة السياسية الدولية، لأن التاريخ والواقع مختلفان تماما بالنسبة لمحلل بسيط ، فالمغرب دولة ذات سيادة ومستقلة ولها اثنا عشر قرنا من التاريخ، وعلى الرغم من أن الاستعمار احتل مكانة مهمة في البلاد إلا أن هذا لم يضر بوحدته أو هويته ، و حقق الاستقلال في جزء من أراضيه في عام 1956 تم استعاد لاحقا كل التراب الوطني الذي كان يقبع تحت النفوذ   الإسباني .
وأضافت الوزيرة السابقة « هناك  الجهل والنسيان والتعمد في ما يتعلق بالحقائق التاريخية والجغرافية في كثير من حالات سوء الفهم في المجتمع الدولي، فغالبا ما يؤدي كذلك الاتجاه الغربي على مستوى تطبيق معاييره الثقافية أو السياسية أو القانونية على حقائق مختلفة جدا إلى سوء الفهم هذا «.
هذا وعرجت ماريا تروخيو على  العلاقات المغربية الإسبانية واعتبرتها علاقات جد وطيدة وقوية قائلة في هذا الصدد :» يمكن أن يصبح التاريخ و الجغرافية وحتى بعض الأحكام المسبقة المتبادلة ( إذا تمت إدارتها بشكل صحيح) أساسا متينا لتحسين العلاقات الثنائية وتطويرها، يمكن أن يحول التحليل المناسب والحاد للخلاف، وحتى الصراع، إلى أساس علاقة جديدة تقوم على الإخلاص و التعاون والحاجة إلى مقابلة التناقضات مع إطار تفاهم يزيل ويبدد الخلافات ، فالمغرب هو البلد العربي الذي لديه  نظام سياسي اجتماعي أكثر تقدما، هذه نقطة اتصال مهمة ويمكن استغلالها وتطويرها كعامل حاسم في تعزيز العلاقات الثنائية .»


الكاتب : مكتب تطوان ؛عبد المالك الحطري 

  

بتاريخ : 06/09/2022