الوضعية الصحية للقاضي ماء العينين ماء العينين جد مقلقة

بعد عقدها لندوة صحفية صبيحة يوم الإثنين الماضي، بالرباط، لتسليط الضوء على مستجدات قضية القاضي المغربي النزيه، عضو هيئة والإنصاف والمصالحة سابقا، ماء العينين ماء العينين، والتأكيد على براءته من التهم المنسوبة إليه، وأنه لا معنى لمتابعته في حالة اعتقال، بسبب ظروفه الصحية القاهرة (إصابته بالسرطان مما يتطلب مراقبة صحية يومية دقيقة تقوم بها عائلته)، وتوفر كل شروط المتابعة في حالة سراح.. وبعد أن تفاقمت وضعية القاضي المغربي الصحية، ودخوله في ما يشبه إضرابا عن تناول أدويته ورفضه مقابلة حتى أفراد عائلته، بسبب حالته النفسية والبدنية الصعبة، اضطرت مصالح الإدارة العامة للسجون لنقله في إجراء وقائي إلى المستشفى العسكري زوال يوم الخميس الماضي،وقدمت له إسعافات وتم إجراء فحص طبي شامل لحالته ونوعية أمراضه، قبل إعادته إلى زنزانته بسجن سلا.
أصدر محامياه، النقيبان عبد الرحيم الجامعي وخالد السفياني بيانا موجها إلى الرأي العام، يدق ناقوس الخطر حول جدية الحالة التي بلغها موكلهما، بعد إصرار الجهات القضائية على اعتقاله، مع التماطل في تسريع ملفه لإنصافه قضائيا. وهو البلاغ المقلق الذي يقول نصه:
« كان من المقرر أن تعقد جلسة التحقيق التفصيلي في ملف الأستاذ ماء العينين ماء العينين بمكتب قاضي التحقيق لدى محكمة النقض صباح يوم الأربعاء 29 مارس، غير ان ما يعانيه من أمراض مع حالته الصحية التي تتدهور يوما بعد يوم، والتي أثرت منذ عدة ايام على قدراته البدنية و النفسية لدرجة عدم استطاعته الخروج لزيارة أبنائه وصعوبة الكلام بسبب حالة الإحباط وضيق التنفس، كل ذلك منعه وحال دون نقله، فكان مُكْـــــــــرها على البقاء بالســـجن.
اننا كدفاع الأستاذ ماء العينين، ننبه قبل فوات الأوان، من الآفات التي تتضاعف مَعالمها و المتــرتبة عن تدبير وقرار اعتقال الاستاذ ماء العينين و عن استمرار حجزه غير المبــرر وغير المشروع والمخالف لقيم الدستور ولقرينة البراءة ولما يتوفر عليه من كل الضمانات التي تمنع وضعه في الاحتجاز . اننا نُحمل مسؤولية ما يمكن أن يقع للأستاذ ماء العينين ماء العينيين للنيابة العامة لدى محكمة النقض و كذا لقاضي التحقيق وللغرفة الجنائية الاولى التي لم تفصل لغاية اليوم في الطعنين المقدمين إليها ضد قرار الاعتقال وضد رفض طلب السراح المؤقت، وهما قرارين اتخذهما قاضي التحقيق ومعارضة من النيابة العامة دون وجه سليم ولا تعليل صحيح ومنصف وعادل . ان الاعتقال الذي طال الاستاذ ماء العينين بشكل مهين لكرامته، والذي ربما له مبررات أخرى لا نعلمها ، هو سابقة لم يعرف تاريخ محكمة النقض مثيلا لها، وهو مهين كذلك في رأينا لكل القضاة ولقضاة محكمة النقض على الخصوص ، فضلا على ان اعتقاله مع انعدام مبررات الاعتقال طرح ولا زال يطرح التساؤلات المحيرة حول سلامة مسطرة تأسيس الملف ومصداقية عناصره والشكوك المشروعة والقانونية التي تثيرها استنتاجات الجهات التي أشرفت ونفذت إجراءات البحث وأدواته ، والتي سيحين الوقت لكشف مضامينها ان توفرت نية البحث العميق فيها وفي حقيقتها من قبل المحكمة. ان غياب الاستاذ ماء العينين الاضطراري بجلسة اليوم كما هو الشأن بجلسة الأسبوع الماضي والتي تجاهلتها الجهات القضائية مع كامل الاسف ولم تعرها الأهمية الضرورية، يكرس تخوفنا الذي سبق وان نبهنا اليه وأكدناه بشواهد طبية مفصلة وآخرها الشهادة التي تفيد بان عدم حضوره في موعده الطبي يهدد حياته ، يدفعنا لعدم الصمت عن حالته أوضاعه الخطيرة وعن صور التعذيب والمس بالسلامة البدنية والنفسية التي تتداعى صحته بسببها والتي تقع مسؤولياتها على النيابة العامة وقاضي التحقيق والغرفة الجنائية بمحكمة النقض. إننا نحذر، إننا نحذر وننـــــــذر .».


بتاريخ : 01/04/2017