صدر حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع، كتاب «خياط الهيئات تحريات قصصية مضادة في ظواهر رهاب الكونيات» « للقاص المغربي أنيس الرافعي، لوحة الغلاف للفنان العراقي صدام الجميلي، وهي تجربة مختلفة ومغامرة في جمالية الكتابة إلى أقصى حدودها.
وكتب الناقد محمد شحاتة على الغلاف: «تشتغل سرديّة كتاب «خيّاط الهيئات» للقاصّ المغربي المعاصر أنيس الرافعي على مبدأ ممارسة الكتابة الإبداعية بوصفها «نسيجا» أو «خياطة» لجُماع من هيئات وحالات إنسانية، يومية أو كونية، ذاتية أو غيرية أو حتى افتراضية تأمّلية. فمن جهة أولى، ينهض هذا الكتاب «المُغاير»، في شكله وفي تقصِّي مرجعياته الثقافية، العربية والغربية، والمحبوك بتؤدة وصبر لافتين، والذي تتشكَّل بنيته الهندسية الرباعية على هيئة ثوب قُدَّ من نسائل اللغة ومن خيوط مجازاتها وتراكيبها، على استلهام طاقة النثر العربي القديم والوسيط، المعجون بنكهةٍ سرديةٍ حديثةٍ، تمثّلت في توظيف تقنيات القصة القصيرة، في نماذجها التجريبية العليا. كما ينهض، من جهة مقابلة، على تمثّل أشكال الحكي الصوفي التأمّلي، ومساءلته، أكثر من ركونه إلى المبدأ الذي يتغيّا لذّة سرد المواقف الغريبة أو وصف الأحداث المدهشة، رغم كونه -في غير زاوية من زواياه- لا يخلو من تتبُّع تلك الهيئات القصصية التي يطلق عليها بمهارة «تحريّات قصصية مضادة في ظواهر رهاب الكونيّات
أنيس الرافعي قاصٌ شكلاني بالمقام الأول، يكتب القصةَ القصيرة بنيَّة خوض مغامرة البحث عن رؤى جمالية لم تستنفد بعد، يريد منها أن تكون قادرة، في كل مرة، على استيعاب الحكاية وتقديمها بشكل مختلف.
يكمن في هذا الرهان على استجابة القصة القصيرة الهائلة للتجريب غير المحدود، كل المشروع الفني للكاتب أنيس الرافعي .
فأنيس الذي ينتمي إلى جيل التسعينات، كرّس ذاته لخدمة هذا الفن ووجد نفسه « منتمياً إلى أقلية أدبية تكتب القصة «. حصد جائزتي « غوتنبرغ « و «أكيودي «، ومن إصداراته «اعتقال الغابة في زجاجة»، «علبة الباندورا»،» البرشمان» ،»فضائح فوق كل الشبهات»، «ثقل الفراشة فوق سطح الجرس»، «السيد ريباخا»، «الشركة المغربية لنقل الأموات»، «مصحة الدمى»، التي اتخذت سمتاً تجريبياً رفيعاً، و»متحف العاهات».
«الْمْعَلّم» أنيس الرافعي «خياط الهيئات»
بتاريخ : 08/01/2018