امرأة في مواجهة الموت 17 : بوسع التشريح المرضي لمسحة الرحم أن يثبت الإجهاض بدقة

اختارت أن تعيش بين الثلاجات وطاولات التشريح، أن ترافق الأموات طيلة 15 سنة تقريبا وهي تستنطق الجثت بحثا عن عدالة فوق الأرض قبل تحتها، مشاريط متنوعة ومناظير مختلفة وحقائب وقناني بيولوجية بمشرطها تُعلي الحقيقة، كما ان تقاريرها لا يدخلها باطل فهي مهيأة لتنصف المظلوم، مشاهد الموت اليومية لم تضعف قلبها أمام موت متكرر ليل نهار وعلى مدار السنة. فقد اعتادت العيش وسط أجساد متحللة وأشلاء بشرية واجساد متفحمة واخرى فقدت ملامحها. من أجل أن تعلن عن الحقيقة كاملة انها الدكتورة ربيعة ابو المعز خلال هذا الشهر الفضيل سيبحر معنا القارئ لتفكيك جزء من مرويات الدكتورة ربيعة ابو المعز إخصائية الطب الشرعي بمستشفى محمد الخامس.

 

تؤكد الدكتورة أبو المعز بخصوص التشريح المرضي أنه يتم أخذ عينات من الأعضاء التي يمكن أن تحمل أمراضا مزمنة، ويوجد المختبر المختص في التحليلات المرضية بمستشفى ابن سينا، حيث يمكن أن يكون الهالك قد قضي حتفه في ظروف غامضة لوحده أو بمنزله أو بالشارع أثناء تجواله، خاصة عندما تغيب جميع علامات الاعتداء أو الضرب، فيتم الكشف إما عن مرض في المعدة أو القلب أو الشرايين، وبالتالي أخذ عيينات من أجل تحديد أن أسباب الوفاة جاءت بناء على مضاعفات المرض، أو وفاة جاءت بعد مشاداة كلامية أو عراك، لكن دون وجود آثار عنف أو اعتداء، حيث يكون المتوفى يعاني من مرض القلب، وأن ذلك التوتر تسبب في إيقاف وظيفة القلب.
وتضيف الدكتورة ربيعة أنه يتم اللجوء إلى التشريح المرضي من أجل تحديد أسباب الوفاة، وتفيد بأن الحالات التي أخضعتها للتشريح المرضي تتعلق بإحالة عينة من رحم امرأة توفيت أثناء عملية إجهاض أجري لها بعيادة خاصة، وتوفيت بعد أيام في المصحة، لأنه صعب جدا إثبات الحمل في مراحله الأولى، فهو لا يظهر لا في الدم ولا في البول ولا توجد أنسجة، ولكن الرحم يشهد تغيرات يمكن أن تكون مؤشرات على وجود حمل، وبالتالي التشريح المرضي هو الوحيد الكفيل بإجراء هذه التحاليل المجهرية والإجابة على كافة الأسئلة. كما أن إحالة عينات من المكان الذي وجدت فيه آثار حبل استعمل في عملية انتحار، وأثير شك حول هذا الانتحار، يمكن للتحليل المرضي تبيين أنه كانت حياة هناك لحظة الوفاة، مما يبين أنه كان انتحارا، وليس قتلا استعمل فيه الحبل لتعليق الجثة للتمويه٠
الدكتورة أبو المعز أفادت، أيضا، أنه يتم الاحتفاظ بهذه العينات كل واحدة على حدة، ولا يمكن الخلط بينها، لأن كل عينة تكون قد تم الاشتغال عليها بمواد كيماوية حافظة تمكن من إبراز نتيجة التحاليل أو إعادة إخضاعها للتحاليل السمومية أو الجينية، أو حتى التشريح المرضي، كما أن تقرير التشريح من بين ما يضم، إضافة إلى النتائج، إحصائيات مضبوطة بدقة لعدد العينات التي تم أخذها من جثة الهالك، ثم يرسل الى الجهات التي ستستقبل هذه العينات التي توجد بالمصلحة في انتظار الأمر القضائي الصادر عن الوكيل العام من أجل ارسالها، عن طريق المركز القضائي للدرك الملكي أو الشرطة العلمية، إلى الجهات المعنية بالتحاليل حيث تتوفر هذه الأجهزة على مختبرات جد دقيقة.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 21/04/2022