أحمد الحسني يصف هذه الدورة بالجذابة و الغنية و تستجيب لإنتظارات الجمهور السينمائي
نجم المسلسل التركي «سامحيني» ميرت ارتميسك يخلق الحدث بالمهرجان
وسط حشد كبير من محبي الفن السابع انطلقت مساء يوم السبت 27 أبريل 2024 بسينما إسبانيول بتطوان ، فعاليات الدورة 29 للمهرجان الدولي لسينما المتوسطية ، المنظم تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس.
استهل حفل الإفتتاح ، الذى قدمته الإعلامية حورية بوطيب .بكلمة ألقاها رئيس مؤسسة المهرجان أحمد الحسني الذي شدد على أن السينما هي على الأرجح من أكثر التعابير الفنية تأثيرا على المتخيل الإنساني و على الحياة اليومية للمواطنين ،مشيرا إلى أن الإختيار المتوسطي هو الإختيار الإستشرافي و الإستراتيجي الذي تبناه مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، بما لهذه المنطقة من العالم غني و تنوع و كذا من تحديات و رهانات متجددة .
وأوضح الحسني أن مهرجان تطوان للسينما المتوسطية يعمل وفق دفتر تحملات أخلاقي و فني و تربوي ،يتم من خلاله برمجة تنتصر لقيم بعينها و تحرص أن تكون غنية و جريئة ثقافيا و فنيا و تتوجه بشكل خاص لجمهور الشباب و الطلبة لمدهم بأدوات تجعلهم يتلقون سيل الصور الذي يقترح عليهم بذكاء و حس نقدي .و اعتبر في ختام كلمته أن هذه الدورة ستكون دورة جذابة و غنية و تستجيب لإنتظارات و طموحات الجمهور السينمائي .
بدوره أوضح عامل على عمالة تطوان عبد الرزاق المنصوري أن المهرجان أصبح موعدا بارزا ضمن خريطة التظاهرات الفنية الوطنية و الدولية و مناسبة لتطوان لترسيخ مكانتها الثقافية المتميزة في فضاء المتوسط ذي الأبعاد الإستراتيجية المتعددة ،حيث تكرس تطوان امتدادها الثقافي الدولي في سياق انصهارها الوطني و اندماجها الجهوي و إبراز خصوصيتها المحلية الأصيلة .و أضاف المسؤول الترابي أن المهرجان يعد تكثيف العمل لمواصلة الشأن الثقافي ،وفق العناية الملكية السامية التي يوليها صاحب الجلالة للثقافة و الفنون و الإبداعات
و أشار عامل إقليم تطوان أن المهرجان يفتح أفاقا حقيقية وواعدة لبلورة و تنزيل نموذج تنموي ثقافي محلي منتج و محرك للديناميات التنموية متعددة المجالات .
رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري رحب بضيوف المهرجان بمدينة تطوان معتبرا أياها مدينة تلاقحت بداخلها حضارات متعددة، مدينة متشبتة بأصالتها وجدورها ومنفتحة على الحضارات الأخرى، مدينة التسامح والتنوع والعيش المشترك والذي يشكل مصدر قوتها، مدينة الثقافة والفنون. وكل هذه المميزات يضيف البكوري ، أدرجتها اليونسكو ضمن التراث العالمي الإنساني، منذ أواسط التسعينيات إضافة إلى تصنيفها كمدينة مبدعة ومنفتحة.
المسؤول الجماعي أوضح في كلمته أن المجلس الجماعي لتطوان، أولى أهمية رئيسية في برنامج عمله للفترة الممتدة مابين 2021_2027 للعمل الثقافي والفني عبر دعمه لكل التظاهرات، رغم الضائقة المالية ،معتبرا أن الفعل الثقافي والفني- ليس فعلا هامشيا وفائضا عن الحاجة- بل فعلا أساسيا في تربية الأدواق والجمال ويلعب دورا محوريا في نشر القيم النبيلة وتعزيز اللحمة الوطنية والانفتاح على حضارات شعوب أخرى، إضافة لجعل الثقافة ركيزة أساسية لتنمية المدينة وللصناعة الثقافية والفنية وهي دعوة للمشتغلين بالحقل الفني لاستغلال مقوماتها..
وختم مصطفى البكوري كلمته بالإشارة إلى أن تطوان بتاريخها وبتطلعاتها المستقبلية باعتبارها العاصمة الصيفية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، شهدت تحولات عميقة في عهده وأطلق بها مشاريع متعددة ،و يعطي كل رعايته للمجال الفني والثقافي، لأن ذلك مرآتنا وقوتنا الحضارية إزاء شعوب العالم، وسنحرص كل الحرص أن نسير على الطريق التي رسمها جلالته في المجال الثقافي والفني.
توفيق البورش نائب رئيس الجهة ، أبرز في كلمته على هامش حفل الآفتتاح،أن المهرجان يساهم في النهوض بالمجال الثقافي والإبداعي بالجهة، خاصة السينما التي تعتبر أحد أهم أشكال القوة الناعمة في التغيير، وفنا منتجا للجمال، ومساهما في الرفع من التذوق الفني الجمالي للإنسان، وتنمية حسه النقدي وتوسيع آفاقه الفكرية عبر القضايا المختلفة التي يطرحها، وبالتالي تسويق ثقافة البلد المنتج، بمفهومها الأنتروبولوجي، والتعريف بها في الخارج. وبالتالي يمكن للفن السابع وصناعته أن يشكل كذلك قاطرة للتنمية لتقاطعه مع باقي القطاعات .
وأشار ذات المتحدث أن المهرجان ، يندرج في إطار إبراز المميزات النوعية للعطاء السينمائي الذي يعتبر في حد ذاته تعبيرا فنيا وجماليا، ومن أهم وسائل التوجيه والتحسيس والدعاية، هذا إلى جانب دوره الهام في النواحي الترفيهية، التربوية،الثقافية، والاجتماعية، وفرصة للتلاقي والاطلاع على المستجدات الفنية السينمائية العالمية عامة والوطنية خاصة.
من جانبه قال رئيس المجلس الإقليمي إبراهيم بنصبيح «البحر المتوسط بقدر ما هو تحديد جغرافي ،فهو أيضا مجال ثقافي تتدافع فيه قيم الشمال و الجنوب و تنصهر فيه مكونات فكرية و قيمية «.و تابع بنصبيح « مهرجان تطوان باختياره أن يكون مهرجانا متوسطيا، التحدي و حرص طوال مساره أن تكون مختلف فقراته من أفلام و ندوات وورشات متميزة و غنية و مبتكرة».
وأكد بنصبيح أن الصيغة التي انبنى عليها المهرجان هي صيغة نموذجية و ذات مردودية واضحة و هي صيغة تشاركية تجمع بين مؤسسات رسمية و منتخبة إلى جانب مؤسسة المهرجان التي تمثل المجتمع المدني بحيوته و انفتاحه على التجارب الجديدة و على انشغالات الشباب و عشاق السينما .
هذا و بعد هذه الكلمات انتقل المهرجان الذي أصبح فرصة متميزة للنقاش و التعبير السينمائي و مناسبة لاستعراض أبرز إلإنتاجات السينمائية المتوسطية ، إلى فقرة تتعلق بتكريم بعض الوجوه السينمائية من ذلك الفنانة التركية فيلدان أتاسيفير التي تعرف عليها الجمهور من خلال السلسلة التلفزيونية « عندما تريد المرأة « حيث نالت جائزة أورانج شيفي كوم الذهبي ،كما تم تكريم الممثلة الايطالية ايزابيلا راغونيز. و تقديم ضيف شرف المهرجان نجم المسلسل التركي «سامحيني» ميرت ارتميسك
واختتم حفل افتتاح مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية بعرض فيلم «بنات ألفة « للمخرجة التونسية كوثر بن هنية التي حصدت أفلامها جوائز في عدة مهرجانات منها مهرجان سلا الدولي لسينما المرأة 2014 .و يحكي الفيلم حياة ألفة التونسية و أم لأربع فتيات بين الضوءو الظل في رحلة حميمية من الأمل و التمرد و العنف .
وتواصلت فعاليات المهرجان يومه الأحد 28 الجاري بعرض الأفلام الطويلة التي سوف تتبارى على الجائزة الكبرى للمهرجان والبالغ عددها 12 فيلما ،من المغرب ،فرنسا ،إيطاليا ،بلجيكا ،بولونيا ،اليونان ،تركيا ،إسبانيا ،البرتغال فلسطين .بلغاريا ،ألمانيا . و يترأس لجنة تحكيمها المخرج الفلسطيني إيليا سليمان ،بنعية الممثلة الفرنسية كوسلاجي ما لاند ،و المخرجة الإيطالية سيلفا سكولا ،و المخرجة الفرنسية سيمون بيطون ،و المنتج الروماني رادو ميها يليانو ،كما عرف يوم الإثنين 29 أبريل تنظيم ندوة حول «السينما المغربية اليوم أنفاس و مسارات جديدة» بمشاركة محمد باكريم ،و سعيد المزواري ،و عبد الكريم الشيكر .و محمد أولاد علا .