تخْثُرُ نفسي وتذوب
ترأب الصّدع
وتشحذ بصيرتها كلّ الأرجاء
روحي طليقةٌ مُحدّبةٌ..
تَنْفَحُ صُداعًا
مائجة.. هي لحظات عمري
كأنّها تصدّ دهرا.. فَغَرَ فاه
لينقضّ عليّ في الهاجرة
والهزيع..
فالكيل بمكاييلَ كأمطارٍ مِدرارةٍ
لحظاتٌ.. لا تعي أنّ أحشائي دُرٌّ.
***
في زينة هذه الحياة،
ضمّدْتُ مَصْلي
من سيولٍ وَحِمَمٍ
وقذائفَ لا تفنى
أنا المُكابرُ المُنافح الحَويل
مكسور الطريق وحيدا
أنزع الشّوك من ظهري
تتأجّجُ بي ريح الحياة
تقذفني إلى تخوم المنافي.
***
أيّها النّصَبُ العنيد
أيّها الرّصيف الطّويل
أيّها الممشى الرّكيس
أنا قبس يضيء أساريرَ القِفار
ومملكةَ القصيد
أسقي حروفي منْ سَوْرَة الغضب
لِتُنبت من مياه الحيْفِ أقاحي
وفي بستانكم يسمق الحنظل
وقبورا تتلبَّثُ في القعر.
***
أنا إنسانٌ أوّلا وآخرا
حملت عثراتي على أكتافي
اكتويت حتى ارتويت من أوضار
الخديعة..
ما علمت يوما
أنّ أفلاج الهزائم جاثمةٌ تحت ظلّي
وفي كنفي
رماد ظُنَّ يوما نارا دافئة.
***
الآن..
اللئامُ بقروا سويداء القلب
تضرّموا وقطّعوا
أنفاس الأرحام
فضحوا السّرائر
على مواسير النُّدوب
أصنامٌ فُصامية النّوازع
مالُوا وما مِلْنا
قُدَّ قميصنا -إنْ ثبت أنِ ارتديناه يوما-
من جميع الجهات
أسْبلَ الطريق خنادق
رغم أنف عاديات وغدراتِ الظلم
سأظلُّ مُنتصبًا راتِلاً
***
يكفيني أنْ أتحرّك بكلّ حرية
يقيني يقول أنا حيٌّ إذنْ أنا مُنتصر
لا أسرّع خُطاي، لم تَسْقطْ أجنحتي بعد
لم يخبْ ظنّي
ستُخبركم نفسي عنّي
حروف عصية على الانقراض.
سكنتُ أكْوانًا مُتصارخةً
يحْجُبُها شقاء الإنسان.
***
تلحّفْتُ غطاء الزُّهد وكفّارة الصّوم
فَخَيْطُ الإنسانية عَصَفَ بالقلوب
ما عاد يخيط جروح الأرض.