بانوراما
فِي شَظَايَاالمرَايَا
أَرَى بُؤْسَ ذَاتِي
صَهِيلاً تَمَادَى وَصَارَ احْتِرَاقًا
عَلَى هَامَةٍ كَبَّلَتْهَا عِصِيُّ الْمآسِي
أَرَى عَنْكَبُوتًا،
وَجُنْدًا أَتَوْا يَكْسِرُونَ الدَّوَالي،
أَرَى في جِوَارِي
عُيُونَ الرَّقِيبِ اخْتَفَتْ فِي زِحَامِ الزَّوَايَا،
وَنَاسًا يَمُوتُونَ صُبْحًا،
أَرَى سَاحَةً حَرْثُهَا صَارَ دَكًّا،
وَأَحْلاَمُهَا مِنْ هَشِيمٍ وَنَارٍ،
أَرَى صِبْيَةً يَرْفُضُونَ الأحَاجِي
وَلاَ تَنْحَنِي خُضْرُ قَامَاتِهِمْ
فِي انْكِسَارِ المرَايَا..
صراخ
فِي الدُّجَى كَانَ صَوْتِي،
عَلَى بَابَةِ الْقَهْرِ يَجْنِي بِذَارِي،
يَطُولُ انْتِظَارِي
مَتَى يَنْجَلِي قُفْلُ هَذي الأعَالِي…؟
مَتَى تُشْرِقُ الشَّمْسُ مِنْ بُرْجِهَا،
بَيْنَ الْبَسَاتِينِ…
فِي قَرْيَتِي..
بَيْنَ صَدْعِ الْغُيُومِ الْمُسَجَّاةِ..
بَيْنَ الْبَرَارِي…؟
العزاء الحزين
أَخْبِرُونِي بِمَنْ جَاءَنَا يَزْرَعُ الْخَوْفَ نَارًا،
وَيَطْوِي شُمُوخَ الْأَيَادِي…؟
هَلْ شَقِيٌّ بِلَا سَحْنَةٍ جَالَ فِي كَرْنَفَالِ السِّنِينْ…؟
هَلْ غُرَابٌ أَتَى عَازِفًا شُؤْمَهُ فِي الْمَسَاءْ،
يَنْعَقُ الْيَوْمَ فِي دَرْبِنَا،
فِي دُجَى مَوْتِنَا،
فِي أَقَاصِي الْبِلاَدْ …؟
أَمْ عَلى بَابِ قَلْبِي جُنُودٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ،
يُدِيرُونَ كَأْسَ الْعَزَاءِ الْحَزِينْ…؟
أَمْ عَلَى صَحْنِ دَارِي،
غَوَى هُدْهُدٌ وَافْتَرَى،
فِي رُبَى قَرْيَتِي انْسَلَّ مِنْ جِلْدِهِ،
أَشْعَلَ النَّارَ فِي قَمْحِنَا،
وَاخْتَفَى هَارِبًا فِي سُيُولٍ وَطِينْ…؟
تمرد
فِي المدَى صِرْتُ نَسْرًا
وَقَدْ فَاضَ كَأْسِي
وَفِي مَرْكَبِ الْمَوْتِ صَارَ انْشِطَارِي..
سُقُوطاً وَغَدْراً..
وَمَا زَالَ بُؤْسِي يُعَرِّي سُؤَالِي
وَبَابُ السُّؤَالِ انْتِظَارٌ
وَجَمْرٌ،
وَنَارٌ،
وَصَمْتٌ رَهِيبٌ عَلَى بَابِ قَبْرِي..
وَمَا زَالَ لَيْلِي ثَقِيلا
وَمَا زَالَ حُلْمِي جَمِيلا
أَنَا الْمُحْبَطُ الْمُكْتَوِي بِالْجُنُونْ..