بتعدد حالات المرض والمعاناة مع تكاليف العلاج ..خلق تعاضدية عامة للرياضيين السابقين أصبح مطلبا يفرض نفسه

تتعدد حالات مرض الرياضيين السابقين وسقوطهم تحت سوط الداء والعوز، ومعاناتهم مع ارتفاع تكاليف العلاج وصعوبة مواجهة المصاريف،خاصة أن جلهم لم يكسب من مزاولة الرياضة بقدر ما منحها.
ووجد أغلب الرياضيين السابقين،ومن ضمنهم من مارس الرياضة في المستوى العالي والنخبوي،كما هو حال رضا الرياحي اللاعب السابق للدفاع الحسني الجديدي والرجاء الرياضي، في وضعية اجتماعية حرجة وضعيفة تكاد تضمن القوت اليومي فبالأحرى مواجهة تكاليف العلاج وأمور حياتية أخرى، سيما أنهم مارسوا في عهد نظام الهواية الذي لم يكن يضمن تأمينا مدى الحياة، بل كان تأمينا محدودا، والكثير من اللاعبين من الرعيل الأول يتعرضون لوعكات صحية باستمرار، وهو ما يجعل النقاش حول أوضاعهم الصحية والاجتماعية يتجدد دائما.
إن اللاعب الذي قدم إنجازات كثيرة للوطن، يجب أن يلتفت إليه المسؤولون، ليس كإحسان وإنما كمقاربة تلقائية.
في هذا السياق ، ارتفعت مطالب بخلق تعاضدية عامة للرياضيين السابقين، يسنها المشرع وتخرج عبر المساطر المعمول بها إلى الوجود، وتكون لها قوانين تحمي اللاعبين بعد الاعتزال وتوفر لهم تأميناً حافظاً للكرامة.
لا أحد ينكر أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم،وعدد آخر من الجامعات الرياضية، وبعض المؤسسات كمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، تتدخل بشكل سخي وكريم كلما ظهر مشكل صحي لأحد اللاعبين، لكن يجب أن يكون هذا التدخل مقننا ومؤسساتيا يكرس هيبة المؤسسات وحرمة الخدمات.
هناك لاعبون يظهرون في الواجهة لكونهم كانوا نجوما لكرة القدم، لكن آخرين غير معروفين يعانون المشكل نفسه، وهناك رياضات أخرى غير كرة القدم تعرف الإشكال ذاته.
وفي ظل نظام الاحتراف والقانون الجديد 30.09 يجب الانتباه بشكل مستعجل إلى هذه المسألة، وأن تكون لها مقاربة قانونية توقف التعامل «الإحساني» لأنه يبقى لحظيا وفي أحيان كثيرة يمس بالكرامة، وليس كل اللاعبين يقبلون بهذه الخطوة لأن لديهم عفة خاصة.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 04/10/2023