بحث سوسيولوجي يرسم مسار «المهاجرات» نحو الدار البيضاء

توقيع مؤلف «الهجرة النسائية في الدارالبيضاء ما بين الاستقلالية والهشاشة»

 

تم مؤخرا توقيع مؤلف «الهجرة النسائية في الدارالبيضاء ما بين الاستقلالية والهشاشة» في حفل شهده رواق ملتقى الطرق «la croisée des chemins»، على هامش فعاليات المعرض الدولي للكتاب، أشرفت على توقيعه الدكتورة ليلى بوعسرية، أستاذة باحثة في علم الاجتماع بجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء والدكتورة ثورية حسام، أستاذة باحثة في علم الاجتماع بمعهد العمل الاجتماعي في طنجة.
المؤلف الصادر عن المركز المغربي للعلوم الاجتماعية، حول الهجرة النسائية في الدارالبيضاء، بين الفقر والهشاشة، تضمن نتائج أبحاث سوسيولوجية ميدانية لفريق مكون من باحثين في علم الاجتماع بالمغرب. ويتناول المؤلف هجرة النساء القرويات من خلال رسم مسار انتقالهن نحو المجال الحضري للدارالبيضاء، أكبر حواضر المغرب، حيث يتحملن بشكل فردي مسؤولة مشروع هجرتهن سعيا نحو الاستقلالية وتحقيق أهداف فردية.
يقدم البحث وصفا لمشروع الهجرة لدى النساء القرويات إلى البيضاء والتعرف على دوافعهن ومختلف الاستراتيجيات التي يوظفنها لأجل تحقيق اندماجهن خلال مسارهن، إذ يتناول المؤلف عددا من الديناميكيات، تندرج ضمنها الحركة الانتقالية التي تعرفها المهاجرات على مستوى السكن وفضاءات الشغل، وما يصاحبها من صعوبات تزيد من تعرفهن على قوتهن وزيادة في تجربتهن وفهم وتقدير ذواتهن.
وميزت أشغال المؤلف، انكباب فريق البحث على مستويات مختلفة من البحث السوسيولوجي حول الظاهرة، لامست ظروف عيش المهاجرات نحو المدينة والاستراتيجيات الموظفة وعملية تحويل أموال وممتلكات المهاجرات إلى أسرهن في القرية، والديناميات المختلفة التي تعرفها هذه السيرورة من صعوبات لأجل الاندماج.
يبرز البحث شكل تمظهر العلاقات الاجتماعية بين الأجيال والطبقات والجنس، والتغيرات المهنية الممكنة في إطار عمل يتسم بالهشاشة. كما يتطرق لمختلف الضغوطات التي تتعرض لها النساء المهاجرات في مسار سعيهن للاندماج والاستقلالية، كما يصفنها ويعشنها، وعن كيفيات بناء هذه الاستقلالية وكيفيات تحولها كأحد شروط حياتهن في المدينة.
وتبعا لذلك، يجيب البحث السوسيولوجي عن مجموعة من الأسئلة لرسم مسار «المهاجرات»، انطلاقا من لحظة اتخاذ قرار الانتقال من القروية إلى المدينة، مرورا بمرحلة استقرارهن في مدينة الدارالبيضاء وبالمراحل المختلفة لتحقيق اندماجهن المهني، التي غالبا ما تتسم بالهشاشة وعدم الاستقرار، كما هو الأمر بالنسبة إلى العمل في المنازل والنسيج والعمل الموسمي في إطار «عاملات الفراولة» فوق الأراضي الإسبانية.
ويقدم المؤلف معطيات حول الهجرة النسوية، من خلال الاهتمام بكيفيات مجيئهن من المناطق القروية نحو الدارالبيضاء، وعن طبيعة الظروف والملابسات التي صاحبت ذلك إلى حين تحقيق الفتاة القروية نوع من الاستقلالية، رغم ما يعترضها من صعوبات في ظروف العيش.
ومن مستجدات ظاهرة الهجرة النسوية، هو تحمل المهاجرات لمسؤولياتهن لعيشهن في الدارالبيضاء وتشبثهن بالاستقرار في المدينة وتحقيق ذاتهن والاندماج في الفضاء الحضري وفهم مفاتيحه لتسهيل اندماجهن، حيث يحققن هوية خاصة تمكنهن من العيش بتوظيف مجموعة من الاستراتيجيات وتجاوز اكراهات البحث عن العمل والاستقرار في العمل والسكن. ومن مميزات البحث الميداني، غنى معطياته إلى جانب صعوبة الولوج إلى النساء المهاجرات لأجل مقابلتهن في إطار جمع معطيات البحث، لولا المساعدة التي تلقاها فريق البحث من وسيط تجمعه بالنساء المهاجرات علاقة ثقة سهلت المهمة على فريق البحث، ما شكل عاملا مساعدا لإجراء البحث الميداني.


بتاريخ : 04/07/2022