شكل موضوع «مخاطر ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية» محور ندوة علمية احتضنتها قاعة الندوات بفضاء النسيج الجمعوي بوجدة مساء الجمعة 15 مارس الجاري، ترأسها رئيس لجنة الرياضة بالفضاء محمد شملال وأطرها ثلة من الأساتذة الباحثين ومسؤولين متخصصين من خلال مداخلات تناولت الموضوع من مقاربات سيكولوجية، سوسيولوجية، قانونية، أمنية وإعلامية.
وخلصت الندوة العلمية، والتي حملت شعار «لا للشغب، جميعا من أجل بيئة رياضية سليمة»، إلى مجموعة من المقترحات والتوصيات للمساهمة في الحد من التبعات السلبية لظاهرة الشغب ، ركزت على دور الأسرة في تربية وتوعية الأبناء بمخاطر الشغب والعواقب الوخيمة جراء التعدي على الممتلكات العمومية والخاصة، وكذا دور المؤسسات التعليمية في التوعية والتحسيس بمخاطر العنف والشغب في الميادين الرياضية و بضرورة المحافظة على المنشآت الرياضية باعتبارها ملكا لهم، ودور الإعلام الرياضي من خلال التحسيس والتوعية «والابتعاد عن التعصب والتحيز والالتزام بالحياد التام».
وإلى جانب ذلك، تم اقتراح إنجاز وتطوير البنيات التحتية بملاعب رياضية للقرب، خاصة بالأحياء المدارية كمتنفس للشباب يساهم بشكل فعال في الحد من الظاهرة، تحديث وتجهيز المنشآت الرياضية بكل المرافق الضرورية والعمل على تثبيت كاميرات المراقبة لرصد أي حادث شغب أو سلوك يخالف الضوابط القانونية، تأهيل البنيات التحتية للملاعب الرياضية وتحسين شروط استقبال الجماهير الرياضية خصوصا عبر توفير المرافق الصحية ووسائل الترفيه وترقيم الكراسي وتوجيه الجمهور، مع تحديث نظام بيع التذاكر باستعمال التكنولوجيا الحديثة لتفادي مشكلة تزوير التذاكر وتدفق أعداد الجماهير التي تفوق الطاقة الاستيعابية للملعب.
كما شدد المشاركون في الندوة ، على ضرورة مرافقة القاصرين من طرف أولياء أمورهم حتى لا يكونوا «عرضة للتغرير بهم وتحريضهم على العنف والشغب»، وعدم السماح بالتنقل الجماعي للجماهير إلى ميادين رياضية بجهات أخرى «في حالة ما إذا تبين أن هذا التنقل من شأنه أن يهدد سلامة المشجعين والأمن العام بصفة عامة»، هذا زيادة على الدعوة إلى الارتقاء بمستوى الحكام والتحكيم بصفة عامة «للرفع من القيمة الأخلاقية للرياضة والتنافس الشريف وتفعيل الإجراءات التأديبية والقانونية الزجرية للمخالفين»، وإلى التزام السلطات الإدارية ووزارة الشباب والرياضة بتأطير جمعيات المشجعين عبر إشراكها في الاجتماعات التحضيرية والتنسيق معها في ما يخص الأنشطة الاحتفالية التي ترغب في تنظيمها داخل الملاعب، مع السهر على تطبيق مقتضيات القانون رقم 09-09 «بالحزم والصرامة اللازمين في حق الأشخاص المتورطين في ارتكاب أعمال الشغب والعنف في الميادين والملاعب الرياضية».
وقد افتتحت هذه الندوة، والتي تدخل في إطار الأنشطة التواصلية والتحسيسية التي تنظمها اللجان الموضوعاتية التي يحتضنها فضاء النسيج الجمعوي بوجدة في مختلف المجالات المرتبطة بالأدوار الاجتماعية التي يمكن أن تلعبها جمعيات المجتمع المدني، بكلمة لمدير الفضاء سمير بنعيادة أبرز من خلالها بأن «الندوة العلمية تروم المساهمة في تعميق النقاش العمومي وإتاحة الفرصة لمختلف المتدخلين للدراسة والبحث وكذا تبادل الأفكار والمقترحات» حول «موضوع أصبح يشغل بال المواطنين والمسؤولين على حد سواء».
وفي هذا الصدد، أشار المتحدث إلى «أن بعض الميادين الرياضية عرفت في الآونة الأخيرة تسجيل أحداث مؤسفة، حيث تحولت بعض التظاهرات الرياضية من فضاء للفرجة والمتعة نتيجة «سلوكات منحرفة لبعض المشجعين»، «إلى ارتكاب جنح وجرائم تنوعت ما بين الضرب والجرح والتخريب وإتلاف الممتلكات العمومية والخاصة، بالإضافة إلى تهديد سلامة وأمن المواطنين وإلحاق أضرار جسدية بأفراد قوات الأمن العمومية» يقول المتحدث.
هذا، وتطرق المتدخلون إلى ظاهرة الشغب والعنف في الملاعب الرياضية وخارجها من خلال مقاربات عدة، وأجمعوا على أن هذه الظاهرة معقدة تتطلب مقاربة شمولية وتشاركية لتطويقها، أو على الأقل، للحد من تداعياتها، وذلك عن طريق مخطط استراتيجي وتدابير استباقية تعتمد بالأساس على التربية والتكوين وتكثيف برامج التوعية والتحسيس…