برنامج تلفزي فرنسي يغضب المختصين في الجراحة التجميلية والتقويمية المغاربة

قدمت القناة التلفزية « ت إف 1» مؤخرا، ربورتاجا حول الجراحة التجميلية في المغرب تحت عنوان «جنون مشرط الجراح»، رافق خلاله الطاقم الصحافي الذي أنجزه مجموعة من النساء والشابات في « رحلاتهن التجميلية» من داخل منازلهن صوب إحدى المصحات المختصة  في الدارالبيضاء، اللواتي خضعن لتدخلات مختلفة، جراحية وغيرها، من أجل منح أجسادهن حلّة مغايرة ومختلفة عما كانت عليه سابقا، إن على المستوى الوجه أو الجسم ككل، وخاصة الصدر والأرداف وغيرها.
الربورتاج التلفزي، لم يمر بردا وسلاما على المهنيين المغاربة المختصين في المجال، على غرار مجموعة من التحقيقات والبرامج التلفزية السابقة التي ظلت القنوات الفرنسية تبثها بين الفينة والأخرى، إذ اعتبرت الجمعية المغربية لجراحي التجميل والتقويم، المشاهد والصور والرسائل التي تضمنها صادمة وفاضحة، منتقدة الطريقة التي تمت بها معالجة الموضوع، والتي تم وصفها بكونها غير حيادية وتفتقر للموضوعية ولا تعكس الممارسة الفعلية للجراحات التجميلية، في الواقع، كما أنها تحمل الكثير من المغالطات والمعطيات الخاطئة حول المهنة، وهو ما يجعلها مقاربة مرفوضة من طرف المهنيين.
وأدانت الجمعية الأسلوب الذي تم به تصوير الربورتاج والطريقة التي اعتمدها الطاقم المشرف على إنجازه، والتي تم وصفها بكونها تفتقر إلى المهنية المطلوبة في مزاولة العمل الصحافي، مؤكدة على أن المشاهد التي تم تصويرها وبثها وكذا الأرقام التي تضمنها التقرير التلفزي المذكور، لا تعكس بأي شكل من الأشكال حقيقة وواقع الممارسة المهنية لدى أغلبية الجراحين المختصين في الجراحة التجميلية والتقويمية في المغرب، المشهود لهم عالميا بالمهنية والخبرة والكفاءة.
وشدّدت الجمعية، في بلاغ لهاّ، على أن مضمون الربورتاج يعتبر بعيدا كل البعد عن واقع ممارسة جراحة التجميل والتقويم في بلادنا، التي تؤطرها أخلاقيات وقوانين وقواعد للصحة والسلامة المتعارف عليها عالميا. كما شجبت في نفس الإطار الصورة المبتذلة التي تم بها تقديم ووصف المرأة المغربية والمجتمع ككل، مؤكدة أن تلك الصور المحرّفة والمشوّهة التي تم اعتمادها في الربورتاج التلفزي المذكور، لا تعكس حقيقة المغرب، باعتباره بلدا عصريا متطورا، كما أنها بعيدة كل البعد عما تم تحقيقه من تطور وتقدم مشهود له في مجال تمكين المرأة وتحريرها، على ضوء ما تضمنته مدونة الأسرة من إصلاحات وما تجسده الإرادة السياسية لأعلى سلطة في بلادنا منذ أكثر من 20 سنة.


الكاتب :   وحيد مبارك

  

بتاريخ : 17/02/2021