بصمة إخراجية بتأء التأنيت تتسيد عروض اليوم الثالث من مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط

تواصلت أول أمس الثلاثاء عروض المسابقتين الرسميتين لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الابيض المتوسط أمام لجنتي تحكيم فيهما بصمة نسائية أكثر منها ذكورية ( تسع نساء مقابل سبعة رجال)، وهو ما يشكل حالة جد نادرة على مستوى المهر جانات السينمائية، على الأقل في مهرجاناتنا الوطنية، حيث سيطرة الحضور الجنس الذكوري على النسوي، باستثناء مهرجان الفيلم الدولي للمرأة،..، وهو ما اعتبر التفاتة سينمائية راقية من المسؤولين يجب التنويه بها ثم الاقتداء بها من قبل مسؤولي المهرجانات السينمائية الوطنية، الكبيرة منها و الصغيرة، ، حسسب العديد من الملاحظين بالمهرجان، خصوصا وأن العناصر المختارة في هذه اللجن من النساء، لهن دراية وتتبع لشأن الفن السابع، كتابة، نقدا أو ممارسة مهنية..
هذا، وتميزت أفلام المسابقة يوم الثلاثاء بعرض فيلمين أوربيين روائيين طويلين مقابل فيلمين وثائقيين عربيين. احتضنت الاوليين سينما « ابينيدا»، في استقبلت الآخرين قاعة المعهد الثقافي الفرنسي.
العرض الأول على مستوى الفيلم الطويل كان هو الشريط البلغاري- الفرنسي الدنماركي « إنكار» للمخرجة غاليتزا بتروفا، التي تعد من المخرجات اللواتي تلقى إبداعاتهن السينمائية في المهرجانات الدولية من قبيل برلين و تورنتو.. نجاحا كبيرا ، الذي كان ثمرة تكوينها الفني وتخرجها من مدرسة الفيلم الوطني و التلفزة ببريطانيا. وتتناول في فيلمها هذا قصة سيدة «تعتني بأشخاص مسنين مصابين بالخرف في قرية بلغارية نائية، وتبيع اوراق هويتهم في السوق السوداء وتعيش منعزلة غير مبالية بمحيطها، وعلاقتها بحبيبها أصبحت تختزل في جلسات تناول المورفين، غير ان نظرتها ستتغير عندما سيصلها غناء « يان»، أحد المرضى الذين حلوا باالمستشفى، حيث سيشكل ذلك تحولا جذريا في حياتها..»أما العرض الثاني على مستوى صنف الفيلم الطويل، فقد كان الشريط الفرنسي «باريس البيضاءّ للمخرجة ليديا تركي، و الذي يعد أول باكورتها السينمائية بعد التحول من ممارسة مهنة الديكور و الإنتاج و المساعدة في الإخراج وخوض تجربة الفيلم القصير، الذي نالت إبداعاتها فيها على العديد من الجوائز الدولية.
وتطرح ليديا تركي في فيلمها الأول حكاية «رقية» التي تغادر قريتها في منطقة « القبائل» بالجزائر للبحث عن مصير زوجها الذي هاجر إلى فرنسا للعمل وانقطعت أخباره..عثرت عليه في مأوى يقطنه مهاجرون متقاعدون..، وعادت إلى موطنها غير ان الزوج رافقها من هناك لم يعد هو ذاك الشخص الذي كانه عندما هاجر فقد اصبح شخصا أجنبيا..
على مستوى الفيلم الوثائقي تم تقديم، بداية، الفيلم المصري « حكاية سناء» للمخرجة روجينا بسالي، وتتناول مسار إحدى النجمات المصريات التي طبعن السينما العربية في ستينيات وسبيعينيات.. القرن الماضي بكريزميتها في الأداء العالي و المتمكن، والخصوصية في تقمص الشخصيات.. ويتعلق الامر بالفنانة المصرية الراحلة سناء جميل، من خلال تناول قصة «فتاة جاءت من الصعيد في ظروف غير معروفة، وتركت لوحدها في مدرسة داخلية وهي لم تزل في التاسعة من عمرها، واثناء تواجدها بالمدرسة عشقت المسرح و التمثيل، قبل أن يحدث الأ مر الذي قلب حياتها رأسا على عقب..» ، ثم بعد ذلك تم عرض الفيلم الثاني ، الشريط التونسي « ولدك راجل» للمخرج هيفل بن يوسف ، والذي يستعرض فيه بطريقة تمزج بين الإيقاع الروائي و التسجيلي التوثيقي، «مسار مهاجر سري يسمى العربي، وهو شاب تونسي سافر في سن الخامسة عشرة سنة إلى ما كان يحسبه جنة أرضية، يصل اليوم إلى سن 23 سنة وهو بدون اوراق هوية، الشيء الذي جعل الافاق جد ضبابية أمامه..

عروض موازية .. و»البراق» يظهر من جديد

إضافة إلى عروض المسابقتين كان لرواد المهرجان موعد مع أفلام دولية، عربية ومغربية، حيث استقبلت قاعة «ابينيدا» الفيلم التونسي « نحبك هادي» للمخرج محمد بن عطية ، الذي يروي قصة الشاب «هادي» المتزن و المتكتم الشغوف بالرسم.. بالرغم أن بله تعيش حالة غليان فإنه يتابع حالته الأليفة تاركا لعائلته أن تقرر مكانه..غير أن سفر في مهمة عمل بالمهدية والتقاؤه ب»ريم» ، التي سحرته سيجعله استلام زمام حياته ..»، كما استقبلت قاعة مسرح «إسبانيول» فيلم الاطفال « السلحفاة الحمراء» والفيلم الصيني « الصيني « المعلم، هاوفنغ تشو، في الاحتفاء بالسينما الصينية كضيفة شرف، ثم اخيرا الفيلم السينمائي المغربي «البراق» للمخرج محمد مفتكر ، والذي عرض في إطار الاعمال السينمائية التي شاركت فيها المحتفى بها و المكرمة السعدية لديب\ن وهو من الافلام المغربية التي توجت في العديد من المهرجانات الوطنية و الدولية، ويتناول فيه مفتكر قصة زينب، التي تعمل في مستشفى للأمراض العقليةن يكلفها رئيسها بحالة فتاة تعيش في رعب دائم وتظن أنها حامل، وتتلخص مهمة زينب في الدفع بالفتاة إلى التكلم و والإفضاء بمشاكلها النفسية..».


الكاتب : تطوان: جمال الملحاني

  

بتاريخ : 30/03/2017