بعد أن رفضت إدماجهم بالجامعات المغربية .. الحكومة تبحث عن حل لملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا خارج المغرب

بعد الجدل الواسع الذي خلفه ملف الطلبة المغاربة بأوكرانيا ورفض الحكومة إدماجهم بالجامعات المغربية، يبدو أن هذه الأخيرة وجدت أخيرا الحل المناسب الذي سيخرجها من هذه الورطة، وذلك عن طريق البحث عنه خارج حدود المغرب، فبعد ما أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، الأسبوع الماضي، رفض الحكومة إدماحهم بالجامعات المغربية مؤكدا أن المغرب يدرس مقترحات لضمان استكمالهم لدراستهم في دول أخرى وأن هناك اتصالات باشرتها الوزارة المعنية مع دول من أوروبا الشرقية لاستقبالهم، يخرج وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف الميراوي ليؤكد هذا المسعى خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أول أمس، معلنا عن إجراء اتصالات مع الهيئة الدبلوماسية لبعض الدول بأوروبا الشرقية التي تتوفر على نظام تعليمي مماثل لنظيره بأوكرانيا وتدارس إمكانيات استقبال الطلبة المغاربة في مؤسسات التعليم العالي بهذه البلدان، ولم يفت الوزير تأكيدا لمسعى البحث عن حلول خارج المغرب، التطرق للإشكاليات التي اعترضت هؤلاء الطلبة لادماجهم بالمغرب والمتعلقة بالأساس بطب الأسنان والصيدلة، حيث يتجاوز عدد الطلبة العائدين من أوكرانيا القدرة الاستيعابية للكليات الوطنية المعنية، موضحا في نفس الإطار أن هذه الإشكالية مطروحة بحدة أقل بالنسبة لكليات الطب ومدارس المهندسين وكليات ومدارس التدبير والاقتصاد.
كما أكد الميراوي أنه تم الاتفاق خلال زيارة عمل قام بها لرومانيا، على إمكانية إدماج طلبة السنة الأولى إلى السنة الثالثة دون أي صعوبات، وسيتم الإعلان قريبا من طرف الوزارة الوصية بهذا البلد عن عدد الطلبة المغاربة الذين بإمكانهم التسجيل بمؤسسات التعليم العالي الرومانية.
و في نفس السياق أردف المسؤول الحكومي أيضا أن هناك اقتراحا من السفارة الهنغارية باستقبال 1000 طالب تقريبا لاستكمال دراستهم بهنغاريا مشيرا إلى أن الطلبة الراغبين في الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي برومانيا وهنغاريا سيكون بامكانهم إجراء امتحانات الولوج انطلاقا من المغرب دون الحاجة إلى التنقل إلى هذين البلدين. وكشف الميراوي أن عدد الطلبة المسجلين بالمنصة الرقمية التي تم إحداثها لجرد المعطيات ذات الصلة بمستواهم الجامعي، بلغ إلى حدود أول أمس 25 أبريل 2022، أكثر من 7200 طالب، 75 بالمائة منهم ينتمون إلى شعب الطب والصيدلة وطب الأسنان مؤكدا أن الوزارة ستطلق منصة ثانية في الأسابيع القليلة المقبلة، للحسم في عدد الطلبة الراغبين في استكمال دراستهم بالمغرب.
وارتباطا بالموضوع قال الميراوي في تصريح صحفي إن وزارته تتعامل بمرونة وعقلانية مع هذا الملف مشيرا إلى أن المغرب عليه الحفاظ على جودة الطب ! مؤكدا على صعوبة هذا الملف بالنسبة للجميع، خصوصا في ما يتعلق بالطاقة الاستيعابية للكليات بالمغرب التي لا يمكنها استيعاب، حسب قوله، أعداد الطلبة العائدين من أوكرانيا إضافة الى مشكل اللغة بالدول التي يمكنها أن تستقبل هؤلاء الطلبة مشددا على أن الوزارة تحاول التعامل مع الأمر بكل مرونة وجدية.
يذكر أن أولياء أمور هؤلاء الطلبة كانوا قد طالبوا في عدة وقفات احتجاجية أمام الوزارة المعنية بإدماج أبنائهم وتزويدهم بتفاصيل حول الاتفاقيات مع كل من بلغاريا وهنغاريا ورومانيا، مؤكدين تشبثهم بالإدماج بالمغرب، ورفضهم بشكل قاطع عودة أبنائهم للدراسة في أوكرانيا خصوصا بعد توصل أبنائهم بدعوات بعض الجامعات الأوكرانية من أجل حثهم على العودة إلى هذا البلد الغارق في أتون الحرب لاستئناف الدروس حضوريا.


الكاتب :   خديجة مشتري

  

بتاريخ : 28/04/2022