بعد تحقيقه العودة إلى مكانه بالقسم الوطني الأول : «الأفاق الرياضي للكرة النسوية» بخنيفرة يستنكر مظاهر التمييز وتعثر المنحة الجهوية

 

أعرب عدد كبير من متتبعي الشأن الرياضي بجهة بني ملال خنيفرة عن استغرابهم وامتعاضهم حيال مظاهر التمييز الممنهجة من طرف مجلس وولاية الجهة إزاء الفرق الرياضية، والكيل بمكيالين في ما يتعلق بأقاليم الجهة، وانتهاك «مقاربة النوع» في شكلها الرياضي، إذ لم يعثر المتتبعون على أدنى تبرير أو تفسير لمعنى غض الطرف عن فريق «الأفاق الرياضي لكرة القدم النسوية»، بخنيفرة، الذي حقق الصعود/ العودة للقسم الوطني الأول، مقابل الاكتفاء بتنظيم حفل استقبال استثنائي على شرف فريق رجاء بني ملال الصاعد إلى القسم الوطني الأول، في حين لم يتم الالتفات لفريق لنسوي آخر بالجهة حقق الصعود عبر الفوز على فريق فتيات بنمسيك ب 0/5، ويتوفر على هدافة من طينة حفصة أمحزون، صاحبة47 هدفا، ولاعبتين بالمنتخب أقل من 20 سنة، سلوى اجردي وإيمان السو.
وبينما شددت عناصر من فريق «الأفاق الرياضي» على قلقها البالغ إزاء «التعامل المخجل والبارد» الذي واجه به المسؤولون بالإقليم صعود الفريق، جددت حديثها حول تعثر المنحة السنوية التي خصصها مجلس جهة بني ملال – خنيفرة لفائدة الجمعيات والأندية الرياضية بالجهة، وفات له أن «طلب من الأندية والجمعيات إيداع طلبات جديدة للاستفادة من منح 2019»، ولم يكن مفاجئا أن تقع الجمعيات والأندية الرياضية، ومنها فريق «الأفاق الرياضي»، في أزمة خانقة حملته إلى التفكير في اللجوء للاقتراض قصد احتواء الأزمة وتسديد جزء من مستحقات اللاعبات بعد تحقيقهن الصعود إلى قسم الأضواء بقيادة الإطار الرياضي محمد العبدي.
وارتباطا بالموضوع، أثارت مصادرنا، بكثير من الاستياء، عدة ملاحظات حول المكيال المستعمل في عملية توزيع منح الجهة بشكل تجهل معاييره ومقاييسه، خاصة ما يرتبط بالرياضات النسوية التي اشتكت كثيرا من التمييز ضد فرقها، إذ لم يعثر أي مراقب على أدنى تفسير أو مبرر منطقي حيال معنى دعم فرق القسم الأول ذكور ب 300 مليون سنتيم مثلا، في حين لم تتجاوز حصة فرق القسم الأول إناث 10 ملايين سنتيم، تماما كما هو الحال بالنسبة لفرق القسم الثاني ذكور الذي خصصت لها منحة ب 150 مليون سنتيم مقابل 6 ملايين سنتيم لفرق القسم الثاني للكرة النسوية، الأمر يرفع من وثير النداءات الداعية إلى ضرورة الاهتمام الجدي بكرة القدم النسوية.
وكان بديهيا أن تخطف لاعبة فريق «الآفاق الرياضي»، حفصة أمحزون، الأضواء من خلال تسجيلها ل 47 هدفا داخل الموسم، ودفعها لفريقها نحو تحقيق العودة للقسم الوطني الأول، وعنها كتب الإطار، محمد العبدي، من صانعة للعب إلى هدافة للبطولة الوطنية، وهي من مواليد مدينة خنيفرة سنة 1994، وبدايتها الرياضية كانت مع ألعاب القوى إلى حدود عام 2005 حيث غيرت الوجهة صوب عالم كرة القدم، والتحقت بنادي «الآفاق الرياضي»، لتتلقى تكوينها قبل أن «تدخل غمار المباريات الحبية والدوريات التي يشارك فيها الفريق، وتميزت بفنون السرعة والمراوغة والقتالية رغم نحافة جسمها» على حد تعبير محمد العبدي الذي تحدث كثيرا عن اللاعبة المذكورة التي تمكنت من إنضاج تجربتها بروية، واصفا إياها ب «الخجولة التي ترفض الظهور وترفض الحديث عن نفسها».
كما لم يفت محمد العبدي التطرق لمرحلة اختيار اللاعبة حفصة أمحزون اللعب مع منتخب عصبة تادلة، خلال سنتي 2010 و2011 وسنة 2014، ليتم ضمها بعد ذلك لقائمة المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، الأمر الذي أثر في مسارها الكروي وجعلها أكثر إصرارا على مواصلة دربها، ولها في فريق «الآفاق الرياضي» مساهمة كبيرة في صناعته، وقد لعبت به إلى أن حقق الصعود إلى القسم الوطني الثاني، إبان موسم 2013/2012، ثم إلى القسم الوطني الأول في موسم 2014/2015، ولعبت معه على مدى أربعة مواسم رياضية.
وسبق لحفصة أمحزون، حسب ذات الإطار الرياضي، أن تعرضت لإصابة خطيرة بالأربطة الصليبية، خضعت إثرها لعملية جراحية أبعدتها عن الملاعب لمدة ستة أشهر، حرصت بعدها على اتباع العلاج والترويض والتداريب إلى أن تعافت وعادت للميدان أكثر قوة، وفي موسم 2018/2017 غيرت الوجهة إلى فريق «صداقة تاوريرت»، مخلفة فراغا كبيرا وسط فريقها الأصلي، قبل أن تقرر العودة إليه خلال الموسم الحالي، رغم نزوله إلى القسم الثاني، وساعدت في إعادته إلى مكانه بالقسم الأول، كما فات لمدرب المنتخب الوطني أن وجه لها دعوة خاصة للمشاركة في المعسكر التحضيري لمباراة مالي.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 03/05/2019